٠٩|اللقاء المُنتظر.

154 22 11
                                    

أعادت قِراءة الرسالة القادمة منه آلاف المرات إن صح التعبير، وفي كل مرة كانت أعيُنها تبرقُ نفس البريق كما لو كانت المرة الأولى.

لا تُنكر أنها كرهت ما فعله بها حد الجنون وما بعده، لكن فرصةً كهذه لن تُعوض.

قربت لِحاف الرسالة نحو أنفها لترتوي من عُبقه، رائحة عطره التي لطالما أشعرتها بالنشوة.

وعطره لم يفشل بجعلِها تنتشي ثانيةً،
حتى من بعد فعلته الشنيعة.

أغلقت الظرف ثم وضعته على الطاولة أمامها، تنهدت وهي تُفكر مليًا.

ماذا لو كان يحبّها كما تُحبّه.

الرسالة أمامها تؤكد ذلك.

ما كان له أن يكتُب هذا إلا وهو يُحبها.

لذا هي رسمت ابتسامة عريضة واتجهت إلى خِزانة ملابسها لتختار أفضل ثوبٍ لديها من أجل لِقائه.

شوارعُ سيؤل المظلمة هي ما يقُع عليه بصرها الخائف، كلما مرّت قطة من جوارها ترتجف ظنًا أنها أحد المتحرشين الذين تراهُم عادة في الأفلام.

شيئا فشيئا بدأ الجسر الواقع قرب المدرسة يظهر أمام ناظِرها.

رفرفت فراشاتُ بطنها من شدّة سعادتها، كانت على وشكِ لقاء محبوبها.

شغلت إضاءة الهاتف متجهة إلى أسفل الجسر حيث ستنتظره.

لكنها تفاجأت بجونغكوك وليسا معًا تحت الجسر كذلك.

لم تشعر سوى بيد ليسا تُربتُ على كتفها و وجهها يرتدي ابتسامة شامتة.

" لقد حذرتكِ، لكنكِ حمقاء للغاية. "

ما شعرت به تاليًا كان مضرب البيسبول الذي تحمله ليسا يتوسط خصرها، فخرت ساقطة من قوة الضربة.

ومرّة أخرى شعرت بيدٍ تشد شعرها إلى الأعلى رافعةً رأسها ليُقابلها وجهُ جونغكوك.

والذي نظر لحالتِها ساخرًا.

" دائمًا كنت أتساءل كيف لعائلتكِ تحملُ كل هذا القُبح ليلَ نهار، كيف سولت لك نفسك أن تظني أني أحبك؟، تأكدي أني سأقطع لساني قبل أن أقول تلك الكلمة لكِ حتى. "

ارتجفت أواصِلها من ضربات ليسا المتواصلة بالمضرب السميك على جسدها دون رحمة.

" لكنك كنتَ دائمًا تنظري لي وتبتسم ثم تغمز. "

قالت وفي صوتِها شيء من بحة البُكاء، لكن ذلك لم يكن كافيًا ليشفع لها عِنده.

ضحك ساخرا وهو يشدُ على خصلاتِها أكثر.

" مغفلة، هل ظننتي أني قد أبتسم أو أغمز من أجلك، هل غفلت أن مقعد هيجين خلفك؟ لم أكم أفعل ذلك من أجلك. "

تتالت أصوات ضحكات جونغكوك وليسا لتُغطي على صوت بُكاء روزان الخافت.

" أنت أعطيتني النقود لأشتري حذاءًا جديدًا. "

اشتدت بحة البُكاء في صوتها ولازال بداخلها بضعُ ذرات من الأمل بأن هذه مجرد مزحة.

لكنه قتل أملها بنفس الضحكة الساخرة.

" هل ظننتي هذا أيضا؟، أتساءلُ أي عقل هذا الذي تملكينه، لقد أعطيتك المال لتبتعدي عني لكن يبدو أنكِ أغبى من أن تفهمي ذلك. "

حين أنهى ما قاله هي لم تعد قادرة على كتم بُكائها أكثر، بل إنفجرت صارخة بيأس تندب اليوم الذي وصلتها فيه تلك الرسالة الملعونة.

" لقد غضبتَ حين قامت جيني بسكب الطعام علي، أنت فعلت هذا لأنك كنت خائفًا من أن يعرف أحد أنك تُحبني! "

تقطع صوتها بالشهقات كثيرا أثناء قولها لتلك الجملة التي جاهدت من أجل اخراجها.

تُدرك جيدًا الآن ماذا سيكون ردّه التالي عليها.

هو تناول المضرب من ليسا التي تعبت ساعِداها من ضرب الفتاة التي لم تعد قادرة على الحراك.

" لم أكن أعلم أنه من الصعب التفريق بين ملامحِ الإنزعاج والغضب. "

رفع المضرب عاليًا ثم هوى به بسرعة على فخذها.

ورُبما لم يكن يعلم أن هذه الضربة ستكلفهَا الثمن غاليًا.

فقدت آخر ذرة من الإدراك الحسي بعد ضربته، أصبحت ترى كل ما حولها مشوشًا والظلام يتسلل حولها ليعُم المكان.

وآخر ما سمعته قبل أن تفقد الوعي كان؛

" ما كنتُ لأحبكِ يومًا روزان. "

من فم الشخص الذي لن تحبّه مرّة أخرى.


حين تُضيئ النجمة في الأسفل، أنت تُضيئ قلبي معها ♡.

Erotomaniaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن