الفَصلُ الرابع : الوقوع في الحُب

80 17 15
                                    

في يومِ ذو الأجواء الباهتة في حيٍّ قديم لا تشتم إلا رائحة النفايات العفنة

أو الكلاب الميتة المرمية في الأنحاء

شخصٌ قد انعدمت مشاعره اتجاه أيةِ شخص بالطبع قد مرّ بعلاقة عاطفية أو ما شابه

فتاة ذات مُقلتين بندقيتين وشعر يصل إلى منتصف الظهر بلونٍ كستنائي

قد لمحها جيمين عندما كانت تصلح هاتفها عنده وقبل أن يقرر صنع لعبته وبداية وحشيته

كانت في أواخر أيام ديسمبر الباردة
أي الأمر منذُ أشهر

ممسك بمظلته السوداء مع قميص يغطي لحمه بلونٍ
أزرقٍ باهت وسروال أسود

قد تبلل وخصلات شعره الغُرابية التي باتت مبللة بعدما تجشع بأن يفشي مشاعره لها 

رمقَها بهدوء وخذلان خافت
بريق الحبّ اختفى في ثانية واحدة فقط

استسلم لواقعهِ ، استدار بعدما زفر بحنق وعادَ ناسياً ما شاهده

فتح باب منزله العتيق وارتمى على أقرب كُرسي أمامه وأسند ظهره على العارضة

أخرج هواء صدره بتنهيدة منزعجة
ليستقيم بعد مدةٍ وجيزة متجهاً إلى الحمام

أملئ حوض الاستحمام بمياه باردة ولا تناسب درجة حرارة شخص وهو بفصلِ الشتاء

رفع قدمه يدسّها على سطحِ المياه ليبتسم برضا ورقدَ وهو يحاول كتم ما بداخله

ولكن
الإنسان ضعيف ضعيف جداً أمام العاطفة
أمام الرفض الغير مباشر

وما أكره تلك الحالة
أن يكون الشخص كاتمٌ لغضبه وبعدها لا يرضي الجسد إلا ذرفِ الدموع

أنزل رأسه للمياه وهو يذرفُ جواهر مُقلتيه بغزارة

بقيّ على حاله قرابة الساعتين
ليجلس بجانب الحوض والمياه تنصبّ للخارج

وهو ممسك بجسده والرجفة تنطلي على سائر جسده

"غداً واحد وثلاثون ديسمبر ما رأيك ببدايةٍ جديدة"
صوتٌ داخليّ سمعه جيمين

ليستجمع قواه وذهب لتهدئة نفسه
"لقد بالغت في ردةِ فعلي "

قام بتبديل ثيابه ولكن مع سترة مطريّة ومع مفك البراغي

" لا تظن أن مشاعر الأنام هينّة"

الساعة الآن الحادية عشر وبعد مدة قصيرة ستصبح بالثانيةَ عشر بعد منتصف الليل

KNOCK KNOCK : آدميٌّ سَادِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن