الفَصلُ الثَّامنْ : الإِنترنِت المُظلم؟..

46 12 10
                                    

"لقد حُذفت اللعبة "
مُخرِجاً هواء صدره بعنف لِيدوي عليه صوتَ طرقٍ على الباب قوي

استقامَ نافثاً هواء صدره للمرة الثانية
خطا نحو باب شقته الخشبي ورأى القابع خلفه من خلالِ الفتحة في أعلى الباب

رفعَ إحدى حاجبيه باستغراب من الذي قابله

شابٌ طويل مرتدي سترة سوداء باهتة قصيرة ويضعُ القبعة على رأسه ولكن لم يعرف ملامح وجهه فالساعة الرابعة فجراً

"منزلُ بارك جيمين صحيح؟"

لم يردْ عليه وعادَ إلى غرفته يحاول حل مشكلة حذف اللعبة

فتح الدرج وأمسك بطرفِ أنامله الخاصة بإصبع السبابة والإبهام دبوس صغير

تقدمَ بضعةِ خطوات قصيرة نحو مجلسه وارتدى نظارته الطبيّة وبدأ بوغزِ وريد يده اليسرى

بدت كالثقوب بلونٍ أحمر ولم يمسح دمه وجعله يسيل

"جيمين سمعت بالخبر صحيح "

"سمعتْ طبعاً "

"ماذا فعلت؟"

"جرحتُ يدي .."
قالها بنبرةٍ بعدم المبالاة وبهدوءٍ تام

"جيمي.."

أطلقَ همهمةً له وعاود الذي يحدّثه من وراء الشاشة بالسؤال
"لِما أنتَ هادئ ؟"

" لا يُغركَ هدوئي حالتي يُرثى لها"
بصوتٍ اجش وهادئ اقشعر بدنه له الذي استطاع سماع صوت جيمين

فور انتهائه من كلامه ضغط زر فصل الاتصال وأعاد ظهره إلى عارضةِ الكُرسي

"أنا لا استطيع النوم ، أصابني أرق "
أوليسَ الوقت يمضي بسرعة إذ لم نفكر به..

باتت الآن الساعة السادسة ولم يرمشُ لمرة
"رباه أريد أن أنام"

ولجَ إلى الغرفة المجاور حيث موضع سريره الأرضيّ وقد تمدد على جانب ذراعه المثقوبة بالدبوس

زمجرَ بألمٍ أكتمهُ بِسُرعة وأضحّت السرعة في وتيرةِ تنفسه وبعض خصلات شعره مبللة بسبب العرق الذي ينصبُ على جبينه

"حالتي مُذرية ، لا أعتقد أحد سيحسدني على حالي"

استلقى على الجانبِ الأيمن فهو أيضاً لا يستطيع النوم على ظهره جراء وجود الحروق عليه من مادةِ هيدروفلوريك المذوبة للجلد واللحم

"أحب الهلوسة وأحب فريدي وأحبُّ جيهون وأكره البشر"
تحدثَ مع نفسه مغمضُ الأجفان محاولاً النوم

KNOCK KNOCK : آدميٌّ سَادِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن