الفصل الثامن
عبدالرحمن الرداد
___________________________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).
___________________________________أشرقت شمس يوم جديد على «طيف» الذي فتح عينيه بصعوبة وتثاقل، نهض من مكانه ليجد أن زوجته ليست بالغرفة لذلك فرك عينيه وردد بصوت هادئ:
- فيه ايه مالي؟وقف لكنه شعر بألم في جسده بأكمله لكنه تحمل وخرج من الغرفة وهو يقول بصوت شبه مرتفع:
- نيران؟ نيرو؟! حد هنا يا بشرتعجب عندما لم يجد رد مما جعله يبحث عنها في جميع الغرف لكنه لم يجدها حتى أن أطفاله ليس بغرفتهم. شعر بصداع شديد مما جعله يمسك رأسه وهو يقول بنبرة تعبر عن التعب الشديد:
- راحوا فين دول؟!توجه بتثاقل إلى باب شقته وفتحه قبل أن ينزل إلى الأسفل لكنه أثناء نزوله شعر بدوار شديد وكان على وشك أن يسقط لكنه أسرع وجلس على الدرج وعاد بظهره إلى الخلف وعبر عن تعبه بإصدار صوت شبه منخفض:
- آه، رنة؟! حد يلحقنيفي تلك اللحظة جاءت شقيقته الكبرى «تنة» من الأسفل وصعدت الدرج بسرعة وهي تقول بلهفة وخوف في آن واحد:
- طيف حبيبي مالك؟أغلق عينيه ورد عليها بصوت منخفض:
- مش عارف يا تنة، جسمي كله مكسر وصداع ودوخة مش طبيعية، هي فين نيران؟وضعت يدها على جبينه ورددت بخوف شديد:
- يلاهوي يا طيف نيران عندها حق أنت سخن مولعضيق ما بين حاجبيه بتعجب وأردف بتساؤل:
- نيران؟! هي فين؟جلست إلى جواره وأجابت على سؤاله قائلة:
- صحيت الصبح حاولت تصحيك لقتك سخن جامد وتعبان فنزلت وقالت لبابا وقالوا إنهم هيسيبوك علشان شكلك تعبان وراحوا هم الشغلنهضت من مكانها وفردت ذراعها لكي تساعده على النهوض وهي تقول:
- ودلوقتي قوم انزل معايا لازم تستريح عقبال ما اروح الصيدلية اجيبلك مضاد حيوي وفيتامين سياستجاب لطلبها وقامت هي بسنده حتى وصلا إلى الأسفل وهنا ركضت «رنة» وهي تقول بخوف شديد:
- ايه ده مالك يا طيف؟هنا أردفت «تنة» بصوت مرتفع:
- افتحي باب الاوضة يا رنةاستجابت لطلبها وسندت الأولى شقيقها حتى وصل إلى الفراش وألقى بنفسه عليه بتعب شديد.
جاءت «اسماء» من الداخل وهي تقول بتعجب:
- فيه ايه يا بنات؟!لكنها عندما وجدت ابنها نائمًا بتلك الطريقة وهم حوله ركضت بسرعة تجاههما وأردفت على الفور:
- ابني حبيبي مالكفتح عينيه بصعوبة وأجاب عليه بصوت مرهق:
- تقريبا دور برد يا ماما، حاسس الدنيا بتلف بيا