ماذَنب ازِيتا بُوربون

الفصل السادس

^^تفاعلكم وتعليقاتكم تشجعني على الاستمرار ارجو منكم الدعم 🌷

.

|الجثة الاولى |

على الأحرى لست روحا ميتة ؟
ولا جنية تتنقل بين البلدان
اسمع ارى وأستطيع اللمس والشم
كما أنني أشعر بالهواء والضوء والحرارة والبرودة
يعني أنني لست ميتة ؟
لكنني احضر جنازتي حاليا
غريب أليس كذلك ؟
أن شئتم صدقوا وان شئتم فلا

والدتي من ربتني على الصبر والتواضع والقوة أراها الان أمام أعيني راضخة على ركبتيها فوق تلك التربة الرطبة مقابل ما يدعى قبري بينما تحمل صورتي بين أحضانها
خالي فوق كرسي متحرك يبكي وهو يطأطأ رأسه
خوالي الآخرين أيضا يقفان وملامحهم متغيرة
جدي يرتكز على عصاه تلك التي اعتاد أن يهددني بها ممازحا إياي

اوه لا شك وأنني احلم الان !
هل تلك جوانا ستيفن يبكيان !
غريب!! شعور غريب مريب
أن ترى نفسك ميتا بأنظار الغير بينما أنت حي ترزق
والان لست خائفة بل غاضبة ، غاضبة بشكل لم يسبق من قبل كيف يجرؤون عن قتلي وانا حية ؟

شعرت به وهو يحملني أثناء صراخي تحت الامطار ونظرات الحراس والعساكر لي
كان ضوء الفجر قد بدأ يرسم خطوطه على المدى البعيد في تلك السماء الغائمة

اين أعاد ادخالي للقصر واضع اياي فوق تلك الأريكة السوداء التي تقابل المدفئة بعدما وضع وشاحا حولي
مضحك أليس كذلك ؟
قاتلي يحاول تدفئة جسدي !

كيف لك ان تدفء جثة ! الا تعلم أنها لا تشعر بشيء

يجلس امامي بينما اشاهد جنازتي المقامة
الصحفيين في كل مكان
يصورون عائلتي الحزينة !

كان ذلك المشهدا الذي يقال عنه المضحك المبكي
ارى تلك الأرجل الكثيرة التي تمشي بنظام في خط مستقيم يقومون بتعزية والدي
يصنطعون الحزن ؟ برداء اسود مشابه لنواياهم
ليس وكأن الأمر يهمهم اعلم حق المعرفة أن أغلبهم إذ لم يكن جميعهم حضروا من أجل مصلحة معينة

والدي كان وجهه شاحبا بينما يحاول المحافظة على ملامحه الثابتة التي تكسوه بغرور رجل دبلوماسي بحت

جدي الذي بات يجلس فوق أحد الكراسي الخشبية محني الرأس
لاشك وأنه حزين لقد فقد زوجته للمرة الثانية!

المرة الأولى فقط روحها وجسدها
والمرة الثانية فقد شبيهتها !!
معشوقته الراحلة

حزين اوليس كذلك ؟

رأيت خالي الآخر الرياضي المعروف الذي حتى هو بدوره يصطف عدد من الصحافيين أمامه بغية التقاط بعض الصور له