أفـرُودِيــت || لِيـسكُــوک

·﴿ الفَصلُ: الرَّابِعَ عَشر ﴾·

« قـــــــــــــــــراءة ســـــــــــــــــــعـيـدة »

***

تَوَقَّفَتْ عَرَبَتُهُ لِتَنْطَلِقَ أَصْوَاتُ الْأَحْصِنَةِ تُرَحِّبُ بِبَاقِي الْخُيُولِ الْمَوْجُودَةِ بِهَذَا الْإِسْطَبْلِ فَوْرَ تَلَاقِيهِمْ لِبَعْضِهِمْ.

فَتْحُ السَّائِقِ لَهُ الْبَابَ مُنْحَنِيًا لَهُ بَعْدَمَا نَزَلَ عَنْ كُرْسِيِّهِ خَلْفَ الْخَيْلِ خَارِجَ الْعَرَبَةِ ، أَنْزَلَ قَدَمُهُ الْيُسْرَا يَدِبُّ بِحِذَائِهِ اللَّامِعِ النَّاعِمِ الْأَرْضِ.

أَخَذَتْهُ خُطُوَاتُهُ نَحْوَ الْإِسْطَبْلِ بِلِقَائِيَّةٍ لِكَوْنِهِ يَحْفَظُ هَذَا الْمَكَانَ جَيِّدًا ، لَقَدْ تَرَعْرَعَ هُنَا يَوْمًا مَا وَ كَانَ يُطْعِمُ الْخُيُولَ الْخَاصَّةَ بِالْأَثْرِيَاءِ لِيَجْمَعَ قُوَّتَهُ.

فَوْرَ دُخُولِهِ لِبَابِ الِاسْطَبْلِ حَتَّي رَحَّبَ بِهِ الْحَارِسُ بِحَرَارَةٍ وَ أَخْذِهُ بِعِنَاقٍ طَوِيلٍ.

لَاحَظَ جُيُونْ دُمُوعِ الرَّجُلِ الْعَجُوزِ الَّذِي يُعَانِقُهُ فَبَادَلَهُ الْعَنَاقَ بِهُدُوءٍ بِابْتِسَامَةٍ خَفِيفَةٍ.

أَمْسَكَ الرَّجُلُ بِكَتِفَيْ جُيُونْ مُبْعِدًا إِيَّاهُ قَلِيلًا عَنْهُ نَابِسًا بِضَحِكَ وَ قَهْقَهَةَ أَثْنَاءَ بُكَاؤِهِ
"لَقَدْ عُدْتَ! ، كُنْتَ أَعْلَمُ أَنَّكَ سَتَعُودُ سَلِيمًا كُنْتَ أَعْلَمُ."

"قَالُوا عَنِ الْحَرْبِ وَحْشًا لَكِنَّنِي قَدِ اسْتَطَعْتُ تَرْوِيضَهُ لَا تُقْلِقُ عَمِّي..أَنَا بِخَيْرٍ أَمَامَكَ حَيٌّ أَرْزُقُ."

اخْذِهُ سَرِيعًا الرَّجُلُ الْكَبِيرُ لِلدَّاخِلِ وَ جُيُونْ يَتَفَقَّدُ بِعَيْنَاهُ هَذَا الْإِسْطَبْلَ الَّذِي غُدِّيَ أَكْثَرَ اتِّسَاعًا وَ كُبَرًا..
بُدِيَ هَذَا بَدِيهِيًّا نَوْعًا مَا..أَرْبَعَةُ سَنَوَاتٍ كَانَتْ كَفِيلَةً لِبِنَاءِ شَوَارِعَ جَدِيدَةٍ تُغَيِّرُ مِنْ الْبَلَدِ الَّتِي تُرَعْرِعُ فِيهَا.

"مُنْذُ رَحِيلِكَ وَ كَانَ جُونٌ يَقُومُ بِحَمِّيَّةٍ غِذَائِيَّةٍ..
امْتَنَعَ عَنْ تَنَاوُلِ الْمُغَذِّيَاتِ بِاسْتِمْرَارٍ ، كُنْتُ دَائِمًا أُنْفِقُ مِنْ وَقْتِي لِأَتَأَكَّدَ مِنْ أَنَّهُ تَنَاوَلَ أَيَّ شَئٍّ حَتِّيْ لَا يَمُوتَ."

نَاظِرُ جُيُونِ الْأَرْضِ بِهُدُوءٍ وَ قَدَمَاهُ تَقْطَعَانِ خُطُوَاتٍ مُتَتَالِيَةً بِجِوَارِ الرَّجُلِ الْكَبِيرِ الَّذِي يُعْرِفُ إِلَيَّ أَيْنَ يَأْخُذُهُ
"مُمْتَنٍ لَكَ عَلَيَّ مَا فَعَلْتُ."