تفاجأت رهف" من رده، تراجعت بضعة خطوات لخلف، وقالت: "من أنت؟!"
فقال: "إنني من أكون بجانبكِ دوما، وأمام عينيه ليل نهار".
فقالت: "وما هي كنيتك؟!"
فقال: "إنني جيمين مصاص دماء".
رهف: "وهل علي أن أصدقك، وهل لمصاص دماء أن يكون بهيئتك هذه؟!"
جيمين: "ولكني لم أرد أن أريكِ هيئتي الثانية".
رهف: "وكيف لي أن أصدقك إذاً؟!"
وعلى الفور ازداد بياضا وتوهجت عينياه فصارتا حمراء، وخرجت أنيابه من فمه، لم تتحمل "رهف" هيئته الجديدة فطاحت على الأرض مغشيا عليها.
صدمة وذهول:حملها بين ذراعيه وصعدا بها للعلوية حيث حجرته، وهناك وضعها على السرير الذي أعده لأجلها.
وعندما استفاقت وجدته يحتضنها وينظر إليها في انتظار استيقاظها، وأخيرا وجدت إجابة لكل أسألتها الفترة الماضية البعيدة.
لقد كان نفسه من يرقبها، ويحتضنها أثناء نومها، أيقنت حينها مدى خطورة ما تواجهه.
دفعته بعيدا عنها، وبالكاد استطاعت تقف على قدميها من شدة الخوف الذي لحق بها.
لقد كان جسدها بالكامل يرتعد..
رهف: "أخرجني من هنا والآن".
جيمين: "لقد محوت ذكراكِ من الحياة بأكملها، ألم أخبركِ بأنكِ صرتِ ملكا لي وللأبد؟!"
رهف: "أصدقائي بالخارج، ووالداي؟!"
جيمين: "لن يتعرف عليكِ أحد، يمكنكِ الخروج والتأكد من ذلك بنفسك".
حاولت الهرب، ولكن كيف لها أن تهرب من مصاص دماء؟!
وفي النهاية لم تجد سبيلا إلا موافقتها على ما يدعوها إليه.
تزوج بها، وكانت والدته مثلها بشرية ساعدتها على التأقلم على الوضع شيئا فشيئا.
كانت تنام طوال الليل بينما يمكث بجوارها يطالعا وينظر إليها.
لقد عشقها عشق الجنون، وبمعاملته لها أحبته شيئا فشيئا حتى صار بالنسبة لها الكون بما حوى.