أفـرُودِيــت || لِيـسكُــوک

·﴿ الفَصلُ: السَّابِعُ وَ الثَّلَاثَونَ ﴾·

« قـــــــــــــــــراءة ســـــــــــــــــــعـيـدة »

***

الشَّـــوْقِ وَ النُّفُـورُ ،
الْحُــبُّ وَ الْبُغْــضُ ، السَّــعَـادَةُ وَ الْحُــزْنُ..
الْمَــلَلِ وَ التَّـــلَهُّفِ..

كُلُّهَا مَشَاعِرُ مُخْتَلِطَةٌ لَكِنَّهَا دَائِمًا مَا كَانَتْ مُتَرَابِطَةَ الْأَطْرَافِ ، فَشَوقٌ يَتْبَعُهُ نُفُورٌ ثُمَّ حُبٌّ قَدْ يَنْقَلِبُ لِكُرْهِ بَعْدَ أَمَدٍ.

الْآنَ ؛ الْحُزْنُ هُوَ مَا كَانَ يَسْتَوْطِنُ بَاطِنَ لَالِيسَا الصَّغِيرَةِ..لَمْ تَعُدْ لَالِيسَا تُفَكِّرُ بِمَا مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْهَا مِنْ سَعَادَةَ إِنْ تَوَالَتْ الْأَيَّامُ وَ مَرَأَ الضَّغْطِ عَلَيَّ خَيْرٌ..هِيَ لَمْ يَكُنْ بِإِسْتِطَاعَتِهَا التَّفْكِيرُ سَوِيٌّ..بِكُمْ أَنَّهَا قَلِقَةٌ..خَائِفَةٌ..كَذَلِكَ حَزِينَةٌ لِلْغَايَةِ.

شَوْقُهَا الضَّرِيرُ قَدْ دَفَعَهَا لِلِانْتِظَارِ لِمَوْعِدِ رَحِيلِهِ أَمَامَ بَوَّابَةِ قَصْرِهَا بِالْيَوْمِ التَّالِي ، حُلُولُ السَّادِسَةِ وَ خَمْسُ دَقَائِقَ مَسَاءً.. تَزَامُنًاً مَعَ أَوَّلِ صَهْلَةٍ مِنْ خَيْلِ عَرَبَتِهِ الَّتِي جُهِّزَتْ بِالْأَمْتِعَةِ الْقَلِيلَةِ.

أَهْدَابُهَا رَفْرَفَتْ نَحْوَ جِينِي وَ كِيمْ بَيْنَمَا هِيَ تَقِفُ وَحِيدَةً وَسَطَ الْفَرَاغِ الْمَمْلُوءِ بِذَرَّاتِ الْهَوَاءِ الْبَارِدَةِ.

رَاقَبَتْ جِينِي بَعِيدًا تَقِفُ بَيْنَمَا تَبْكِي وَ تُغَطِّي وَجْهَهَا بِكَفَّيْهَا تَدْفَعُ الْأَدْمِيرَالَ لِلدَّوَرَانِ حَوْلَهَا يَسْتَمِرُّ بِالضَّحِكِ بِبَلَاهَةٍ يُوَاسِيهَا عَلِيٌّ أَنَّهُ لَيْسَ بِرَجُلٍ هُلَامٌ مِنْ رُطْمَةٍ قَدْ يَنْهَارُ.

بَعْدَ كُلِّ مَا حَدَثَ..كَانَ يَصْعُبُ عَلَيْهَا التَّبَسُّمُ..فَقَدْ كَانَ شُعُورُ الْخَنْقَةِ وَ الْحُزْنُ يَفُوحُ مِنْهَا وَ يَتَسَرَّبُ مِنْ تَعَابِيرِهَا دُونَ أَنْ تَلْحَظَ..
مَعْذُورَةٌ هِيَ..

كَانَتْ تَقِفُ هُنَا وَحِيدَةً تَنْتَظِرُهُ وَ هُوَ لَيْسَ هُنَا بَعْدُ ، شَرَدَتْ بِحَجْرِهَا تَحْدِقُ بِمَلَابِسِهَا الْمَرْتَبَةُ الَّتِي جُهِّزَتْ بِهَا لِتَبْدُوَ كَعَرُوسَةِ الْمَوْلِدِ اللَّطِيفَةِ ، بِرَبْطَةِ شَعْرٍ بَيْضَاءَ عَرِيضَةٍ الْتَفَتَ حَوْلَ رَأْسِهَا وَ غُرَّةٍ كَثِيفَةٍ وَقَعَتْ أَعْلِي جَبْهَتِهَا وَ شِعْرٌ طَوِيلٍ انْسَدَلَ مِنْ ذَيْلِ الْحِصَانِ الْعَالِي خَاصَّتُهَا لَامَسَ أَسْفَلَ مَعِدَتِهَا.