4_بِدايةُ النُقم

30 7 5
                                    

أسرَعت نَحو الحَبل مُحاولة تَسلُقه تارِكةً وَرائها الخِزانة وتَفاجُؤها مِما رأت، وَاخيرًا أغلقت الباب بعد صعودِها بسلام القت نَظرة بل نظرات على غرفةِ والدها تبحث عن مصدر الصَوت مُعتقدةً إنه من الداخل، وَقفزت بعد الصوت العالي لِدقات الباب المُنبعثة من غرفة المعيشة، مَشت بِتردد نَحو دَقات الباب المُتكررة.
_مَن؟ نَبست بإرتياب وهي واقفةٌ خَلفه.
_الرِعاية  صَوتٌ نِسائي طَرق مَسامِعَ بِريانا.
فَتحت الباب بِهدوء بَعد مواراةِ شَعرها تَحت الشال الحَريري، الشال الذي يُذَكِرها بِوالِدها الراحِل وتوبيخاته المُستمرة عن تَركِ شَعرها حُرًا، إبتسمت لطيفِ والِدها الجميل الذي مَر أمام اعيُنِها.
_أانتِ بريانا؟ ذلكَ الصوتُ كانَ لِإمرأةٌ ذات انفٍ حاد كَسيفٍ اصمعي مُقاطِعةً رَد طَيفِ والِدها عَليها وَهيَ تُلقي نَظرةً بِعيناها البُنيتان عَلى بريانا الواقِفة امامها.
_نَعم،أنا هِيَ قالتها وهي تَتساءلُ بِسرها عَن سببِ قُدوم الرِعاية إلى مَنزلِها خاصَةً وَهيَ لَمْ تُبلِغ عَن مَقتلِ والِدها الراحِل
_عَليكِ المَجيء مَعنا إلى المَركَز.  وَجهت كلامها من جديد بِهدوءٍ  لِبريانا التي ما إن وَدعَت الكَلِمات ثُغر هذه المَرأة وطَرَقت باب أُذنيها حَتى تَصنمت في مَكانها كَدَلالةِ رَفضٍ عَلى كَلامِها وهذا ما لاحَظتهُ المَرأةُ أمامَها الَتي رَدت بِدورِها عَلى كَلامها الصامِت
_سأنتَظِرُك حَتى تَحزُمي أغراضَكِ  قالَتها بِبرود أجبَر بريانا على الرَدِ بالبُرودِ نفسِه
_حَسنًا كَلِمة واحِدة رَدَت بِها بريانا على المَرأةِ الجَليدية أمامَها وهيَ تَترُك الباب مُتجهةً نحو غُرفَتها في آخرِ الرواق
والذي أعتبرته الأُخرى دَعوةً لِلدخول ،وَقفت لِعدةِ دَقائِق تَتنظِر خُروج بريانا بِهدوء  حَتى مَضت رُبع ساعَة مِن دونِ أي صوت ما دَفعها للتوجه للغرفة وما إن فَتحتها حَتى وَجدَت....
بريانا جالسةً على السرير تُغلق سحابة الحَقيبة
_ الم يعلماكِ والداك الإستئذان قبل الدخول؟
رَمقتها بِنظرةٍ باردة كأنها لا تُلقي بالًا بما تقول حتى
_نَعم، لأنهما ماتا
_لا عَجب في ذَلك فَمن يُري... قُطِعَ كلامها ومن قَطعه
  يَدٌ قَبضت على رَقبتها خانِقةً إياها وكانَ صاحِبها المَرأةُ الجَليدية وبَعدَ عِدة ثَوانٍ أفلَتت رَقَبتها تارِكةً عِدةَ علاماتٍ عَليها،إبتَسمت بريانا
_اوه،ذابَ الجَليدُ إذَن، ما رأيكُ أن أُسميكِ المَرأةُ النارية مِن الآنِ فَصاعِدًا هاه؟ قالتها وهيَ تَسعُل
لا رَد مِنَ الأُخرى عن كَلامِها إلا بَعد دَقيقةٍ مِنَ الصَمت إستعادت بريانا عافِيَتها بِها
_هَل أكملتِ حَزم أغراضَكِ؟ ليسَ لَدي اليومَ بِطولِه قالَتها المَرأةُ النارية كَقولِ بريانا وهيَ تَنظُرُ لَها بِهدوء
_وكأنَ لَديكِ عَملٌ أهمُ مِني قالَتها وهي لا تَتوقع أي رَد
_نَعم،رَميُ القُمامَة قالَتها راجِعةً لِبُرودِها السابِق
_أاا صُدِمت. نَعم صُدِمت لَم تَتوقع هذا الرَد مِنها لكنها لَم تُعطيها وَقتًا لإكمالِ صَدمتها
_هَيا لا أُريد التأخُر أكثَرَ مِن هذا قالَتها وهي تَتجه نَحو الباب وتُديره
_ تَوقفي!
استدارت نَحوها تنتظر إسترسالها بالحديث
_ أو لا شيء فقط لأبين لكِ كم تحترميني
ابتسمت بريانا بشكل واسع وهي ترمي الحَقيبة على كتفها تاركةً الاخرى تمتلئ غَيضًا، بَعد إقفالِها كُل شيء مِن اضواء وابواب إستعدادًا للرحيل  رَكضت بإتجاهِ غُرفةِ والِدها الراحِل، ما أثار إستغراب الأُخرى، وَبَعد دَقيقةٍ كامِلة خَرَجت بريانا وهيَ تَحمِل قِناعًا غَريب الشَكل
_هَيا بِنا قالتها مُتجاهلةً ملامح الإستغراب التي علت وجه الأخرى وهيَ تَخرُج إلى الشارِع الخالي مِن السُكان وهذا سببُ إختيار والِدها لهذه المَنطقة التي لطالما تساءلت عن وجودهم فيها وعدم الخروجِ مِنها
وَقَفت أمامهم عَربة حَمراءُ اللونِ لامِعةٌ ذات مُقدمةٍ مُرتَفِعَة.
_هَيا أُدخلي قالَتها المرأةُ الجَليدية وهيَ تفتحُ الباب الأمامي سابِقةً الأُخرى بعدَ وقوفها لتأمُلِ العَربة،
أسرَعت تَحمِلُ حَقائبها لكنها اوقفتها
_أُتركيها رَشّاد سَيحمِلُها
أرادت السؤال عَن هوية هذا الشخص لكنها لَم تُكمل حَتى خَرَج شاب مِنَ السَيارة يَبدو في أوائلِ العشرينات مِن عُمره، حَدَقت بريانا لِثوانٍ مَعدودة فيه  رَشّاد ذا الشَعرِ البُني وعَينان كَلونهِ الجَذّاب فَلَم يَكن أبيضَ البَشرة ولا أسمَر كان ذا بَشرةٍ عَسلية، قوطِعَ تحديقها بِنفاذ صَبر المَرأةِ الجَليدية والصُراخ عَليها
_هَيا أُدخلي! قالَتها بِتعجُب مِن سرحانِها الغَريب
قَهقه رَشّاد بِهدوء ما أثار بريانا لِتُلقي نَظرةً أخيرة نَحوه ومِن ثُمَ تَصعَد في الخَلف كونَ الجَليدية تَجلِسُ في الأمام وهذا ما ذكر بريانا إنها لم تسألها عن اسمها حتى!، إنطلقت العَربة تَلتهمُ الطَريق بِسُرعة للوصولِ لِمُبتغاها ألا وهوَ مَركزُ الرِعاية
_أنزلي قالتها المَرأةُ الجليدية لِبريانا
نَزلت بِهدوءٍ وتمشت بِجانبها نَحو الباب الرئيسي، وما إن رأت بريانا المُتعبة من لا شيء  كُرسي أسرعت تجلس إليه
قَلبت المرأة الجَليدية عيناها وهيَ ترى ما فعلته بَينما تَسير نَحو المَكتب الخاص بالمَركز وهي تتكلم بصوتٍ خافِت مَع مُساعدتها في المركز، تأملت بريانا الصالة حَولها تِحاول تَضييع وَقتها بَعد فشلها بإستراق السَمع لِما يَتكلمن بِه كانَت صالَة تخلو من أيةِ حياة مُلونةً بالرَمادي كأنها لِتعذيب اليَتامى وليسَ رِعايتهم وَبِضعُ الكَراسي المُتناثرة في جوانِبها
_هَيا لأدلكِ على غرفتكم قالتها أمراة بصوتٍ صارِم ووجهٍ شَديد تَرتدي زيّا يبدو رَسمي في هذا المَركز ذا لونٍ رَمادي لولا وجهها لما فرقت بينها وبين الصالة،بَحثت بريانا عن المَرأةِ الجَليدية ولكنها أختفت بكلِ بساطة تَمشت مع الأُخرى في الرواق وبعد بضعة خطوات توقفت
_مَهلًا! ماذا تقصدين بغرفتكم؟ قالتها بأرتعاب
قهقهت الأُخرى
_زميلاتُكِ في الغُرفة مَن غيرهم؟ اتظنين انكِ ستحصلين على غرفةٍ مُنفردة

لِرَوّاسي.ع.غ
صَوتٌ رُبما؟

نقم المليحةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن