الرَّابِع

73 14 13
                                    

يبدو أن التجول ليلًا أصبح عادتي
الشوارع معتمة ، سماعاتي بأذني ، أضم معطفي لي احتماءً مِن البرد

على الرغم مِن البرودة اللافحة جسدي ، إلا أني أستمتع بهكذا أجواء

جلست بإحدى كراسي الحديقة الخاوية ، وجهتُ نظري للسماء
نجوم ... الكثير منها ، تضوي ببريق يضفي نورًا بسيطًا للمكان المظلم

لِمَ هو بالذات جال ببالي بتلك اللحظة؟
ابتسامة تكاد لا تُرى استقرت على ملامحي

انتفضت فور شعوري بشيءٍ يوضع فوق رأسي
قبعةٌ صوفيَّة؟

تلاها لوحُ شوكولاتة تموضع فوق ساقَيَّ

التفتُّ لأرى ذاك الذي أتى دون أن أشعر

و كما يقولون : " على ذكر الشيطان يَحضُر "

شيطان؟
مَن ينعت هذا الكيان الملائكيّ بالشياطين

أشاردٌ أنتَ مِن إحدى الجنان؟ فردوسٌ آخر بالأرض لا السماء

عيناه تقوست مِن وسع ابتسامته و هو يربت على رأسي

" ابقي دافئةً "

كلمتان قالهما و لا يدري كيف بعثتا الدفء في دواخلي ، جلس بجواري ينثرُ نجومًا صغيرة مِن يده

" كيف أتيتَ هنا "

تساءلت حتى أجابني بهدوء

" أنا نجمة ... و النجوم لا تضل عن أفلاكها "

أنت تشوي ، إن لَم تتوقف عن بعثرة الكلام الحلو هُنا و هُناك أقسم سآكلك بدل لوح الشوكولاتة الذي أمامي

" أخبرتني أنك وُلدت معي ؟ "

أومأ برأسه إيجابًا على كلامي

" إذن عمرك ... ثمانية عشر؟ "

هذه المرة نفى مصححًا عبارتي

" مائةٌ و ثمانية عشر "

" ماذا؟ كيف هذا؟ "

" الوقت هُناك يختلف عمَّا هُنا ، لكن عمري بالنسبة للنجوم كما عمركِ بالنسبة للبشر "

همهمت بينما أحاط كتفي بذراعه

" هيَّا تأخر الوقت ستمرضين إن بقيتي هُنا"

سرتُ معه متخذَين طريقًا لمنزلي و لأول مرة يغمرني كُلُّ هذا الدفء

آنذاك شعرتُ كَم أنني محظوظةٌ بامتلاك نجمٍ دافئ مثله

دافئ ..
أبسط ما أستطيع وصفه

┉֢┅┉֢┅┉֢┅┉֢┅┉֢┅┉֢┅┉֢

هولا🦭

ماليش خلق أكتب حاجة قولوا رأيكم و طبلولي عشان عاجباني الرواية.

يلا تشاوات~

فَـتَـى الـنُّجُـوم || تشُـوي بُـومْـقِيـوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن