Midnight Blue

338 24 40
                                    

تيبست مكاني محاولة الحفاظ على ثباتي ، أشعر بالدوار و الغثيان ، هل هذه جثة؟ تبا إنها كذلك ، هل أتصل بالشرطة؟ ، سأتصل بخالتي؟ ما اللعنة ؟ ما علاقة خالتي بجثة ؟ ماذا سأفعل ؟

الكثير من الأسئلة تتبادر إلى ذهني دفعة واحدة لم أكن الأفضل في إتخاذ القرارات ، لطالما سألت صديقتي عن لون المنشفة التي سأشتري ، او نوع المشروب الذي سيعجبني ، كنت أعتمد على الآخرين في كل مرة تحاصرني أفكاري ، أكره أفكاري و أكره ان اختلي بنفسي لأفكاري .

لكن هذا الموقف بالضبط  يستدعي الارتجال و الإتصال بالشرطة ، الخطوة الأولى: المحافظة على هدوئي و التنفس 'شهيق - زفير' ، الخطوة الثانية: الصراخ لأنني و اللعنة أمام جثة.

قبل ان تتاح لي الفرصة لطلب المساعدة بدأت الجثة بالتحرك ، و يال سذاجتي كيف لم ألاحظ أنه مجرد شخص تعرض للضرب و رُمي خلف حاويات القمامة ، كانت ملامحه مبهمة بالدماء التي تسيل منطلقة من جبهته نحو ما بعد ذقنه ، وهو يحاول بصعوبة التنفس تحت انظاري .

هل أساعده؟ لا يجب أن أتدخل في شؤون الآخرين ، ماذا ان كان سيموت؟ علي ان افعل شيء .

"هل-هل-هل تحتاج مساعدة؟" اردفت بتردد لأنني لم اتحاور مع البشر منذ فترة طويلة ، رفع رأسه ، عيناه المحمرتان المرهقتان كانتا تحدقان بشكل مباشر في خاصتاي الليليتان المرتبكتان .

"اغربي عن وجهي" صوته مبحوح ، نظر إلى بفتور و كأنه يخبرني ان لا أتدخل في شؤون غيري ، يبدو من النوع العنيد .

"اعتذر عن التدخل في شؤونك لكنك لا تبدو بخير ، خالتي ممرضة و اعتقد ان-" سمعت صرير أسنانه و شعرت بالحرارة تشق طريقها عبر جسدي ، بدأت أتعرق لشعوري بالخطر ، لكنني إنسان بعد كل شيء الغريزة الإنسانية تتغدى على المشاعر الاخرى في مواقف كهذه دائما "اعتقد أنني سأتصل بالإسعافا-" قاطعني مجددا "لا تتصلي بأحد" كان صوته دالا على جديته يبدو مجرما أكثر من ضحية , "شقتي قريبة من هنا سأحضر حقيبة الإسعافات و أعود إليك" تنهدت بقلة حيلة .

"خذيني إلى شقتك"

مهلا!! مهلا!! مهلا!!

" ما اللعنة؟! بماذا تهدي يا هذا -"
"ان كنت تريدين ان تقومي بعمل خيري لتقومي به على أكمل وجه"
وقح ، يقوم بمقاطعتي و يأمرني و فوق كل هذا انا من أساعده يا للسخرية .

PERFECT BLUE حيث تعيش القصص. اكتشف الآن