الحلقة الخامسة
بقلم عبدالرحمن احمدكان كلام الطبيب بمثابة الصدمة على الجميع فبكت رباب ونظرت الى يوسف نظرة تأنيب واردفت :
- فرحت دلوقتى !! فرحت ؟ حرام عليك ، حراام عليك
اخذت سهوة تهدأها وسط بكاء نيرة هى الاخرى ..
غلت الدماء فى عروقه وسحب سلاحه وشد أجزائه
- والله لأقتله ، هقتله
وهم بالرحيل ولكن وقف امامه عمر محاولاً منعه :
- تقتل مين انت مجنون !! ده ابن وزير الداخلية .. هتودى نفسك فى داهية
انهمرت دمعة من عينه واردف :
- مش مهم ، ده طعنى فى اغلى حاجة عندى وهى اختى ده غير انه عمل نفس العملة فى نيرة
ضم عمر حاجبيه بصدمة :
- نيرة كمان !!! لا لا مش هسيبك تتحرك من هنا
اغلق يوسف عينه وقال بأنفعال :
- ابعد من طريقى يا عمر
اصر عمر على موقفه ومنع يوسف من التقدم :
- لا مش هسيبك تودى نفسك فى داهية
لم يتحدث يوسف ولكن دفع عمر بكامل قوته وانطلق الى الخارج ...
ارادت سهوة تحذيره مما قاله حسام بوجود قناص لكنها لم تقدر على محادثته ، هل هذا كره منها !! هل هذه هى النهاية !!
لم تستطع سهوة تركه يموت وانطلقت الى عمر بسرعة شديدة واردفت :
- الحقه يا عمر ، حسام عنده قناص فوق الفيلا ومستنى يوسف علشان يقتله
لم يستفسر منها وانطلق بأشد سرعته خلف يوسف فوجد سيارته تغادر فأنطلق الى سيارته ولحق به حتى وصل يوسف الى الفيلا ووصل عمر معه فى نفس اللحظة وخرج من سيارته واردف :
- فيه قناص فوق الفيلا مستنيك
نظر يوسف من بعيد ولم يلحظ شئ ولكن اخذ حذره فأوقفه عمر
- يوسف ، الكلب ده هتاخد حقك منه بس مش بالطريقة دى ، اسمع كلام صاحب عمرك وسيبه واوعدك انك هتاخد حقك منه
انهمرت الدموع من عينه واردف :
- اختى نسيت كل حاجة بسببى يا عمر ، اختى هتشوفنى ومش هتعرفنى ، انت متخيل !! وكل ده بسبب اية ؟ بسبب كلب ولا يسوى ، انت صاحبى ايوة بس ده مش هيمنعنى انى اخش اقتل الكلب ده ، ابن وزير ابن رئيس ميهمنيش
تسلق يوسف سور الفيلا من الخلف واتبع التدريبات التى طالما استمتع بتنفيذها فى عمله وبالفعل دلف الى الداخل وابتعد كل البعد عن مجال القنص واقترب من الفيلا وتحرك بدون خوف الى الفيلا فلاحظه رجال حسام .....
تحرك رجال حسام الى يوسف ليوقفوه ورفع كل منهم سلاحه ولكن استمر يوسف فى حركته حتى وقف امامهم
- عايز مين !!
رفع يوسف يده ومسح بها وجهه واردف :
- عايز اخش اقتل حسام الشيمى ، هتعدونى ولا لا
سحب الجميع اجزاء اسلحتهم ولكن فاجأهم يوسف بلكم احدهم ومسك مسدسه وضرب الاخر على رأسه بظهر مسدسه وتدخل عمر لمساعدته وظلا يضربان الجميع واتى شخص شخص من خلف يوسف ولكن انخفض يوسف ورفع قدمه وقبض على رقبة هذا الشخص حتى اصبح الجميع على الارض يتألمون بشدة وبقى يوسف وعمر...
تحرك يوسف ودلف الى داخل الفيلا فنهض حسام مسرعاً فلم يخبره احد ان يوسف الحسيني قد حضر ، ابتعد وائل وتحرك حتى وصل الى جوار حسام .
ابتسم حسام ابتسامة كان يخفى خلفها خوفه وتوتره واردف :
- يوسف رأفت الحسيني ، كنت متأكد انك جاى زى ما كنت متأكد ان هتعدى من كل رجالتى اللى برا
ابتسم يوسف وضرب كف يده على كفه الاخر :
- اللى بيخلى رجالة تحرسه ده ميبقاش راجل اصلا
رسم حسام الابتسامة مرة اخرى على وجهه :
- اللى بتقول عليه مش راجل ده خلى اختك تفقد عذريتها يا سحس
كانت هذه الجملة بمثابة الوقود الذى اشعل يوسف ناراً وجعلته ينقض على حسام ويضربه بكامل قوته دون رحمة مما جعل وجه حسام ملئ بالدماء حتى فقد الوعى .
اقترب عمر بسرعة شديدة محاولاً منعه قبل ان يرتكب جناية هنا
- يلا يا يوسف انت ضربته وكنت هتموته ، كفاية كدا واوعدك انك هتاخد حقك كامل منه
هذه المرة هدأ يوسف بعد ان اطفأ نيرانه بضربه المبرح لحسام ولكن هذا ليس بكافى ولكن قرر الرحيل بناء على طلب عمر و تحرك بصحبة عمر الى الخارج وانطلق وائل مسرعاً الى حسام ليفيقه ...
***
مر يومين دون تغير للأوضاع ...
دلف يوسف الى غرفة جودى فى المستشفى وتوجه بالحديث الى والدته وسهوة :
ممكن تسيبونى معاها شوية لوحدنا !!
لم ينطق احد منهم وخرجا الى الخارج تاركين يوسف محطم القلب ...
جلس يوسف بجوار اخته النائمة التى لم تفيق بعد ، انهمرت دموعه حزناً عليها مما فعله بها ، كيف له ان يفعل هذا بأخته الوحيدة ، تلك التى كانت تخفى معه جميع اسرارها ، التى كانت تقص عليه كل ما مرت به فى يومها ، التى مرت بحالة نفسية صعبة بسبب تلقيها خبر موته ، اخته الوحيدة التى كانت بمثابة كل شئ له ...
- انا اسف يا جودى ، غصب عنى والله ، مكنتش متخيل اللى حصل ده ، مكنتش متخيل انك هيجرالك كدا ، انتى عارفة !! انا السبب .. ايوة انا السبب .. اللى عملته زمان فى بنات الناس اتردلى فيكى ، اصعب حاجة على الواحد هو الموقف اللى انا فيه دلوقتى ، اوعدك يا جودى انى ارجعلك يوسف بتاع زمان بس انتى تبقى كويسة .
فى هذه اللحظة ارتعشت يدها وفتحت عينيها بضعف شديد فنهض يوسف بسرعة وامسك بيدها
- جودى !!!
نظرت له جودى نظرة بريئة ثم نظرت حولها فلم تجد شئ فأعادت النظر مرة اخرى إلى يوسف واردفت :
- انت مين واية اللى جابنى هنا !!
شعر يوسف بصدمة شديدة لأن ما قاله الطبيب صحيح ، فقدت ذاكرتها ولكن ما ازاد المه هو عدم تعرفها عليه فأردف :
- انا يوسف يا جودى ، اخوكى
