الكمالات الروحية
في مدينة دمشق
كنت منشغلا بتأليف هذا الكتاب .. لما سافرت الى دمشق في شهر ذي القعدة الحرام عام ( ١٤٠٤ هـ) لزيارة المرقد المقدس للسيدة زينب الكبرى (سلام الله عليها ) .
و أود هنا أن أدون جانباً من مشاهداتي في الأعتاب المقدسة لأهل بيت النبي (صلى الله عليه و آله ) ، و في مراقد الذين دفنوا في تلك البقاع من صحابة رسول الله (صلى الله عليه و آله ) .
في ليلة مولد الامام على بن موسى الرضا ( عليه السلام) الموافقة للحادية عشرة من ذى القعدة ( ١٤٠٤ هـ ) .. كنت و عدداً من الأصدقاء في احتفال أقيم بهذه المناسبة في مجلس أحد العلماء الايرانيين، الذى كان يسكن في ضاحية السيدة زينب (عليها السلام ) في الشام .
ظفر ، في ذلك المجلس ، كل من كانت له حاجة ـ و أين هو الذي لم تكن له حاجة ؟! - بنوال ما أراد .
لقد كان المجلس محفوفاً بعناية أهل بيت العصمة ( عليهم السلام) و خاصة الامام بقية الله ( أرواحنا فداه) ... فالمجلس هذا قد أقيم في وسط الأمويين؛ أي من كان هواهم مع بني أمية، وأكثر سكنة المنطقة من أهل البغض و الشنان لأهل بيت الطهر والعصمة ( عليهم السلام) .. فكيف لا يكون اذن محفوفاً بعناية الامام ( أرواحنا فداه) ؟!و على أي حال .. كانت لي أنا أيضاً في ذلك المجلس حاجات ، احداها أن أوفّق لتدوين هذا الكتاب .
بعد أيام قليلة ، و خلال ارتباط روحي غير ما يعبر عنه أن أقول انى فهمت في الرؤيا أنّ الامام على بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) قال لى : نحن قد هيّأنا لك من قبل ما يلزم لتدوين الكتاب . لقد أخلينا لك دار أحد أحبتنا و هيأنا لك، وملأنا قلبه بمحبتك و مودتك .. ألم تر اليه كيف تلقاك بحفاوة بالغة ؟!
أليس من التوفيق لك .. أن وفرنا لك هذا ؟!
فلم تتكامل ، و لا تواصل عملك ؟!
قلت : مولاي ... ما لدي مصادر للتأليف .
فألهمت أن المصادر متوفر ، لكني لم أعرف من أين سأحصل عليها .
و مرت أيام .. كنت عاكفاً في أثنائها على تدوين هذا
الكتاب ، اعتماداً على المخزون فى ذاكرتي .
حتى اذا وصلت الى موضع لابد فيه من مراجعة بعض المصادر .. فكرت في سرى : ربما كان على أن أراجع بعض علماء الشيعة المقيمين في دمشق، لأستعير ما احتاج من كتب .
و ما ان خطر في بالي هذا الخاطر و تفطن له مضيفى ... حتى حدث ـ بارادة ولي الله الأعظم الامام صاحب الزمان (عليه السلام) الذي بـه تـتم الصالحات - أن اشترى هذا الرجل المضيف دورة كاملة من كتاب ( بحار الانوار ) و جاء به الى الدار . و ما كان صاحبي هذا ليشترى الكتاب في غير هذه الحالة .
و حتى لو كان قاصداً من قبل أن يقتنى الكتاب لما حصل عليه في دمشق بهذا اليسر ، و في هذه الطبعة التي هي أجود طبعاته . وصفوة القول .. أنى لا أستطيع أن أذكر في هذا السياق أكثر مما ذكرت . بيد أنى أستطيع تلخيص الموضوع بعبارة واحدة ، هي أن كل ما ظفرت به من توفيق في تأليف هذا الكتاب ـ عدا ما يمكن أن يكون فيه من خطأ - فانّما هو من بقية الله ( روحى و أرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء ) .
و يسترعى الانتباه في أوّل جزء تناولته من كتاب البحار لتفحص طباعته و تجليده ( و هو كتاب يربو عدد أجزائه على المئة ) .. أنه كان الجزء التاسع و الستين ، الذي فتحته ... فطالعتني فيه الصفحة (٢٥٤) من الباب (۳۷) في "صفات الطاف الامام خير العباد و أولياء الله"
اللقاء بإمام الزمان (ع)و تفاءلت بهذه الموافقة التى هى مرشد ورائد معنوی و عزمت بعون الله أن أختار من هذا الجزء ما ينسجم و الموضوعات التي كنت مشتغلاً في التأليف عنها، لكى يمتلئ معي في الدار .
محبو امام الزمان ( عليه السّلام ) بالكمالات المعنوية والروحية حتى يصلوا الى مقام أولياء الله (جل جلاله ) .
أنت تقرأ
الكمالات الروحية
Espiritualكتاب (( الكمالات الروحية )) كتابٌ يقرأ بعين القلب ، يروى فيه عدداً من قصص التشرف و الفوز بلقاء إمام زماننا " أرواحنا له الفداء " ، و فيه من المواعظ الأخلاقية الشيء الكثير ، أسألكم طُهر دعائكم