بيول:
عدت إليه بعد أن لملمت شتات نفسي، وتقبلت فكرة أننا وصلنا لنهاية قصتنا التي بدأت لتوها، على الرغم من أنها قصة مأساوية لكنني لن أبكي، وداعنا سيكون ذكرى جميلة سنتذكرها ونبتسم.
رأيته يجلس وحيدًا فاشتعلت داخلي شعلة أمل سرعان ما أخمدتها عيناه الرمادية، حاولت الابتسام بعد أن جلست أمامه وتحدثت: أين ذهب والديك؟ أعتقد أنني لا أروق لهما ألا تتفق؟ يا لكثرة الاسباب التي تعيق بقاؤنا معًا..
همس بفتور: بيول..
أجبته بهدوء: ماذا؟ عليك الإسراع بالذهاب؟ هل ينتظرونك في الخارج؟ علينا أن نذهب إليهم الآن؟
تشبث بيدي قائلًا بحزن: لننفصل.
نظرت ليده التي تمسك بي، تطلب مني الانفصال في نفس الوقت الذي تتمسك فيه بيدي..
ابتسمت بحزن وأنا أرغم نفسي على عدم البكاء: لا بأس، كان هذا متوقعًا على أي حال.
أجابني قائلًا: أنا آسف، حاولت منع تلك المشاعر، اقسم لقد حاولت، عميت بصيرتي عمدًا عن نهايتنا المحتومة ليس لشيء سوى أملًا بأن تلتقي اقدارنا معًا.
هربت حروفي أمام حديثه، أنا أيضًا فعلت الشيء ذاته، أنا أيضًا رغبت بنهاية مختلفة لكن ماذا سنفعل؟ ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
تحدثت أخيرًا بعد أن أطلقت تنهيدة حزن: توقف، لا تجعل وداعنا حزين، أنا أيضًا لن أبكي.. أنا سعيدة لأنك ستعود لموطنك أخيرًا أيها الأمير، ولقد كان شرفًا لي استضافتك هذه المدة.
نظر لي بجمود، أراه يحبس الدموع في عينه، في الواقع كلانا نفعل.
ذهبنا أخيرًا لمكان والديه والذي كان في منعزل ما قريب من هنا، رأيتهما ينظران له بشوق باد على وجهوهما.
وقفنا على بعد منهم ليمسك بيدي بشدة ويردف بنبرة أسى: انتبهي لنفسك، واسعي لتحقيق باقي أحلامك، لا أعلم إذا كنا سنلتقي مرة أخرى لكني سأظل أحبك للأبد..
اهتزت الدموع في عيناي أثر كلماته، تأملت مقلتيه الدامعة التي تلونت بالأزرق الباهت ابحث عن مواساتي فيهما.
أضفت بنبرة يغلب عليها البكاء: أنت أيضًا انتبه لنفسك، كن فضائي مهذب ولا تثر المشاكل، لا تعبث بمركبتك الفضائية دون أخبار والدك فمن يدري في أي كوكب ستسقط المرة القادمة! سأشتاق إليك لكنني سعيدة بعودتك لعالمك..
ابتسم بهدوء لكلماتي، أقترب مني لتختلط أنفاسنا فاقتربت منه أقطع المسافة بيننا وقبلته، قبلة بائسة شغوفة تضم دفئي وبرودته.