الجِنرالُ و العَقيدُ[29]

16.7K 1.6K 1.3K
                                    


أهلًا!


استمتعوا ♡





_________________


"هيا! تبقى جولتان! اسرعوا لا مجال للتباطئ!"

صرخ العقيد جيون بالجنود فور وصولهم لخط البدايه، بعد ان قاموا بثلاث جولات فقط حول ساحة التدريب، كان التعب و الارهاق يُسيطر عليهم ونصفهم بدأ بالفعل يُبطئ بركضه و يستسلم، وهذا أثار استياء عقيدهم الصارم!

كان العقيد يقف مُنتصبًا يداه خلف ظهره، و رداءهُ العسكري الزيتي يلتف حول جسده بتناسق، يُراقب تدريبات و اداء جُنوده، بعينان حاده مُترقبه!

حتى جذب انتباههُ سقوط احد الجنود على الارض بعد ان خارت قواه،. اتجه العقيد ناحيته بخطواتًا طويله ثابته

قبض على ياقته الخلفيه يرفعه من على سطح الارض بقوته، حدق ناحيته بغضب وغير رضى. وصاح عليه بصوتًا جهور

"هل ستسقط في ساحه المعركة هكذا كالجبان الضعيف!"


"سيدي ارجوك.."

ترجى المُجند الهزيل قائده، يرجو منه العطف على حاله و التقليل من قساوة التمارين، الا ان رجاءه هذا لم ينل استحسان العقيد الذي دفعه من ظهره يجعله يستقيم بثبات وينطق بنبره خشنة!

"لن ينفعك الرجاء ابدًا حينها ايها الجُندي، سينهون عليك برمشه عين غير ابهين لرجاءك المُحتقر"

انتفض جسد المُجند لحديث العقيد المُرهب هو تخيل نفسه حتمًا يموت بابشع الطرق بدون اي رأفه او عطف! تخيل ان تتعفن جثته بين مئات الجثث الاخرى ولا احد سيعلم بوجود جثته سوى بعد ايام..اسابيع.. او حتى بعد سنوات!! ربما لن يعلموا بوجوده من الاساس

"أ..انا لا اودُ المـ ..موت"

ارتجفت شفتي المُجند وهو ينطق باحرفه بضُعف، الرهبه و الارتعاب كان واضحان في عينيه الدامعه،

لانت اعين العقيد وهو يشعر بخوف الجُندي اليافع امامه و هو لا يلومه حقًا.. من حقه ان يخاف الموت لاسيما انه لازال في مقتبل العُمر وتوجد حياة طويله أمامهُ ليعيشها ولكنه وعلى ما يبدو أُجبر للخدمه الوطنية، وُهنا تكمُن المشكلة،.

فكرة قانون التجنيد الالزامي .. لطالما كان من اكبر المُعارضين لهذا القانون فبهذه الطريقه هم لا يصنعون رجالًا مُتهيئين لحماية وطنهم بكل شجاعه! بل مجموعة من الفتيه المهزولين بالكاد غُرزت في اذهانهم مسألة حُب الوطن..

الجِنرالُ و العَقيدُ♢VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن