اسمحي لي بأن اتجرد من عقلي ولو للمرة الأخيرة..
أمسكت وجهها بكفي لألثم شفتيها بقبلة شغوفة، اترجم فيها ما لا استطيع البوح به، بادلتني إياها لندخل في دوامة استمرت طويلًا، خرجت منها بعد لحظات لأجدها قد استسلمت للنوم، ضحكت على مظهرها، يمكنها النوم في أي وقت.
خرجت من الغرفة أحاول تنظيم نبضات قلبي التي تصرخ باسمها، ثم جلست أحاول أن أرتب أفكاري، علي الإسراع بالعودة قبل أن نتورط في هذه المشاعر أكثر.
..
بيول:
استيقظت على صداع قوي، لا أعلم كيف أتيت إلى هنا! ويبدو أنني نمت بفستاني أيضًا، تعجبت لعدم رؤيته في الغرفة فذهبت للاستحمام حتى أزيل آثار الكحول من جسدي، واستعيد نشاطي حتى أذهب للعمل.
خرجت بعدها بفترة وأنا أبحث عنه فوجدته يتناول الطعام وهو يقرأ في الرواية فحمحمت لينتبه لوجودي، رفع نظره إلي ثم أعاد نظره للرواية كأنه لم يحدث شيء، ما به هذا الفضائي منذ الصباح!
جلست بجانبه لأتحدث أولًا: ماذا حدث بالأمس؟ لا أتذكر أي شيء..
تحدث بفتور: لم يحدث الكثير، لقد احضرتك للمنزل بعد جولة طويلة من الرقص والشرب، هذا فقط.
نظرت له بشك: هل تفوهت بأي شيء بالأمس؟
نظر لي قائلًا: ليس الكثير لكن لا تهتمي، أعلم أنه من تأثير المشروب.
اومأت متفهمة: حسنًا، ماذا بك؟ تبدو غريبًا!
نفى سريعًا: لا شيء، أنا بخير.. يجب عليكِ الذهاب للعمل، أنا أيضًا سأذهب لهنري، أراكي لاحقًا..
غادر المنزل وتركني في حيرة من أمري، ماذا به؟ هل فعلت شيء خاطئ؟
..
مرت عدة أسابيع بعدها لم يكن كل شيء على ما يرام، بالرغم من أنه أمامي دائمًا لكني أشعر أن المسافة بيننا تزداد بمرور الوقت، قلبي يؤلمني للغاية، أرغب بكسر هذا الحاجز الذي وضعه بيننا، أعلم أن شيء ما حدث في هذه الليلة التي كنا فيها في الملهى الليلي لكن ما يزعجني أنني لا أتذكر أي شيء مما حدث.
الساعة الآن الثالثة فجرًا وهو في الخارج، في الأونة الأخيرة لا يأتي إلا بعد نومي ويغادر صباحًا قبل أن استيقظ..
قاطع تفكيري قدومه، ثبت في مكانه للحظات قبل أن يسألني: مازلتِ مستيقظة؟ هل أنتِ بخير؟
أجبته بفتور: لا، قلبي يؤلمني.
لازم نظراته الأرض كأنه يعرف أنه هو السبب، تحدث بعدها: عليكِ أن تسرعي بشأن رحيلي، سئمت من هذا المكان!