ترقب الجميع ظهور ذلك المارد العملاق ليخرج من النفق المظلم بضجيجه المعهود ، وهو يبطئ من سرعته حتى يتوقف تماما أمام الركاب .
ثم انفتحت أبوابه على المصراعين ، ودارت المعركة الأبدية بين الطرفين . المغادرون والفريق الآخر ممن أراد أن يستقل المترو ، وهم يتحركون بأقصى سرعتهم للمحاولة بالفوز بمقعد داخل ذلك التابوت المتحرك .
وانتظرت أنا كعادتي ، حتى انطلقت الصفارة التي تعلن اقتراب إغلاق الأبواب وقفزت قفزة رشيقة لأقف بجانب الباب وأضع يدي في جانب البنطال وأنا أقف في هدوء وأنظر إلى ساعتي الجميلة التي أهدتها لي إحدى صديقاتي الفتيات للتو ، وأحسب ما تبقى لي حتى أصل إلى محطتي الأخيرة بجانب منزلي .
كان الجو حارا أكثر من المعتاد ، لكني معتاد أن أتعايش في درجات حرارة عالية بفضل نشأتي خارج البلاد . وأخرجت السماعات الخاصة بي في ضجر ، وأوصلت طرفها في هاتفي المحمول لأستمع إلى بعض الموسيقى الهادئة لعلها تقصر المسافة التي سأنتظرها داخل التابوت الساخن