اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
عندما يدرك المرء قرب النهاية يستعيد ذكريات ويمجدها عقب جهل شديد لقيمتها حتى تحل المصيبة وتوقظ ما نام في الأعماق.
صار لكل شيء قيمة الآن حتى الاصوات المزعجة التي يحدثها البشر صارت امنية لمن هم تحت الانقاض حيث لا صوت سوى حركة الركام يمهد لهم قرب النهاية المحتمل، وليس هذا ما يخيف الساكنين في الدور ما قبل الاخير فالخطر الأكبر هو لمن يسكنون اسفلهم، وهذا الشيء الوحيد الذي وقف في صفهم ويطمئنهم قليلاً او.. يطمئن لاو بينما الأخرى تعيش الموت البطيء.
كم هو صعب أن تكتم الحقيقة عمن تحب، حقيقة يجب عليه معرفتها. لم تكن رانو انانية بل هي رحومة على قلبه الضعيف وهي تعلم كم هو ضعيف في هذه الفترة، ولو تصنع القوة ما قدر. لا تريد ان يزيد الوجع ويضعفه فوق ما لديه، بجانب تأنيب الضمير الذي يخنقه الآن عقب كلماته الأخيرة لها.. الكلمات التي لم يعنيها بحق.
هو من كان يجب عليه قول الحقيقة واختيار الصراحة في وقت هي اختارت الكفاح في سبيل الحفاظ على علاقتهم. الهرب كان الاختيار الاصعب على عكس ما يظن، فظنه أن المواجهة والبوح سيدمره ويدمرها كان أكثر من خطأ.. و الصواب الذي سيداوي كل شيء هو ما تفاداه، وكيف له أن يظن فيها ظناً يناقض طبيعتها وحبها العظيم له، كيف ستتركه في حاجته الماسة لها؟!.
الكبرياء إن زاد عن حده، تعقدت العلاقة معه وتقلص من عمرها، وخصوصاً بين الاحبه، والأخص من هم على صدد الحياة الزوجية.
" المريض يموت! "
صدى تلك الكلمتين حتى الآن ترن في مسامع الطبيب المقيم ترافلغار واتر لاو وكم غيرت الكثير في حياته منذ اللحظة التي خسر فيه المريض بخطأ فادح كان هو مصدره.
" تراجع! " دفع صديقة الطبيب المساعد صدره بعيداً عن المريض حين كان يقف بجمود يشاهد صدره المفتوح ونابضه الذي يرغب الحياة خاسراً للفرصة.
فات الأوان ولم تعد الفرص متاحة ولا أمل لعود النابض للحياة. كان خطأ فادح عنوانه الارتجال وضحيته لم يكن شخصاً غريباً..
" وقت الوفاة 11:23 مساءاً يوم السبت الموافق 28 أبريل 2023 " اعلنت الممرضة وقت وتاريخ والوفاة وحينها انتهى الأمل بشكل رسمي..
