أحد محبّى الامام بقيّة الله ( عليه السّلام)كان قد أضناه حبه ، و استبد به الهيام . و كان ظنّه أن كافة طلبة العلوم الدينية - و هو أحدهم - خدم للامام (عليه السلام) لا يغفلون لحظة عن ذكره . جاءنى هذه الرجل يوماً و هو يبكي ، يلتمس أن أدله على خطة يكون فيها من الابدال المتشرفين بمحضر امام الزمان (روحى له الفداء) . تحدثت اليه ، في كلام مبسوط ، عن تزكية النفس . و ذكرت له ان المرء لا يتأهل للارتباط بالصالحين - وخاصة بالامام ولى العصر ( عليه السّلام) ـ اذا كان ما يزال في داخله و لو رذيلة واحدة من مثل حب الدنيا و حبّ الرئاسة . وأوردت له من الآيات و الروايات ما يناسب حالته و ينفعه لبلوغ مقام الصالحين . ثم ان هذا الرجل مضى ، و غدا يتصل بي كل اسبوع بالتلفون من مسافة تزيد على الف و مئتى كيلومتر - هى المسافة بين مدينة (كاشان ) و مدينة ( مشهد ) .. مستفيداً من الهاتف العمومي ، اذ لم يكن فى داره هاتف ، فكان يسأل عما يحتاج اليه . و في أحد الأيام أتصل بي و أخبرني أن يده قد أصبحت شلاء . سألته : كيف ؟
قال : لا أدرى ، و لكنى اذ استيقظت صباح اليوم من النوم ، وجدت جانباً من يدى قد افتقد الاحساس ، ولم يكن بوسعى أن أحرّكها . و راجعت الطبيب ، فقال : انها مصابة بالشلل . أخذت في تسليته و التسرية عنه . قلت له : تُعافى إن شاء الله . و انك لتعلم أين ينبغي ان تطلب حاجتك . عليك التوسل بامام الزمان ( عليه السلام) لتشفى .
بكى صاحبي و قال : ان شاء الله ، و أرجو أن تدعو لى .
و انسلخ شهر من الزمان ، فاتصل بى من كاشان .. قائلاً : رأيت البارحة رؤياعجيبة ، أسأل عن تفسيرها . قلت : جعلها الله خيراً . ولكن أخبرنى قبل ان تقص رؤياك .. أعوفيت يدك ؟ لكنه انخرط بغتة فى بكاء ، وقال : عوفيت باذن الله . ثم قال : البارحة رأيت الامام ولى العصر ( أرواحنا فداه) قد جاء ، و معه الصديقة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها ) . فأوصت الصديقة ولدها (عليها السلام ) بي .. و انصرفت . بَيْد أنّ الامام بقى و جئتَ أنت . جس ( عليه السّلام ) يدى كما يفعل الطبيب اذا أراد معالجة مريضه ، و قال لك : أعلمته شيئاً ؟ قلت له : أجل ، علمته ما يكون به من الصالحين . ( أى ذكرت له أن يلتزم بالواجبات ، و يتجنب المحرمات - وكذا المكروهات ما أمكنه ذلك، كما ذكرت له ما يعينه على الخلوص فى الروح والاخلاص في العمل ) .
ابتسم الامام ( عليه السلام ) بمسرّة ، وقال : نعم .. سيكون عاجلاً من الأبدال (اى الصالحين ) .
و من شدة فرحى بهذه البشارة .. أخذت أقبل يد الامام (عليه السلام) و أبكى ... حتى أفقت من النوم . و من فورى خرجت من الدار قاصداً الهاتف العمومي لأخبرك . و قد نسيت شلل يدى و ما كان ينتابني بسببها من قلق ، لما بشرت بهذه البشرى . وصدقني أني قد ذهلت عن شلل يدى و ألمها ، و ما نبهني اليها الأسؤالك عنها آنفاً فى الهاتف . ولولا ذلك لما تفطّنت اليها بهذه السرعة . و ها هي ـ و لله الحمد ـ سليمة معافاة .. و هذا ما حدابي لحظة سؤالك عنها أن أبكى . بعدئذ جاء صاحبي هذا الى مشهد ، و عاينت يده من قرب .
ثم قال لى : لماذا صَدَق نصف رؤیای (شفاء الشلل ) و لم يتحقق النصف الآخر الأهم حتى الآن ؟
قلت له : ستكون من الابدال الصالحين باذن الله . اصبر تُوفَّق - إن شاء الله .
أنت تقرأ
الكمالات الروحية
Spiritualكتاب (( الكمالات الروحية )) كتابٌ يقرأ بعين القلب ، يروى فيه عدداً من قصص التشرف و الفوز بلقاء إمام زماننا " أرواحنا له الفداء " ، و فيه من المواعظ الأخلاقية الشيء الكثير ، أسألكم طُهر دعائكم