الأموات الأحياء

57 2 23
                                    

القصة الثانية

الأموات الاحياء

شتاء 2022
حازم

دائمًا أنظر لمن حولي في الشوارع والطرقات وأنظر لشُرفات المنازل أرى من يبتسم ويضحك وأرى من يبكي وحزين وقتها ينتباني التفكير : هل هم بخير؟! ما الذي يمرون بيه ؟ كيف تسير حياتهم ؟ هل هي مثل حياتي؟
لكن هناك مكان معين أدخله مجبرة أدخله وأنا أرى نظرات الحزن وآثار البكاء على الوجوه أرى نظرات الضعف والمرض على معظم المتواجدين بالمكان أرى الهموم المتراكمة على أكتافهم وقتها وقتها فقط ينتباني شعور الضعف ويصبح عندي يقين من مدى ضعف الإنسان أمام المرض و أن ليس للإنسان إلا الدعاء بالستر والصحة وأن يرحمه الله في الدنيا والآخرة وبالتأكيد عرفتوا ما هو المكان .. نعم أنه المشفى.

                                 *            *            *

كانت حياتي طبيعية لا يوجد بها شيء غريب حياة روتينية عادية : اذهب إلى عملي في الصباح أرجع أكل مع عائلتي وأستريح وفي المساء من الممكن أن اقابل أحد اصدقائي ، وبالطبع لا تخلوا حياتي عن مشاكل وجراح وندبات لكن هذا هو الطبيعي وأما أتجاوزها أما اتجاهلها وهكذا كل يوم لا يوجد جديد ودائمًا ما أستاء لهذا الروتين ولكن لسخرية القدر حدث شيء وقلب حياتي رأسًا على عقب ، فيجب على كل منا أن يحذر مما يدعو.

كل يوم كان الألم ينهش في جسمي وخاصة في دماغي والصداع لا يتركني وكأنه متمسك بي تمسك الحبيب بالحبيبة. كل يوم الألم يزاد سوء وكل ما أفعله هو اقناع نفسي بأنه أرهاق ليس إلا حتى في يوم من الايام فقدت وعي من الالم في طريقي للمنزل ونقلني البعض الى المشفى وهنا كانت الصدمة التي كنت أهرب منها طوال الوقت وهي بأنني مصاب بورم في الدماغ واحتل مساحة كبيرة ويلزم التدخل الجراحي الفوري. كانت صدمة علينا كلنا وعلى أفراد عائلتي نعم هي ستكون صدمة لأي أحد على العموم . اصبني الخوف من الموت الخوف من المرض وأن أكون عالة على أحد واصبتني أيضًا الحيرة هل اوافق على العملية أم أكمل الباقي من الحياة بذلك الالم حتى أموت وأتخلص من كل شيء!! ولكن ياليت كان الحل بهذه السهولة وافقوا اهلى على العملية ولم أقدر على الاعتراض.

صباح يوم العملية اخذوا مني عينات دم كثيرة وقمت بالكثير من الأشعة وبعد ظهور النتائج دخل الغرفة أكثر من طبيب ومن ضمنهم طبيب التخدير وأخبرني بأنه سينقلوني حتى يبدأ في تخديري وأخبرني ببعض التعليمات وبعض الاعراض الجانبية التي من الممكن أن تحدث أثناء العملية بس الحمدلله في النهاية قال لي أن العملية بسيطة ولكن كان ابكذب واضح على وجهه بدرجة كبيرة ولكن لم أهتم أنا فقط أريد أن يتوقف الألم! بدأوا التخدير وبدأت أرى بقع سوداء حولي حتي اسود العالم من أمامي وفقدت وعي.. من المفترض أن لا أشعر بأي شيء وأحكي لكم بأنني استيقظت ووجدت أهلي بجانبي ونهاية سعيدة happy end لكن ياليت هذا ما حدث!

إحكي يا شهرزاد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن