كل نهاية...
ليست سوى إعلانٍ صارخٍ للبداية الحقيقية..
... لورنز الشاب القوقازي في مطلع شبابه وهو ومنذ وقت ليس ببعيد، كان عاكفاً على البحث عن شغفه -أوليس العيش بلا شغف كالأكل بلا طعم؟!-
وبينما هو هائم يبحث عن شغفه - بين العلوم الدينية والدنيوية - وبينما كان يقوم برسم أحد المجسمات العلمية، اكتشف شيئًا ما في أنامله؛ إنها ترسم بسلاسة وكأنه يحترف الرسم منذ سنوات!! لا سيما أنه كان يشعر بلذةٍ ومتعة في الرسم!!
وفيما هو غارقٌ في بحر من نشوة المعرفة، يتأمل في زوايا ماضيه عن أوقات كان يرسم فيها بسعادة، وجد أنه بالفعل كان دائماً يحبذ الرسم ويتقنه في كل نواحي من حياته.. وبينما كانت أمه فيريا تجني ثمار التفاح من الأشجار، وأخته التي تصغره بعامين نيلسي تجمع ما تساقط من الثمار على الأرض، راح ينادي والدته ويهتف:
مرحى، مرحى.
التفتت فيريا قائلة:
ما الذي حدث؟
لقد عرفت الشيء الذي أبرع فيه.
قالت فيريا ضجرة:
أوه لورنز ما زلت تضيع وقتك في هذه التفاهات ألم تسمع ما قاله لك والدك.
دعْكِ من كلام والدي، إنه لا يفقه شيئًا سوى الحقول.
إذاً وما الذي عرفته؟
قال وقد أسند ظهره على إحدى أشجار التفاح العتيقة:
وجدت أنني حقاً أبرع في الرسم واستمتع به، ولا أضجر من فعله ولا أملُّه، بل أتقنه وأستطيع قضاء الساعات وأنا أرسم.
قالت أخته نيلسي ساخرة:
حقا لورنز، أتخال أنك رسام العصر أم ماذا!!
ولمَ لا أكون كذلك.
قالت فيريا وهي تجمع ما تساقط من الثمار:
اتركا هذا الهراء وساعداني قبل أن يأتي والدكما ويجد أننا ما زلنا لم نكمل حتى الآن ربع الحقل.
نيلسي:
هيا اعمل أيها الكسول ودعك من الرسم السخيف، ساعدنا بدلاً من كل هذه الألاعيب.
سارع لورنز على الفور بجني الثمار لأنه كان مركزا في ما قالته نيلسي خاصة (هيا اعمل أيها الكسول)!!
فقد طرأت عليه فكرة أن يعمل بجهد كي يشتري معدات الرسم التي كانت باهظة السعر، وهذا ما فعله، فقد ظل يعمل في الحقل طوال فترة الظهيرة، ومن بعدها العصر حتى غرقت تولديا بظلام ريڤاليا الحالك...
عندما جاء نيكولاس (والد لورنز) ليلا كان لورنز منهمكاً في قطف ثمار التفاح، قال له ولده باستغراب: أما زلت مصراً على الإكمال ليلاً!!
أجل يا أبي عزمت على أن أنهي نصف الحقول على الأقل.
كما تشاء إذاً ...
دخل نيكولاس متعجباً للمنزل ونادى فيريا قائلاً:
ماذا حل بولدك هل أصابه شيء؟
لا يا عزيزي لم يصبه شيء هو فقط يريد جمع أكبر قدرٍ من الأموال.
ولماذا؟
لا أعرف، لقد كان يهذي منذ الظهيرة عن أشياء لا أفهمها.
فردت نيلسي بتعجرف:
أنا أعرف يا أبي.
ماذا تعرفين يا نيلسي؟
أعرف لمَ يعمل إلى هذا الوقت من الليل، إنه يريد جمع المال.
–عرفت هذا، ولكن لمَ الحماس إلى الدرجة، لا بد أن له بغية مهمة من هذا.
لم تدعني أكمل قولي، إنه يريد المال لكي يشتري عدةً لرسم.. هذا ما بدا لي.
ماذا عدة رسم؟!
أجل يقول إنه يريد أن يصبح رساماً محترفاً.
رسام؟!
أجل هذا ما قاله.
يستحيل أن يحصل هذا، كنت قد أخبرت أحد أصدقائي بأن يُدخله في الحرس الملكي للقصر.
فأجابته فيريا: حقا... ولكن!!
لقد حسمت الأمر لن أسمح لأحد أن يغير هذا القرار.. هراء بل مضيعة للوقت والمال.
دخل لورنز أخيراً وهو يحمل سلّات مليئة بالتفاح ثم قال:
ماذا يجري يا أبي؟ لماذا تصرخ في هذا الوقت المتأخر من الليل؟
–عجباً!... حقاً لمَ أصرخ؟.. هل لأن ولدي الذي كنت أنتظر نضوجه بفارغ الصبر كي يحمل عني، وما أن بلغ واشتد عوده حتى أراد أن يكون رساماً!
وما الخطأ في أن أكون رساماً؟ قد أعمل في القصر الملكي أو ما شابه!!
أنت لا تفهم... هذه المهنة ليست جيدة إنها لعنة.
ولكن هذا هو أكثر ما أتقنه وهذا ما يهمني وأريده.
فقالت فيريا مهدأة لحدة الشجار:
اهدئوا ولنحل هذه المسألة بهدوء.
فصرخ نيكولاس:
كيف تطلبين مني أن أهدأ وأنا أرى ابني يريد أن يدفع بنفسه إلى الهلاك.
فتقدمت فيريا نحوه قائلة:
هلاك؟ ما الذي تتحدث عنه إنه لا يريد سوى أن يرسم كي يفيدنا ونفسه... وأنا متأكدة أنه سيتراجع عن قراره إذا رأى أنه لا فائدة من الرسم.
وإن لم يقتنع ماذا سنفعل؟ ...
عندها سيكون قد أفنى أموالاً ووقتاً مُهِمّين في بضع لوحات عديمة الفائدة، أنتِ تعلمين أنني لن أبقى على ما أنا عليه وإن كبرت فلن أقوى على كل هذه الأعمال.
كان لورنز حينها يصارع نضوج عقله ويَغرق في رمال رغبته المتحركة، ولكنه حائر في أمرين؛ الأول ضبابي لا يعرف نهايته وإلى أين يسير به المصير إن تمسك به، والثاني مشكلته الوحيدة أن مصيره شفاف للغاية ويعرف طريقه وإلى أين يسير ..
حينها قرر لورنز أن يسدد الضربة القاصمة لنضوجه العقلي، وسلم نفسه لرمال شغفه المتحركة كليًّا، واستعصم بحبل غرورة الذي لا يُقطع ...
ثم أردف نيكولاس قائلا: لن أسمح لابني أن يُفني عمره بين تلك الألوان اللعينة.
في ذاك الزمان ..
لو أن عائلة في لورنيسا علمت بأن أحد فتيانها يعشق الرسم لحتفلوا بذلك، ولكن في المناطق المظلمة في ريڤاليا لا يأبهون لهذا الأمر ويعتبرونه نشازًا عن المجتمع.
خرج لورنز وهو يقول غاضبا: ومن ذا يقول إنك من تحدد مصيري؟!
فرد نيكولاس: يكفي أن أكون والدك كي أفعل بك ما أشاء.
كان هذا ردًّا قاطعاً على لورنز فتذمر في نفسه وانسحب من غرفة المعيشة متوجهاً إلى غرفته في الطابق
العلوي من ذاك المنزل المظلم، الذي تملؤه طاقة غريبة بطعم الفقدان... إلا أن أباه لحق به ووقف على باب غرفته وقال: غدًا صباحًا ستذهب لمقابلة نائب رئيس الحرس الملكي.
فتح لورنز باب غرفته وواجه أباه قائلا: ولكنك يا أبي تعلم أنك هكذا حكمت علي بالإعدام، فحراس القصر الملكي ما إن يباشروا عملهم هناك هذا يعني بقائهم هناك حتى الموت شاؤوا البقاء أم أبو.
هذا ما عندي.
وإن لم أفعل ما تقول؟
فاخرج من بيتي ...
أسرع لورنز ليوضب بعض ملابسه وأوراقه وكتبه التي سيحتاجها، جاءت أمّه فيريا لتثنيه عن قرار رحيله، ولكنه كان متعصباً ولم يوافق على ما طلبته أمه.
فردت عليه: حسنا إلى أين ستذهب إذاً؟
لا أعرف إلى الجحيم ربما.
إذاً اسمعني، اقضِ الليلة عند أحد أصدقائك، وفي الصباح ارحل إلى منزل جدك في لورنيسا وابقَ عنده حتى أرى ماذا سأفعل، فإما أن أرسل إليك بالعودة أو أن نأتي إليك عند انتهاء موسم الحصاد ... خذ معك هذه الجنيهات لتعينك، وهذه الورقة فيها عنوان منزل جدك بالضبط، حسناً!
أشكرك يا أمي أنتِ حقاً أم مثالية.
وداعا يا بني انتبه لنفسك، وليحفظك الرب رسامي الصغير...
لم يكن لورنز يحتاج أكثر من آخر جملة قالتها أمه له عند رحيله، كانتا بمثابة دفعة قوية للأمام، إلا أن ما كان يخيفه هو الذهاب للورنيسا تلك المدينة العملاقة المليئة بالأثرياء، ثم إنه لم يَرَ جدّه مذ كان والده يعيش معه وهو في الرابعة من عمره قبل أن ينتقل والده للعيش في منزل والدته المتوفية في ريڤاليا... عزم بعدها على الذهاب إلى منزل صديقه علّه يسمح له بالمبيت عنده ليلة.. وهذا ما فعله.
عند وصوله طرق الباب فأجابه والده وهو يتساءل عن الطارق الذي يطرق في هذا الوقت المتأخر من الليل، وكان صديقه ذاك قد نام، فأيقظه والده ليذهب ليجيب صديقه الواقف على الباب، تدارك الأمر ذاك الشاب وذهب إلى صاحبه الذي شكى له ما حلّ به فتفهم وضعه، ومن ثمَّ أدخله غرفته وقال: لا تقلق كل شيء سيكون على ما يرام.
أمل ذلك حقاً..
وفي الصباح الباكر كان لورنز قد استعد للرحيل، دون أن يوقظ صاحبه، إلا أنه شعر به فأفاق قائلاً: أنت ذاهب؟!
أجل.
وما الذي تخطط له؟
سأذهب إلى ساحة المدينة لعلي أجد رحالة فيأخذوني معهم إلى لورنيسا.
أتمنى أن تصل بسلامة إلى هنالك فليحفظك الرب... وجد بعدها لورنز تجاراً وعرض عليهم بعض الأموال مقابل أن يوصلوه إلى لورنيسا ..
وما أن كان يلفظ آخر الأنفاس التي أمدته بها تلكم البلاد، حتى شعر بشعور لم يعهده قط، شعر ببعض الأمان!! أمان!، أمَن يعزف عن لحافهِ،أيلقى دفئا
ولكن هذه هي الحقيقة..
كانت أرضه طيبه طيبةً حق الكلمة..
بل كان بها من النعم ما لم يعلم عنه أهلها قط، رغيدة الثمر، عذبة الماء، جوها لا باردٌ ولا حار، وفيها من المناظر الخلابة ما جعلها مطمعاً للحاسدين، فتآمروا عليها، واختلفوا وتنازعوا، فأجمعوا على أن يجعلوا شعبها أذلة.
عيشها مر ولتكون مقبرةً لأحلام شبابها، يأخذوا من خيراتها ويرموا لأهلها الفتات، بل ما يجعلهم أحياء فحسب، ولكن في حقيقية الأمر شعبها هم من يستحقون كل هذا، فمنهم من خان أرضه وباع أهله وشعبه، ومنهم من تولّى عدوه لحكم أرضه وعرضه، فاندلعت بينهم الحروب، بين أبناء الوطن الواحد فيُتِّمَ الأطفال.. ورُمِّلَت النساء، وفقد الوطن أنبل رجاله فداءً لتلك الأطماع الخارجية.
أدرك لورنز كل هذا عندما كانت القافلة تمر بيُسْرٍ تحت نجوم الفضاء الغابر، وهو يتأمل على متن إحدى العربات، بحال تلك الأرض التي عاش فيها وعاشر أهلها، وأيقن حينها أنه كان لا مفر له من الرحيل... وهو راحل!...
سأل حينها الرجل بجواره:
أسافرت إلى لورنيسا من قبل؟
أجابه الرجل الأربعيني:
أجل قد سافرت إليها مرات عدة.
وكيف رأيتها؟
إنها حقاً بلدة مباركة وما زالت ملجأنا الوحيد.
يا لها من بلدةٍ مجيدة أتمنى لو كان حال ريڤاليا كحالها.
اسمع يا بني كلمات اجعلها نُصبَ عينيك... أقسم إن أرضنا هي أطهر بقاع الأرض، وإنها إن لم تكن تحت أناس مثلهم لأصبحت درة المدائن.. ولجعلت طرقها من فضة.. وألبست عبيدنا ذهباً ولكنا نحن شرفاء القوم ونبلاءهم.
عجب لورنز لما قاله الرجل وأصيب بالقشعريرة التي كانت بتعريفه الخاص، نوعاً من أنواع البكاء الناتج عن إمتزاج أنواع المشاعر...
واصلوا المسير ولم توقفهم كل تلكم الأفكار التي حُملت على رحالهم دون أن يشعروا بها ..
إنها أفكار ذاك الشاب الذي قد أثقلت الهموم كاهله، وأنهكت الأفكار عقله...
لا يهم ستمر كل هذه الأوقات العصيبة، وستعود حياتي أفضل مما هي عليها...
_ على الأقل هذا ما كان يظنه_
استيقظ لورنز على أبواب تلك المدينة العملاقة، إنها أبواب
لورنيسا...
التي تحرسها تماثيل عملاقة توحي لمن يراها بأنه قادم إلى أرض عظيمة يحرسها العمالقة..
سأل لورنز الرجل مجددًا: أهذه هي؟
فأجابه: أجل هذه لورنيسا.
لم يكن لورنز يخالها هكذا، صحيح أنه كان يخالها جميلة، ولكنه عندما رأى تلك المدينة بقصورها البارزة وقباب الكنائس المطلية بالذهب، والبساتين، والساحات والأبنية ودور العلم..
حتى أنه لم يرَ على بابها المتسولين أو قُطاع الطرق بل لقي من يرحب بهم ويسألهم عن علومهم... أيقن حينها لمَ سُمِّيَت بالمملكة العظيمة...
وبينما لورنز غارقٌ بالتأمل في معالم تلك الدولة، جاءه أحد كبار السن الذين سافروا معه، فقال له: مرحباَ.
فأجابه لورنز: أهلاً.
هل لي أن أخبرك شيئًا؟
أجل تفضل.
بصراحة لقد كنت أراقبك طوال الطريق، وعجبت أني لم أرَ فيك ما أراه في بقية الشباب.
وكيف يكون هذا.
أنت.. مختلف.
وما هو الاختلاف الذي تتحدث عنه؟
أراك حليماً متفكراً في كل شي أو أنه رونقك الخاص،
هل أنت من لورنيسا؟
من المفترض.
كيف هذا؟!
تقول أمي أنني كذلك لكن والدي اختار أن يهاجر إلى ريڤاليا.
رد العجوز: من أغرب ما سمعت، وماذا عن والدك.
والدي يتحاشا هذ الأسئلة، إنه يظن أنه لا فائدة منها.
غريب أمرك يا فتى، أوجئت إلى هنا للعمل أم ماذا.
لا ليس الأمر كذلك، أحد أقربائي يعيش هنا وأنا ذاهب إليه.
وما قرابته بك؟
إنه جدي.
وما اسم عائلتكم أيها الشاب.
مراكنسي..
مراكنسي إنه اسم مألوف قد سمعته من قبل...اسمع يا بني، لورنيسا أرض الفنون والفنانين، أرض الشعراء والرسامين، أرض للغناء والمسارح، أرض يخلد فيها الإبداع...
هنيئا لمن له فيها هبة من الرب، فالناس هنا يقدرون هذه
الأشياء عكس موطننا، الذي لا يفلح فيه ويُقَدَّر سوى التاجر أو المزارع.
.. بدأ لورنز يفكر فيما قاله ذاك الرجل العجوز كثيراً وفكر في كل تلك المعاناة التي عاشها، كان يفكر في داخله عن مستقبله، ففي هذه الأوقات من الحياة، كل ما يفكر به المرء هو المستقبل...
حسنا لقد وصلنا لوسط مدينة لورنيسا.
هذا ما سمعه لورنز بينما كان يغوص في عالمه..
التفت لورنز وإذا به سوق يعجُّ بالناس الذين كانوا يرتدون تلك الأزياء الكلاسيكية الفضفاضة الفاخرة، خيل له وكأنه في إحدى عوالمه الخيالية المحسنة.
الحرس الأمني للسوق، والضحكات التي تتعالى بين ضجة ذلك المكان القادمة من تلك الحانات، كانت الأوجه هناك شَبِعَة، والأجسام منها المُتْخَمُ ومنها الممشوق، ملابسهم زاهية ونظيفة وغير مرقعة، عكس أسواق تولديا البائسة التي تنتشر فيها السرقة والاحتيال والتزييف والبخس...
قد يكون ذلك مُرِيعاً بالنسبة لأولئك الناس ذوي الريش على رؤوسهم والأحذية الأنيقة، والفلسفات المتعددة..
هيي يا فتى، إلى أين تريد الذهاب، لقد رحل الجميع كلٌّ إلى وجهته.
عذراً لم أنتبه جيداً...سأذهب إلى هذا العنوان، أتدلني عليه؟
أجل لا بأس، لك ما تريد على كل حال هو ليس بعيداً من، هنا سآخذك إليه بعد قليل، ابقَ هنا بينما سأذهب لقضاء حاجتي وأعود.
حسنا لا بأس سأنتظرك هنا.
ما أن رحل الرجل حتى عاد لورنز لتأمل تلك المدينة وطرازها المعماري الغريب، الذي يوحي لمن يراه بأنه ينظر إلى لوحة فنان إغريقي.
كانت المنحوتات تزين المنازل، والمعابد بارزة وكأنها منارات للهدى، ودور العلم يحيطها طلابها والذين بشيبتهم تدرك مدى وقار هذا المكان المقدس لهم..
كان الوقت حينها هو الزوال كانت السماء صافية عدا من سحر الغروب التي تحجبه قصور تلك المدينة، وبدأت حركة السوق تقل، والناس كلٌّ يعود إلى منزله.
وبينما لورنز ما يزال بأنتظار ذاك الرجل جاءه أحد الباعة قائلاً: هييي أيها الشاب.
رد لورنز: أتتحدث معي؟
هل هنالك أحد آخر غيرك هنا؟!
وما الذي تريده مني؟
لا شيء أراك هنا منذ مدة وقد أثرت تسائلي، أأنت تأئه أم ماذا؟!
قال لورنز بتهكم: لا.. إنني أنتظر سائقي.
تدخّل بعدها الرجل الذي كان ينتظره قائلا: هيا يا لورنز اتبعني من فضلك..
فتبعه لورنز بسرعة، فقال ذاك الرجل:
البعض هنا غريبو الأطوار، وبالأخص الباعة المتجولون على شاكلة هذا.
رد عليه لورنز: ولمَ تأخرت حتى الآن؟
أجابه الرجل: عذراً، ولكن عند ذهابي لقضاء حاجتي، وجدت حينها بعض نساء لورنيسا الوقحات..
لا عليك إنها قصة طويلة.
مضى بعدها لورنز متعجباً في شوارع تلك المدينة وأزِقّتها المضاءة بالفوانيس، تلك الفوانيس التي لا يجدها البعض في منازل ريڤاليا،
هي هنا تضاء بها الشوارع...
أنت تقرأ
البورتريه الأخير
Mystery / Thrillerتدور أحداث هذه الرواية حول شابة تدعى ڤكتوريا التي وجدتها إحدى العائلات عندما كانت طفلة صغيرة، ثم تتوالا الأحداث حتى تصبح فكتوريا زوجة أخوها بالتبني، والذي لن تتغير علاقتهما الأخوية حتى بعد زواجهما، ستتعلم فكتوريا الرسم وتتقنه، ويذاع صيتها بين أفراد...