|6| الوشم |

91 10 3
                                    

" نعم انها ابنتنا هيلينا... هيلينا مادروتسو"

هذا جعل اوليفر يلتف مرة اخرى للبنت .. لقد كان جمالها يشبه لوري كثيرا  .. لكن شعرها لم يختلف عنه .. واصلت لوري حديثها دوك الاكتراث لأوليفر

" حسنا يبدو الأمر غريبا لكن نعم لقد حدث الأمر عند ذهابنا للبيت الذي ادعيت اننا سنعيش فيه .. ثم اخبرتني عن هجرك لي .. لم أكن اعلم و انت لم تظهر بعدها .. ذهبت مباشرة عند عائلتي في بريطانيا أين قمت بولادة هيلينا و اعطيتها اسم عائلتنا كلابريا .. اعلم أنني كنت مخطئة بالاختباء و لكنني لم أجد حلا غير هذا ..  كنت خائفة .. و لم أستعد للعودة الى  روما .. كان الأمر أشبه بمشنقة وضعت انا رقبتي فيها  .. و لكنني لم اجرء على دفع الكرسي "

اصبح الصمت يدوي في أرجاء المكان .. و كأن لا احد غيرهما في تلك الحديقة .. كل في افكاره و كل بمشاعره .. لكن المأكد انها نفس الافكار و نفس الخوف و المشاعر كانت تلك اللحظات تدفع كلاهما للتفكير بجنون .. لوري تفكر برأي اوليفر حول الموضوع .. و لكن اوليفر كان تفكيره بعيد كل المدى عن التفكير .. قد يتوقع كل شيء و قد توقع كل شيء .. إلا انه يملك فتاة من 8 سنوات و من الفتاة التي أحبها منذ عرف معنى الحب .. اكتفى بالوقوف من مكانه تحت نظرات لوري ..التي رغم تساؤلاتها الكثيرة .. لكن البرودة التي في عينيها تكفي لجعل المكان متجمدا و كأنه في أعلى جبال الإيفرست ... ذهب اوليفر الى هيلينا التي تواجه صعوبة في دفع الارجوحة لكنها رغم ذلك لم تطلب مساعدة احد .. دفع اوليفر برفق جعلها تنظر له نظرة شخص متمرد .. تفاجئ بنظرتها تلك .. فلم تكن لفتاة بريئة في عمر الثامنة ..ما زاده تفاجئا هو كلامها
" لم اطلب مساعدتك سيد اوليفر ؟ "

" كيف تعرفني اسمي يا جميلة ؟ "

" لقد اخبرت أمي الخالة لاورا أنها ستراك و انت الوحيد الذي كنت جالسا بقربها حسب مجال رؤيتي الذي لا يخطئ "

" حسنا اذا تشرفنا و انت اذا هيلينا ؟ "

" نعم أنا هيلينا .. هيلينا كلابريا .. تشرفت بمعرفتك "

الأمر يزداد سوءا كلما تذكر انها تحمل لقب كلابريا .. تقدم منها أكثر و هو يجثو على ركبتيه امامها

" حسنا أنت جميلة مثل أمك .. عيونك تشبهها "

" نعم أنا كذلك لكنها تقول كثيرا أن شعري يشبه أبي "

" حقاا و أين هو والدك ؟! "

" إنه هنا في ايطاليا .. اخبرتني انه سيعود للعيش معنا لكن لم نلتقي بعد "

" حسنا ايتها الجميلة.. سأذهب عند أمك الآن استمتعي انت باللعب "

استقام اوليفر ليعود إليها .. ليطرح عليها الأسئلة .. لا بل هو يبحث عن إجابة لأسئلته .. لماذا ؟ و لم ؟ و كيف ؟

كانت لوري لا تزال جالسة في ذلك الكرسي .. و لكنها لم تنظر له بتاتا .. كانت أشبه بجماد لا يرى و لكنه يتحرك .. كانت تنظر ببرود لكنها اكتفت بالحديث دون ان تهتم بنظرته التي تكاد تخترق جسمها

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 06, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

السواد الأبيض 🤍🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن