1_رِحلةُ المَليحة

19 6 2
                                    

_ماذا؟ انتِ تمزحين بِالطبع لن أسكن مع أحد!
وَبَدأت بريانا تفقد أعصابها منذ الآن
_كَلا، لا أمزح والآن هيا! هُناك غيركِ يَنتظر. نَطقت بِها الأخرى بِهدوء كاد أن يخنُق بريانا ومشت تاركةً إياها في الرواق، أرادت أن تُريها مَن سَينتظر كَثيرًا حتى تلتئم جروحه الا إنها تَمالكت نفسها بِصعوبة ولحقت بها بخطواتٍ مُتسارعة، بَعد دقيقتين من المشي الذي اتسمَ بالهدوء القاتل توقفت أمام بابٍ أبيض بَل ناصِع البياض يؤلم العَينان منذ أولِ نَظرة أغمضت عيناها لِعدةِ ثَوانٍ، وَما إن فتحتها رأت الأُخرى تدور وتسير عائدةً إلى الوراء توسعت حدقتيها وهي تنظر نحوها
_هَي! أين انتِ ذاهبة؟ قالَتها بِصوتٍ عالٍ على أثره فُتح الباب الأبيض، أدارت بريانا الغاضِبة رأسها نَحو الباب المَفتوح وهوية الذي فَتح، كانت فَتاة ذات شَعرٍ ذَهبي كَخيوطٍ مُحاكة من الشمس ذات عَينانِ زَرقاوان كَبُحيرةٍ صَغيرة تَجمع فيها سَمكٌ أسود، نَظرت إليها الأُخرى بغضب
_هَل عَليكِ الصُراخ هكذا؟ نُريد أذاننا قالَتها بِحنقٍ شَديد
_نَعم، كَما أنهم يمدحون سدادات الأُذن بدأت بريانا من جديد
_هَل انتِ الفتاة الجَديدة؟ صَوتٌ مَرح يعود لأخرى تمد رأسها من الباب، شعر أحمر عَينان زُمردية ونمش مُتناثر على بشرتها البيضاء مُبتسمةً بفمٍ واسِع
_ماذا هُناك؟ لماذا صوتكم عالٍ أحتاجُ إلى النوم! صَوتٌ آخر أنضم يعود لِفتاةٍ ذات شَعرٍ بُني كَقهوة تناثر على وجهها مع عِدةِ شعرات التصقت بفمها وهيَ تتكلم وعَينان عَسليتان اللون مَفتوحتانِ إلى النصف،
لَحظة صَمت من بريانا المُتفاجئة من كُل هذه الأوجه التي ظهرت

_أنا جمام ماذا عنكِ؟ قالتها ذات الشعر الأحمر قاطِعةً لحظة الصَمت
_بريانا أا بتفاجئ من اندفاع ذات الشعر الأحمر نحوها تُمسك بيدها تجّرها نحو الغُرفة،لَونٌ قَمحي غَزى جُدران الغُرفة أربعة أسرة ثلاثةٌ مِنها وُضِعَ عليها أغطية ما عَدا الرابِع خَمنت بريانا انهُ سريرها،خِزانتان بِبابين أسودين وَمِجرٌ أبيضُ اللون
_أاعجبتكِ؟ هذهِ غُرفتنا وغُرفتكٍ أيضًا من الآن فصاعِدًا. نَفس الصَوت يَعود لِجمام المُتحمسة
_كَفاكِ تَحمسًا يا جمام! نَطقت ذات الشعر الأشقر وهي تَصر على اسنانها وتنظر نحو بريانا
_ماذا تقصدين يا فريال؟ أليس علينا الترحيب ببريانا؟ جمام من جديد تكشف إسم آخر لأحدهن
_هَل ستطيلون الكَلام حَقًا؟ أريد النوم! صَوتٌ ناعِس غاضِب إنضم للكلام يعود لذات الشعر البُني وهيَ تَجرُ الغطاء بعد نومها على السرير السُفلي
_نَعم،وكفاكِ نَومًا يا ريناد لقد نمتِ بما فيهِ الكِفاية! قالتها فِريال بِصراخ وهيَ تجرُ الغطاء مِن يديها رافِضةً أن تنعَم ريناد بالمزيدِ من النوم وَالتي هيَ الأُخرى ترفض ترك الغِطاء
_ أنتن! كفاكُنَ! وَ..إشتبكت جمام معهن تَجرُ الغِطاء من الأثنين
بريانا:
حَسنًا ثلاث قِردة تشتبكُ أمامي كأنني في عرض سيرك أااه فَليخنقني أحدهم!
_أاا ماذا تَفعلين أيتها المَجنونة! قالَتها بريانا وهي تنظر إلى جمام المُبتسمة ببراءة
_لَقد طَلبتِ وأنا نفذتُ ما طلبت
حَسنًا نَعم قالَت جملتها الأخيرة بِصوتٍ عالٍ بدل سِرها
_إذن، إسمكِ بريانا قالَتها ريناد وهي ترفع شعرها البُني كَكعكة
_نَعم وانتِ ريناد؟ قالَتها عائدةً إلى برودها السابِق
_أج.. وقبل أن تكمِل قاطعتها فِريال
_إذن، بما أننا في البداية لِنبدأ بِقائمة الأعمال والقوانين تكلمت وهيَ تنظر ناحية بريانا بهدوء شديد
_أي قوانين؟ قالَتها جمام بتساؤل
_أُصمتي جمام قالَتها بِسرعة وهي تُطلق نظراتٍ نارية نَحوها
_حَسنًا صَمِتنا قالتها جِمام بِتذمُر
_أذن، لِنعود للقوانين فِريال بإبتسامةٍ غَريبة
اولًا كُل شيء يحدث في الغرفة يبقى في الغرفة
ثانيًا صداقات خارج الغرفة تبقى خارِجها
ثالثًا جميع الأعمال نتشاركها
_حَسنًا بريانا بهدوء وهي ترُد الأبتسامة لفريال
_بما انكِ تعرفت علينا رتبي فراشكِ فالعشاء على وشكِ التقديم قالتها جِمام بحماسةٍ شديدة
_لكنَ حقائبي ليست هُنا قالتها وهي مُستغربة من هذه الحماسة دُقَ الباب فورَ كلماتها هذه
_انا قادِمة قالتها جِمام بصوتٍ عالٍ وهي تركض ناحية الباب
_وهذه حقائبكِ قالتها وهي تحمل حقائِب سوداء اللون وترميها على احد الأسرة
_شُكرًا أخرجت بريانا غِطاءًا وردي اللون طُعِمَ ببعض الأحمر.
_إذن.. منذ متى انتنَ هُنا؟ نَبست بريانا وهي تُلقي نَظرات على الغُرفة مستكشفةً إياها من جدي، اعادت اعينها موجهةً نحو جُمام المتحمسة
_ حَسنًا أنا هُنا منذ سنتين بينما ريناد منذ ثلاث سنوات وفريال منذ... الأزل اردفت وهي تبتسم كأنها لم تكشف بضع اسرار..
_كفاكِ كلامًا واصمتي يا جمام! صَرخت ريناد بها وهي تدفن رأسها اكثر بالغطاء

لِرَوّاسي.ع.غ
صَوتٌ رُبما؟

نقم المليحةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن