البارت(٨)، الفصل(٣)،(٤)بداية البداية...

3 1 0
                                    

أمه توفيت عند ولادته أما والده فقد توفي بسبب عدوى من مرض خبيث.
كانت ڤكتوريا تسمع ما يدور بينهما قبل أن تتقدم وهي تنظر إلى عيني الطفل الذي لا يفقه شيئاً مما يحدث، فقالت:
هذا مؤلم حقاً، أشعر بالأسف حياله.
أطلقته فلوريندا بين الأطفال ليشهد مصيره بذاته، استدارت وكان إدوارد ورائها، فقالت:
سوف نغادر عند الظهيرة، لقد أمرت الحراس أن يتجهزوا منذ المساء.
فرد عليها إدوارد:
كما تشائين حضرتك..
عادت ڤكتوريا وفلوريندا إلى جناحهما ذاك برائحة الغبار، بدأت كل واحدة منهما تجمع أغراضها..
عندما تجهز الحرس اتجهت الشابتان نحو البوابة، كان جان بانتظارهن هنالك، تقدمتا، تركات إدوارد معلقاً بقشّة الأمل، أمل في عودة الأمل، أم في عودة عالمه كما كان في السابق قبل أن تحطمه مطارق النسيان..
وبينما تشقان طريقهما من وسط العائلات للخروج.. كان الجميع يراقب خطواتهن منتظرين ما ستعود به هذه الزيارة على قلعتهم المنسية، لامست فلوريندا حافة الباب..
استدارت..
وبعدها ڤكتوريا نظرت هي إلى الجميع وهم يُلوّحون بأياديهم.. وداعاً، إنها تبحث بعينيها عن أحدهم نادت بعدها: إدوارد.. إدوارد.
تقدم إدوارد، تفرّق المودّعون، ليتسنّى لها التقدم، قالت:
أين هو ذاك الصبي المدعو سام.
ماذا تريدين منه؟
فردت فلوريندا:
سأتكفل برعايته أنا.
تقدم ذلك الطفل(سام) أمسك بيد إدوارد، ثم نادته فلوريندا:
سام.. تعال إلى هنا.
نظر الطفل إلى عيني إدوارد، فأومأ له إدوارد بالذهاب، تقدم ذلك الطفل ذو الأربعة أعوام ببطء..
وقف أمام فلوريندا، فتحت فلوريندا يدها وقدمتها نحوه، فأمسك هو الآخر بيدها، ثم ابتسمت فلوريندا لإدوارد ابتسامة بسيطة، وتابعت طرقها، طريق العودة من تلكم البوابة.
صعدت هي وڤكتوريا ومعهما سام وانطلقوا عائدين نحو لورنيسا تاركات ورائهما ديلانوس وقلعتها المنسية..
وعندما اشتدت ظلمة الليل كانت تلك العربتان قد توقفتا.. نصبت الخيام ومن ثَمَّ خرجت ڤكتوريا وفلوريندا التي كانت تحمل ذلك الطفل النائم على كفيها، دخلتا تلكم الخيمة وسرعان ما اختطفتهما أشباح النوم الجميلة..
وفي الصباح خرجت ڤكتوريا وقد استدعتها رائحة الشواء، كانت فلوريندا (الأميرة) تقف بالقرب من النار التي شوت فيها بعض اللحوم، التي بادرت بصيدها منذ التحية الأولى للشمس، عجبت ڤكتوريا:
ما الذي تفعليه؟!
أجابت فلوريندا:
كما ترين لقد اصطدت أرنبين، لقد أُدمِيت في محاولتي لصيدهما ولكني ظفرت بهما أخيراً والنتيجة أرنبان مكتنزان وفطور رائع..
أنتِ فعلاً أغرب أميرة قد عرفها الكون.. لمَ لا تجعلين الحراس يقومون بهذا؟!
سبق وقلت لكِ لا أحب حياة القصور.. توفي والدي عندما كنت صغيرة، كان المعلمون يأتونني على الدوام، يعلموني القراءة والكتابة ومن ثم الفلسفة وحوار الأديان، حتى جاء رئيس الجند إلى قصرنا، رآني حينها أجلس إلى جوار النافذة الأمامية للقصر أتأمل وبشدة تدريبات الجنود على الرماية، ومن حينها أصبحت مولعة بهذه الفنون.
ابتسمت ڤكتوريا وقالت:
إن كان لكِ نقيض في هذا العالم فهو أنا.
أصبح اللحم جاهزاً للأكل.
وبينما كانتا_ڤكتوريا و فلوريندا_ يحضرن السفرة كان سام قد استيقظ، لفتت ڤكتوريا رأسها لتراه واقفاً على عتبة الخيمة فقالت:
أوه.. لقد استيقظت إذاً أيها الطفل.
فلوريندا:
سيد سام تعال إلى هنا سوف نأكل طعام إفطار شهي.. بسرعه علينا مواصلة الطريق بعد قليل. تقدم الطفل قليلاً ثم قال:
من أنتِ وأين نحن؟
وقفت فلوريندا ونفضت من على ردائها تلك الأتربة وهي تقول:
اسمعني جيداً سام.. أنا هي فلوريندا وهذه صديقتي ڤكتوريا.. ومن اليوم وصاعداً ستعيش معنا.
ولكنني أريد العودة إلى القلعة واللعب مع الأطفال!
فرد ت ڤكتوريا وقد جلست على إحدى الصخور:
هذا مؤسف فنحن سوف نذهب إلى قصر جميل للغاية وفيه أشياء ممتعة جداً وسيهتم الجميع بك، وسترتدي ملابس جديدة كالفرسان أيضاً.
فرد الطفل:
حقا!!؟
جلست فلوريندا على ركبتيها ممسكة يداه قائلة:
هذا صحيح.
وسأحظى بحذاء أيضاً؟
–بالتأكيد.
ثم اقتربت ڤكتوريا وهمست في أذنه:
هذا يعني أنك ستصبح أميراً.
ثم أجلسته ڤكتوريا إلى جانب السفرة وهي تقول:
حينها ستكبر  وتصبح شاباً وسيماً وتُعجب بك إحدى جميلات لورنيسا أيضاً.
وسأمتلك سيفاً حقيقياً كالذي يملكه السيد إدوارد؟
أجل، ولكن هذا بعد أن ننتهي من إفطارنا اتفقنا؟
أجل اتفقنا.
نظرت فلوريندا إلى عيني ڤكتوريا قائلة:
أرى أنكِ لستِ بارعة في الرسم فحسب.. ستصبحين أُمّاً رائعة أيضاً.
آمل ذلك.. في يوم ما..
عندما انتهوا جميعاً من الإفطار، وبعد أن حزموا أمتعتهم واصلوا طريقهم نحو الديار، نحو لورنيسا..
                                   ((بداية البداية))
وبعد ثلاثة ليالٍ، أخيراً وصلوا إلى بوابة المدينة الخالدة تحديداً في منتصف الظهيرة، حينها سأل ذلك الطفل (سام):
هل وصلنا؟
فأجابته فلوريندا:
أجل وصلنا ولكن علينا الانتظار قليلاً للوصول إلى القصر.
طلبت بعدها ڤكتوريا أن تتوقف تلكم العربة، سألتها فلوريندا: - لماذا تريدين التوقف؟
فأجابتها: - سوف أنزل هنا، عليّ العودة إلى منزلي وزوجي.
هذا محال.. تحرك أيها الفارس ستبقين عندنا يوماً على الأقل.
لا فلوريندا أرجوكِ، اسمحي لي بالعودة اليوم لا بد أن زوجي قد سئم الانتظار.
حسنا إذاً فلتنزلي، ولنلتقِ في الحفلة.
أيّ حفلة؟!
سأقيم حفلة على شرفكِ.
لا داعي لهذا أيتها الأميرة.. قد أزوركِ في وقت لاحق.
أنا مصرة على ذلك.
إذاً كما تشائين المهم أن عليّ العودة حالاً.
انتظري سوف آمرهم بإحضار عربة لكِ واعتبريها وفارسها هديةً مني لكِ.
شكراً جزيلاً.. هذا كرم منكِ..
خرجت ڤكتوريا بعد أن ودّعت فلوريندا على أمل اللقاء غداً.. لم تلبث كثيراً حتى وصلت تلكم العربة، صعدت هي على متنها ڤكتوريا وانطلقت نحو فيرجي قريتها الجميلة...










البورتريه الأخيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن