الفصل الخامس - سفراء الظلام

141 8 1
                                    

الفصل الخامس
بقلم عبدالرحمن الرداد
___________________________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنْه)
___________________________________

- أنا متغيرتش يا إلياس، دي كانت محاولة مني إني اتأقلم مع التغيير اللي حصل في حياتي

قالتها «إيلين» دفاعًا عن نفسها بعد اتهامه الأخير لها ليقول هو بهدوء:
- هل أنا لو روحت مكان لقيت فيه مثلا ناس كل يوم بيطلعوا يشتموا في بعض بس أنا متربي ومعملش كدا أبدا وهم مأجبرونيش إني أعمل كدا فأروح اعمل زيهم لمجرد إني اتأقلم مع البيئة الجديدة؟

لم تستطيع الرد على سؤاله فتابع هو:
- شوفتي مش لاقية رد، مش ده اللي اتربينا عليه يا إيلين، مش علشان شوفت تصرفات كتير غلط في بيئة جديدة يبقى أعمل الغلط معاهم وأنا متربي وعارف ديني كويس، هل هم هيتحاسبوا بدالي؟ أكيد لا فأنا مسؤول عن حياتي أنا ومليش دعوة بغيري هتقولي بس كله بيعمل كدا هقولك «وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا» كل واحد هيتحاسب لوحده ملوش دعوة بغيره

انهمرت عبرة من عينيها ورددت بضعف واضح:
- بس أنا مكانش قصدي، كنت متلغبطة ومش عارفة ايه التصرف الصح، من وأنا صغيرة لما كنت بغلط كنت بجيلك وأنت تعلمني الصح لأنك كنت أبويا وأخويا وكل حاجة في حياتي

اقترب منها وضم كتفيها بين كفيه وهو يقول بابتسامة:
- وليه مجتيش ليا وتستفسري مني هل اللي عايزة تعمليه صح ولا لا زي ما كنتي بتعملي كل مرة؟ هرد أنا، علشان فاكرة إنك كبرتي وخلاص هتخشي كلية لكن اللي عايز افهمه ليكي إنك هتفضلي بالنسبة ليا طفلة وصغيرة مهما كبرتي وهتفضلي بنتي الصغيرة طول الوقت، مش عايزك تعاندي في حاجة بعد كدا لأني أكيد مش هدلك على الشر

حركت رأسها بالإيجاب ورددت من بين دموعها:
- حاضر وآسفة إني عارضتك في الصح رغم إني عارفة إن اللي كنت عايزة اعمله غلط بس أنا خايفة اوي

مسح دموعها بيديه ورفع وجهها لكي ينظر إلى عينيها وهتف بحب:
- وأنا قبلت أسفك أما بقى عن موضوع الخوف ده فمش عايزك تخافي من أي حاجة طول ما أنا جنبك، لو عيشنا في أي مكان في العالم هنبقى الأمان لبعض، طول ما إحنا مع بعض مفيش حاجة تخوفنا أبدا، ربنا معانا في كل خطوة، فيه حد معاه ربنا ويخاف؟

***

انتهى الاجتماع أخيرًا وخرج الجميع من المكتب ليقترب «طيف» من سيزكا وهو يقول:
- عاش من شافك يا سيزكا، ايه الاختفاء المفاجئ ده

رفعت كتفيها وأجابت على سؤاله:
- اللواء أيمن مكانش محتاجني الفترة اللي فاتت وكمان بعد اللي حصل من رماح طبيعي ابعد وافضل لوحدي شوية، صحيح هو فين مشفتوش في الاجتماع

نظر إليها وأجابها:
- اتوقف عن العمل واتحول للتحقيق، رماح الدنيا كانت بايظة معاه خالص وأديه اقتنع أخيرا إنه يتعالج نفسيًا وبدأت معاه أول خطوة النهاردة وربنا يسهل

القاسيانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن