هيوك:
كنت استمتع بالمياه المنعشة وهي تغطي جسدي البارد، بينما اتبادل الحديث مع هنري والفتيات الآخريات لتتحدث احداهن وهي تمسك بذراعي: لم جسدك بارد هكذا؟
حركت كتفي بلا مبالاه: لا أعرف، لكن من الأفضل أن تبتعدي حتى لا تؤذيكِ برودتي.
أجابت بدلال وهي تقترب مني: أو يمكنني أن اجعلك ساخنًا!
رفعت احدى حاجبي ولم أتعجب لجرئتها، رأسها ممتلئ بالأفكار القذرة على أي حال، لمحت بيول تقترب منا وهنا نفخت الفتاة بضيق وأضافت قبل أن تبتعد: سنكمل حديثنا في وقت لاحق.
تحدث هنري بحماس فور رؤيتها: لقد أتيتِ، رائع.
رسمت ابتسامة كاذبة وقالت: أجل، تبدو الأجواء ممتعة.
وجهت نظراتها إلي وقالت: هل شعرت بالملل بدوني؟
أجبتها بذات الابتسامة الكاذبة: كثيرًا.
تحدث هنري بنبرة ساخرة: إذًا سأفسح لكما المجال يا عصفوري الحب لتبقيا بمفردكما قليلًا.
غمز لي في نهاية حديثه وابتعد عني ومعه الفتيات، تحدثت بيول أولًا: بماذا كانت تهمس لك تلك الفتاة؟
أجبتها بمراوغة: ولم أنتِ مهتمة؟
اقتربت مني هامسة: أعرف ما تنوي عليه، حتى إذا كلفني ذلك حياتي، سأمنعك من أن تؤذي أي شخص بريء، أعرف إنك تستمتع بتجمع الفتيات حولك كوجبة سهلة لكنني سأحاول منعك مهما كلفني الأمر.
أجبتها ساخرًا: لمعلوماتك هن من يتقربن مني أولًا وأعتقد انك تعلمين السبب، أنتن حقًا فرائس سهلة وأنتِ يا صغيرة برغم ادعائك الصلابة اسهلهن.
رميت بكلماتي تلك وذهبت لهنري تاركًا إياها تحاول استيعاب ما قلته، آسف أيتها البشرية لكن عليكِ الخوف مني حتى تساعديني، أنا لا أعرف هذا العالم سواكِ وأنتِ سبيلي الوحيد للرحيل.
..
بيول:
في مساء تلك الليلة جلست أمام خيمتي بعد أن احضرت كتابًا ليساعدني في البحث، ألقيت نظرة على الفضائي فوجدته يجلس مع مجموعة من الأشخاص يتبادلون أطراف الحديث وتلك ال'ميسو' ما زالت ملتصقة به، كم تجعلني أشعر بالشفقة والتقزز في آن واحد.
لكنه ذكي حقًا فقد اقنعهم بأنه قضى معظم حياته في الخارج، ولم يعد سوى هذه السنة.
التقت نظراتنا لثواني قبل أن اشيح ببصري وانظر للكتاب، أخرجت مكعب شوكلاتة من حقيبتي وبدأت بتناوله ولم يمضي الكثير حتى جاء ليجلس بجانبي، قلب نظراته بيني وبين الكتاب وقال: ماذا تفعلين؟أجبته ولم أرفع نظري عن الكتاب: اقرأ.
جذب الكتاب من يدي ونظر بداخله: ماذا تقرأين؟