أفـرُودِيــت || لِيـسكُــوک

·﴿ الفَصلُ: الرَّابِع و العِشرُون ﴾·

« قـــــــــــــــــراءة ســـــــــــــــــــعـيـدة »

***

حَلَّتِ الْأُمْسِيَّةُ وَ اسْتَيْقَظَتْ لَالِيسَا عَلَيَّ صَوْتَ الْأَبْوَاقِ وَ الْمُوسِيقِيُّ دَلِيلًا عَلَيَّ اقْتِرَابُ الْإِحْتِفَالِ بِلَيْلَةِ مَا قَبْلَ الْمَهْرَجَانِ ، وَجَدَتْ رُوزِي جِوَارَهَا قَدْ جَهَّزَتْ لَهُمَا شَيْئًا لِيَتَنَاوَلَانِهِ كِلَاهُمَا ، كَانَتْ فَطَائِرُ كَرْزٍ شَهِيَّةً لَازَالَتْ طَازِجَةً كَذَّبَتْ رُوزِي بِأَمْرٍ انَّهَا مِنْ طِهَتِهَا لِأَنَّهَا بِالْفِعْلِ وَجَدَتْهَا جَاهِزَةً أَمَامَ بَابِ الْغُرْفَةِ كَانَتْ هَذِهِ مُقْبِلَاتٍ مُقَدِّمَةً لِلْجَمِيعِ.

شَرِبَتْ لَالِيسَا الْمُتَبَقِّي مِنْ كُوبِ شَايَهَا النُّحَاسِيِّ الْجَمِيلِ بَيْنَمَا تَنَاظِرُ رُوزِي الَّتِي تُعَانِي مَعَ خَصَلَاتِهَا الْبِنْيَةِ لَا تَدْرِي كَيْفَ تُصَفِّفُهُ ، حَتِي انْتَهِيَ بِهَا الْأَمْرُ إِلَيَّ أَبْسَطُ شَئٍّ قَدْ تَفْعَلُهُ أَيْ فَتَاهُ إِنْ لَمْ تَجِدْ فِكْرَةً لِتَصْفِيفِ شَعْرِهَا لَقَدْ قَامَتْ بِتَجْدِيلَةٍ كَضَفِيرَةٍ فَرَنْسِيَّةٍ جَمِيلَةٍ غَيْرِ مَشْدُودَةٍ قَدْ وَصَلَتْ حَتِّي أَسْفَلَ ظَهْرِ لَالِيسَا ، كَانَتْ تَقِفُ رُوزِي بِالْوَرَاءِ عَلِي بَعْدَ نِصْفِ مِتْرٍ تَجْدِلُ آخِرَ أَطْرَافِ شِعْرِ لَالِيسَا بَيْنَمَا لَالِيسَا تَحْدَقَ بِهَا وَ تَقْهِقُهُ عَلَيَّ وَجْهُهَا الَّذِي قَرَأْتُ مَا عَلَيْهِ
-شَعْرُهَا طَوِيلٌ لِلْغَايَةِ يَا إِلَهِيُّ لِمَ لَا يَنْتَهِي!-

وَقَعَتِ الضَّفِيرَةُ أَعْلِي الْكَتِفِ الْأَيْسَرِ لِلَالِيسَا حَتِّي أَبْدَتْ إِعْجَابَهَا بِقِيَامِهَا بِالتَّصْفِيقِ لِرُوزِي الَّتِي وَقَعَتْ ارْضًا بِدِرَامِيَّةٍ تَمْسَحُ جَبْهَتَهَا كَمَا لَوْ كَانَتْ تَنْفُضُ عَرَقَهَا.

ثُمَّ جَاءَتْ جِوَارُهَا رُوزِي تَدْخُلُ رَأْسَهَا تَدْفَعُ لَيْسَا تَعْدِلُ مِنْ رَبْطَةِ الشِّعْرِ خَاصَّتُهَا هَذِهِ السُّورْتَيتُ الْجَمِيلَةُ ذَاتُ اللَّوْنِ الْأَبْيَضِ الَّتِي تَجْمَعُ خَصَلَاتِهَا عَنْ بِدَايَةٍ وَجْهُهَا لِلْوَرَاءِ مَعَ تَرْكِهَا لِخَصْلَتَيْنِ قَدْ أَنْزَلَتْهُمَا كَمَا الْغُرَّةُ لِكَوْنِهِمَا أَقْصَرَ عَنْ الْبَاقِي مِنْ شَعْرِهَا الْأَشْقَرِ كَانَتْ تَصِلُ الْخَصْلَتَيْنِ حَتَّي أَسْفَلَ فَكَّهَا بِقَلِيلٍ.

انْبَثَّتْ لَيْسَا تَنْتَظِرُ مِنْ رُوزِي الِانْتِهَاءَ مِنْ وَضْعِ احْمَرِّ الشِّفَاهِ تَحْدَقُ بِهِمَا بِالْمَرَآهِ ، كَانَتْ لَالِيسَا قَدْ ارْتَدَّتْ فُسْتَانًا بَسِيطًا وَرَدِيَ اللَّوْنِ ، كَانَ جَمِيلًا لِلْغَايَةِ وَ رَقِيقًا ، لَمْ يَكُنْ بِمُلْفِتٍ مَنْفُوشٍ لَقَدْ كَانَ رَقِيقًا جَمِيلًا لِلْغَايَةِ لَا تَظْهَرُ عَلَيْهِ أَيُّ مَظَاهِرَ مِنَ التَّبَرُّجِ كَانَتْ وَحْدَهَا بِجِلْدِهَا هِيَ الْمُجَوْهَرَاتُ وَلَيْسَتْ الزِّينَةُ فِعْلِيًّا.