"فَاطِمة خِيرةُ الله":
الليلة الثالثة والعشرون من شهر رمضانكان ذلك الملتقى فى الليلة الثالثة و العشرين من شهر رمضان عام ( ١٤٠٣هـ) في دار أحد الأصدقاء .. حينما التقى عدد من عشاق الامام صاحب الزمان ( عليه السلام ) ، و أحيوا تلك الليلة الشريفة بالتضرع و البكاء حتى مطلع الفجر ، فنالوا فيوضات علوية وفيرة. في تلكم الليلة ظفر بالشفاء بضعة مرضى من أصحاب الأمراض المستعصية كانوا قد أحضروا إلى المجلس و قد رأيت بعينى هؤلاء وهم يخرجون من المجلس سالمين يرفلون بأثواب العافية و الشفاء
طفلة مصابة بحالة مرضية شديدة في الأمعاء، رجل طال به التهاب الحنجرة حتى غدت متعفنة .مريض غيرهما بلغت درجة حرارته احدى و أربعين درجة، مشلول قعد به الشلل منذ سنوات . وقد أوردت الآن هذا الكلام لا لأقف عنده ، بل لأقول شيئاً كان لابد من التمهيد له برواية وقائع تلكم الليلة على نحو الايجاز .
و انسلخ عام كامل .. فالتقى في مثل تلك الليلة ، و في المكان نفسه .. عدد أكبر ؛ لاحياء ليلة القدر المباركة . و هؤلاء كلهم من المحبين الواقعيين للامام بقية الله ( أرواحنا فداء ) . في ذلك الملتقى تحدثت ساعة حول معنى ليلة القدر . و كنت أحكى لهم عما يغمر مجلسنا ليلتئذ من عظيم تجليات الوجود المقدس لامام الزمان (صلوات الله عليه ) ، و أقول لهم أن سوف يفاض على كل فرد في المجلس بمقدار انقطاعه عما سوى ولي الله الأعظم الامام صاحب الزمان ( عليه السلام ) . من الممكن أن يجد البعض لذة في مناجاة الامام ( عليه السلام)، فيملاء الأنس والابتهاج .
و الى جانب استشعار لذة المناجاة هذه .. فربما يحظى آخرون بأن يشموا ، في المجلس ، العطر المعنوى للإمام ( عليه السلام ) .
و ربما فاز صنف آخر - مع اللذة و العطر المعنوى -
بمشاهدة النور . و قد يشاهد نمط رابع شبيهاً للامام ( عليه السلام) .
و اذا كان المجلس مهيّئاً من الوجهة المعنوية ، وشاء محبوب الجميع . فمن الممكن أن يحضر الامام ( عليه السّلام) في المجلس ، فيشاهده بعض من المقربين و من أولياء الله ، و يستمدوا من ميمون فيوضاته .و بعد ساعة مرّت على حديثى .. بلغ المجلس ذروة من الذرى الروحية ، بما ماج فيه من بكاء الحاضرين و أنينهم ، و ما انفعلوا به من المناجاة و الضراعات ثم بدأت تظهر تجليات الامام ( صلوات الله عليه ) . فى بادئ الأمر .. غمرت المجلس لذة معنوية فى خلال مناجاة الامام و مخاطبته ، فكان كل الحاضرين يرددون - بلا اختيار - الاسم المقدس للامام مئات المرات .. و كأنهم يكلمون الامام و يلهجون باسمه الشريف في حضوره . و مهما حاول المتكلم في ذلك المجلس ـ وكان جالساً على كرسي - أن يهدى الناس .. فانّه لم يجد الى تهدئتهم من سبيل . ثمّ لمّا أعيته السبل خاطب الحاضرين بصوت عال : أقسم بالله عليكم .. كلّ من يرى امام الزمان ( عليه السلام ) يبلغه سلامی
أنت تقرأ
الكمالات الروحية
Spiritüelكتاب (( الكمالات الروحية )) كتابٌ يقرأ بعين القلب ، يروى فيه عدداً من قصص التشرف و الفوز بلقاء إمام زماننا " أرواحنا له الفداء " ، و فيه من المواعظ الأخلاقية الشيء الكثير ، أسألكم طُهر دعائكم