1.لم يتم!!!

408 20 35
                                    

البداية

فلتنتبه يا عزيزي القاريء فلا يوجد استراحة للمحارب!!

في أنحاء بلدنا المصرية في وسط حي راقي يفضل البشر أن يقضوا بعض الوقت في أنحاء شوارعه الهادئ نوعًا ما..يفضلون الجلوس علي المقاعد المصنوعه في كل مكان من الاسمنت فضي اللون..يتسامرون في كل شيء ..يوجد أحباء..يوجد أصدقاء..وفي مكانًا آخر إذا بحثت سوف تستطيع أن تسمع صوت بكاء حزين من فتاة تنظر إلي بحر بلادها..إذا نظر إليها أحد سوف يقول انها في محاوله منها أن تهدأ نوعا ما ...
صديقي هذا صحيح ..فبعض الناس أيضا يأتوا حتي يشكوا ويتحدثون مع مياه هذه المدينة
صوتًا صاخب من أحد الشقق في مدينة الإسكندرية التي تطل علي بحرها عروس البحر المتوسط
هناك يقترب الصوت كلما اقتربنا منه
فهل تسمع؟!
نعم انها هي!!!!
بنبرة متوسلة إلي أمها ويظهر علي وجهها ملامح الضيق والانزعاج من رفض أمها
-يا أمي يعني انا اتعب سبع سنين ده غير تعب ثانوي وادخلي طب يا يقين..خليكي دكتورة يا يقين..عايزة افتخر بيكي يا يقين..وفي الآخر بعد ده كله تقوليلي لا مش هتسافري!!
ده كلام يعني يا ماما!!؟
صدح صوت أمها الرافض
-ايوة يا يقين مش هنكر أني كان نفسي تدخلي طب وتكوني دكتورة بس إيه لأزمة كل ده طلاما انتي بعيد عني!!
وبعدين من أمتي بنسمح لبناتنا أنهم يتغربوا عننا!!!
-بس يا ماما انا عايزة أسافر اه انا عارفه أن الموضوع صعب بس لازم
انا مش هقبل أن بعد ده كل افضل قاعده في البيت مستنيه سي السيد يجي علشان ياخدني بيته ويخليني خدامة!!
-لا يا يقين متحاوليش..مش هوافق..انتي ابوكي سايبك أمانه ليا..معقول انا اضيع أمانته علشان حتة تكليف حدفك في حته انا عمري ما سمعت عنها اصلا!!
انتي يا بت متأكده أنها علي الخريطة وكده؟
ضحكت يقين من غلبها وبدأت تشرح لمامتها:
- يا ست الكل قولتلك معانا اه عادي في بلدنا يا ستي وبعدين يا ماما انا عارفه انك قلقانه عليا بس دول سنتين بس وانا هبقا انزلك زيارات اكيد مش كل الشغل عليا يعني!!
وبعدين انا حاولت كتير اعمل تظلم بس علي ايدك مش اترفض مرتين!!
-لا يا يقين اتصرفي وقدامك طريقين..لأما تختاري انك تفضلي هنا وتشوفي حل ؛لأما متكمليش تعليم انا مش حمل اني أخسرك علشان حتة شهادة يا بنتي
وعندما حاولت يقين أن تتحدث من جديد: يا ماما بس اسمعي...
قاطعتها والدتها:
-لا يا يقين يعني لا وده اخر كلام عندي
ومن ثم أمسكت محول التلفاز حتي ضغطت ارقام قناتها المفضلة ١٦٧
قناتها الهندية علي مسلسلها التي تتفرج عليه للمره الواحده بعد الألف "من النظرة الثانية" وضغطت زر ارتفاع الصوت بنية أن تسكت ابنتها عن الحديث..
نظرت يقين إلي والدتها وفهمت أنها لم تقبل  أن النقاش إذا يكتمل
نظرت إليها بضيق داخلي وهتفت تقول
-أنا نازلة شوية اتمشي يارب تفكري لحد ما ارجع يا ماجدة يا حبيبتي
ضغطت الأم ماجدة زر ارتفاع الصوت أكثر فأكثر كأشارة منها برفض كلام يقين ابنتها.

*******************

اتجهت يقين إلي غرفتها بنية تبديل ملابسها
_غرفة هادئه نوعا ما معلق علي حائطها صور كثيرة مع رجلًا يظهر عليه الشيب بعضًا ما ..يبتسم ابتسامة هادئة بجانبها يحتضنها بين ذراعيه... كان يبثها الأمان في كل شيء...ابتسامته..حضنه الدافئ..صوته..ذكرياته التي لا تنسي..كان يبثها هو بنفسه الدفيء.
اتجهت إلي دولابها الصغير تفتحه لتنقي منه سروال رصاصي واسع لانه يريحها وفوقه قطعه من الصوف البيضاء وفوقها جاكيت اسود اللون.
خرجت ليتوجه بصرها إلي والدتها التي مازالت تتابع مسلسلها المفضل كطفلة مراهقة تتابع مسلسلها بحماس طفولي.

ليس علي ما يرام!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن