١٥|إيروتومانيا.

132 22 6
                                    

صدح صوت طرق الباب في الغرفة مِمّا جعل الشاردة تنتبه، أعطت الطارق الإذن للدخول بصوتٍ يكاد يُسمع.

لقد مرت أيام بالفعل منذ آخر قطرة ماء شربتها، المغذي في وَرِيدها هو ما يمنحُها الحياة حتى الآن.

التقط بصرها هيئة جديدة لم تعهدها من قبل، الفرق الوحيد هو أن هذا الرجل يرتدي معطفًا أبيضًا كسائر الأطباء هنا.

سرعان ما عرّف الرجل بنفسه بابتسامة مشرقة رادًا على التساؤل الذي بدى في عينيها.

" مرحبًا، أنا جونغ هوسوك.
سأكون الطبيب المسؤل عن الإستشارة النفسية الخاصة بكِ. "

تبدد التساؤل وحلت محلهُ اللامُبالاة، يبدو أن شقيقها يسلكُ كل السبل لتعود كما كانت لكنهُ لا يعلمُ أنها تفضل الإستلقاء على هذا السرير حتى تفارق روحها جسدها بدل أن تعود لحياتِها السابقة.

اقترب الطبيب هوسوك مُتخِذًا المقعد بقرب السرير مجلسًا له ولازالت ابتسامته تصل لعينيه.

" إذًا ألن تُعرفيني عليك؟ "

تخللت نبرته الودودة مسامعها متسببة في القشعريرة لجسدها، كانت هذا أول مرّة يعاملها غريبٌ بلطف.

" بارك روزان. "

سمعت همهمته برضى وهو يدون ملاحظةً ما في دفتره ثم يعود إليها بنفس الإهتمام السابق.

" سررت بمعرفتك،
سأكون صادقًا معكِ آنسة روزان، لقد جئتُ إلى هنا لأحدد الظروف النفسية التي جعلتكِ تدخلين في حادثة من هذا النوع، على سبيل المِثال ما إن كان أحددهم هددكِ وكيف أثّر تهديده في مستوى تقبلك للشفاء ونظرتكِ للأمور، بالتالي أرجو منكِ أن تكوني صادقة ومتجاوبة معي وسوف أعدك بأن هذه ستكون المقابلة الأخيرة التي تجمعُنا. "

ارتخت ملامحه بوقار وأخذ يشرحُ مستعينًا بتحريك إحدى يديه، جعلت وديته روزان متقبلة لتواجده نوعًا ما.

تنهدت بخفوت وابتلعت ريقها قائلة؛

" لقد سئمتُ بالفعل مِمّا أنا عليه، لم يعد في وُسعي التحمل ومجابهة العالم بوجه جديد كل يوم وتجاهلُ همساتِهم السامّة كنظراتهم.

سأخبرك بكل شيء، لكن عدني بأن ما سأخبركَ بهِ لن يخرج من هذا الباب. "

ابتسم الطبيب بتفهم، الخطواتُ الأولى له معها لازالت جيدة.

" أحد شروط عملي هي الحفاظُ على أسرار مرضايَ وحتى إن فعلت يمكنكِ مُقاضاتي وستُسحب مني رخصتي الطبيّة على الفور، لكن لا تقلقِي أسراركِ في أيدي أمينة. "

Erotomaniaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن