2_ رحلة المَليحة

13 2 1
                                    

_ ريناد وجمام! صرخت فِريال وهي تفتح الباب
وفور طيران تلك الكلمات لأذنيهما قفزنَ نحو البابِ بكلِ نشاط حتى ريناد التي كانت قبل قَليل تكاد أن تقتل أحدهم من أجل النوم بَدت الآن كأنها مُستعدة لعدم النوم مدى حياتها، بينما بريانا لم تفعل شيئًا سوى النظر نحوهم ببلاهة بينما كانت جمام تغمز لها وتُشير برمشيها إلى جانبها إلا أنها بقيت واقفةً ببلاهة تنظر تارةً نحو جانب جمام وتارةً عليها
_اتنتظرين دعوةً الآن؟
نَظرت نحو فِريال بهدوء كأنها تُؤكدُ إنها تنتظر دَعوة بينما ما فعلته الأخيرة كان بعكس ما توقعته بريانا خرجت من الغرفة صافقةً الباب وما كان من ريناد إلا أن تلحقها بينما جمام نَظرت نحو بريانا قبل لحاق ريناد مُشيرةً إليها باللحاق بهن
_كم مرة احتاج أن يتجاهلني أحدهم كي اتعلم؟
قالت ذلك وهي تتبع الأُخريات مُغلقةً الباب ورائها
سارت في الرواق الذي كان لا يتميز بلونٍ مُختلف غير الرمادي، حتى وصلت" للمقصف" الذي يُفترض أنها ستتناول العشاء به بشهيةٍ مفتوحة لكن بعدما مسحت المكان بنظراتها متفحصةً كُل كرسي وطاولة اكتشفت انه ستفعل هناك كل شيء ما عدا الاكل بشهيةٍ مفتوحة
نقلت بصرها نحو جُمام التي رفعت يديها مُشيرةً إلى كرسي بجانبها، جَلست بِمضض وهي تنظر نحو فِريال التي لم تُلقِ لها بالًا حتى
_فِريال! كيف حالكِ؟ مُطلقُ هذه الجملة كانت فتاة اتسعت عيناها بفضول حين رأت بريانا الجالسة على نفس الطاولة وبالطبع لم تكن تسأل عن حال فِريال بل كانت تستخدم تمويهًا لتتعرف على الجديدة هنا
_ لا شيء جديد يا نور لذلك ارجو منكِ الرجوع إلى مكانك قالتها فِريال بهدوء من دون إلقاء نظرة على تلك المبتسمة بفضول والتي سقطت ابتسامتها فور قولها لذلك
_أاا، حَسنًا أنا موجودة وقريبة إن اردتِ شيئًا
قالتها مُنسحبة بخجل من إخفاقِ خُطتها
بعد رُبعِ ساعة مِن الجُلوس دون كلمةٍ واحدة
وصل الطعام..
ولولا إنه من نعم الله لقُلنا الحقيقة اقل شيء يمكنني قوله عنه إنه عصيدة تميل للسواد اكثر من البياض لا تمتلك طَعمًا ولا رائحة حتى ظنت إنها فقدت حواسها
_ما هذا؟ نبست بريانا بذلك وهي تنظر نحو جُمام
_ الطَعام! وماذا قد يكون غير ذلك؟
-كُلي لأن هذه هي وَجبتكِ كل يوم عليكِ الإعتياد على هذا الأمر  قالتها رِيناد بِفمٍ مُمتلئ يَتطاير منهُ الرذاذ وبعض الفُتات.
بريانا وهي تمسح ما التَصق بِخديها مِن لُعاب وَقِطع من الطعام لا تخلو من البلل
-حَسَنًا.
بَعد انتهائهن من تناول الطَعام والذي واجهت بريانا صُعوبةً في استساغةِ طَعمِه استقامت فِريال واتبعتها رِيناد فَجُمام فَبريانا التي فَضلت أن تتبعهن بَدلًا مِن أن تَبقى جالسةً مَع ناسٍ لا تعرفهم.
-ماذا الآن؟ كانت هذه جُملة فِريال بعد أن مَررت بَصرها على الثلاث الأخريات.
-لا شيء فقط شبعنا.. نَطقت ريناد فَورًا بعد جُملة فِريال.
هَمهمت الأخرى واستلقت على فِراشها.
انتهى اليوم الأول لبريانا في هذا المكان..
بعد شهرين كاملين من تناول نفس الطَعام والدخول في نفس النقاشات نَشأت علاقة صداقة بين الثلاث اما فِريال فكان ارتباطهم بها هو علاقة القيادة لا غير...
طوال هذه الايام التي عاشتها بريانا في روتين مُتكرر بدأت تتنبه فيها إلى أمور غريبة لم تستطع تجاهلها كَإختفاء بعض البنات بعد بلوغهن الثمانية عشر عام أو أقل في بعض الأحيان لاسيما للوحيدات..
تشجعت اخيرًا لتسأل فِريال كونها اكثر الفتيات بقاءًا في الدار
وكان جوابها ثلاث  كلمات لا غير
-لا دخل لنا
حاولت اللحاق بها لكنها وجدتها قد غادرت الغرفة في اتجاه الممر الذي يقود إلى غرفة الإدارة وباب الخروج.
عادت فِريال بعد ساعتين من الممر وقد بانَ عليها الغَضب اكثر مما رأته سابِقًا منذ دخولها للدار فقد اكتست عيناها ببعض الحُمرة لا تعلم إن كان من الغَضب أو البكاء لكنها سُرعان ما نفت ذلك بعدما رأتها تبحث تحت فِراشها على شيء لم تعرف هويته
واخيرًا سَحبت دَفترًا وَردي صَراحةً لا يَليق بِمَزاجها الحالي أو الدائم، قَلبته بِسرعة حتى وصلت إلى ورقة كُتِبَ فيها بعض الأرقام والكَلمات المُتباعدة حاولت قِراءة بَعضٍ منها لكنها لم تستطع بعدما أخذت فِريال الورقة خارجةً من الغُرفة نحو نفس الممر..
لِرواسي.ع.غ
صَوتٌ رُبما؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 21 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نقم المليحةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن