الفصل التاسع عشر - سفراء الظلام

109 8 0
                                    

الفصل التاسع عشر
عبدالرحمن الرداد

دلف إلى الداخل وما هي إلا ثوانٍ حتى خرج بالحاسوب الخاص به وفتح شاشته أمام «طيف» قبل أن يضيق ما بين حاجبيه وهو يقول بتعجب:
- ايه ده؟ أنا لازم أبلغ اللواء أيمن حالا
انتبه له «طيف» وقال بتساؤل:
- فيه ايه؟
تردد هل يُخبره أم لا لكن «طيف» لم يتحمل صمته فقال بجدية:
- ما تقول يا إلياس فيه ايه ما اللواء أيمن يبقى أبويا بردو
وجه بصره له وقرر أخيرا إخباره بما عرفه وأردف:
- بص اللواء أيمن بعد اللي حصل قالي أحط موبايلك موبايل مراتك نيران وبارق تحت المراقبة علشان لو حصل أي حاجة طبيعي هتتحركوا من نفسكم، متزعلش مني يا طيف بس اللي عملته ده كحماية ليكم بس ومش بشوف غير لو فيه رسايل من الناس دي وصلت ليكم ولا لا ودلوقتي جيه رسالة لنيران مضمونها بيقول لو عايزة تنتقمي لأولادك الرسالة الجاية هيبقى فيها عنوان اللي نفذ
نهض «طيف» في الحال وردد بجدية:
- بلغ اللواء ايمن يا إلياس، أنا هروح ألحق نيران قبل ما تمشي ورا الطعم ده

لم ينتظر موافقته وركض إلى الخارج بسرعة ثم استقل سيارته وانطلق إلى منزل «نيران» بسرعة كبيرة. مر من الوقت عشرون دقيقة حتى وصل إلى المنزل. ترجل من سيارته وتوجه إلى الداخل لكنه استراح قليلًا عندما وجد سيارتها بالخارج. توجه إلى الباب ورن الجرس لتفتح له «نيسان» التي تفاجأت به وردد بهدوء:
- طيف؟ تعالى اتفضل
تقدم إلى الداخل ونظر حوله قبل أن يقول:
- هي فين نيران
ظهر الحزن على وجهها وقالت بهدوء:
- في أوضتها فوق
- طيب ممكن أطلعلها؟
حركت رأسها بالإيجاب وقالت على الفور:
- ممكن طبعا تعـ..
وقبل أن تتحرك ظهرت والدتها التي قالت بترحيب:
- أهلا بيك يا طيف يابني
صافحها وقال يهدوء:
- ازي حضرتك يا حماتي، معلش ممكن أقابل نيران؟
حركت رأسها بالإيجاب وقالت:
- أيوة طبعا بس قولي ايه اللي وصل الحال بينكم كدا، دي أول مرة تحصل إنها تسيب البيت وتيجي هنا
نظر إلى الأسفل وقال بحزن واضح:
- من بعد اللي حصل وهي معتبراني عدوها، معتبراني السبب في اللي حصل لعيالنا وكأني مخسرتس خسارة أكبر، لو هي زعلانة على ولادنا قيراط فأنا زعلان 24 قيراط، أقسم بالله أنا بموت ألف مرة كل يوم لأني مش بس خسرت لا أنا عشت الخسارة
ربتت على كتفه بهدوء بعد أن انهمرت عبرة من عينيها وقالت بحزن:
- طبيعي يا حبيبي بعد اللي حصل، كلنا مصدومين وكلنا عايشين كابوس صعب، نيران محتاجة بس تفوق من صدمتها وتحاول تنسى، هي بس مش عارفة تعمل ايه ولا تخرج حزنها ده في مين وكنت أنت اللي قصادها، اطلع لها وحاول اتكلم معاها وربنا يبعد عنكم الحزن يابني

صعد بالفعل إلى الأعلى واقترب من غرفتها قبل أن يطرق بهدوء على الباب. لم يستمع إلى رد فطرق مرة أخرى لتقول هي من الداخل:
- ادخلي يا نيسان

فتح الباب بهدوء ودلف إلى الداخل مما جعلها تتفاجأ به وأبعدت نظرها عنه. تقدم حتى جلس على فراشها من الجهة المقابلة وردد بعتاب:
- دي هتبقى آخرتها يعني يا نيران؟ أنا مش هعاتبك على رد فعلك ولا على زعلك لأني زعلان أكتر منك بمراحل، الفرق بينا بس إني كاتم الزعل ده جوايا ومخليني بغلي من جوا لكن أنتي طلعتي الزعل ده، بس مش لدرجة التمني بالشكل ده يا نيران، تتمني أكون أنا اللي تخسريه؟ أنا أيوة كنت بتمنى ده ومازلت بتمنى ده ولو الزمن عاد نفسه هضحي بنفسي علشانهم لكن لما تقوليها أنتي وتخرج من حبيبتي ليها طابع تاني، أكنها رصاصة مسمومة لو صابت صاحبها مش هيعيش أبدا

القاسيانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن