البارت ٣ _ 𓂆 _

53 3 0
                                    

عزيزي.. ماذا يمكنني أن أقول لك؟ الأمور لا تمضي على ما يرام أبدًا، إنني أكثر حزنًا وضجرًا مما أستطيع أن أصفه لك، ولم أعد أعرف في أيّ نقطة أنا .
' ڤان جوخ '

_______________________________

طفلٌ مسجون داخل رأسه .. كَبُر الطفل ومازال مسجون مع نفسهِ .. مُتفرج علىٰ حالهِ ولا يقدر إنقاذ طفله .. تحرُره بيدهِ ولكن مَن يُقيم المتاهة ينسى كيف الخروج وهو أجاد إقامتها فتاه داخل أفكارهِ

يلهث وجسده يتشنج مما يلاقيه في منامهِ .. يهذي بكلماتٍ ويستغيث لعله يُغاث ولكن لا أحد يُغيثه ، صوته يعلو بعباراتِ النجدة ولكن لم يجد وقتها الغوث ولازال لا يجد :

- أبعد عني يا عمو أنتَ عاوز مني إيه ؟؟! لا وديني لبابا يا بـابـا ..

ويجد الرد على هيئة ضحكات كريهة وصوت تتضح فيه الدناءة والخُبث :

- تعالى لعمو طيب وأنا هوديك مطرح ما تحب .. هنلعب لعبة صغيرة أوي !! أنتَ هتقلع هدومك وأنا كمان ونستحمى سوا وبعدها نروح نتفسح إيه رأيك ؟.

فصرخ الصغير وهو يبتعد عنه وهو يقول بخوفٍ :

- أنا عاوز بابا .. مش عاوز أتفسح ولا ألعب

فتأفأف الرجل ضجرًا وهو يُظهر وجه الحقيقي ويرد عليه بغضبٍ وهو يتوجه نحوهه ويقبض على يداه :

- ولا بقولك إيه أنا عمال أسايس وأدادي في إللي خلفوك بس مش لأجل عيونك يا ننوس .. ده لأجل مزاجي ، فبلاش تخليني أجيبك بالعافية عشان متتأذيش مني أكتر مانتَ هتتإذي اصلًا ، يلا تعالى في حضن عمو ..

فتجرأ الصغير عليه وهو يضربه بقدميه حتى يُفلته ونجح في ذلك وبعدها وجد حصى صغير على الأرضية فألتقطه وضرب به الرجل فثار وذهب إليه وهو ينادي بصوتٍ ينضح بالغضب :

- بقى أنتَ بتمد إيدك وبتتعافى عليا طب وربنا لاوريك .. يا "سـيـد"

فحضر المدعو "سيد" وكان شخص نظراته مريبة وهيئته غير مرتبة فأمره الرجل :

- الواد ده يتحط إنفرادي ويدلق ماية في الأرض ومفيش لقمة أو بوق ماية يدخله غير بإذني أنتَ فاهـم ؟؟!

ووجه كلامه للصغير وهو يبتسم بخُبثٍ :

- مش أبو ٩ سنين يتعافى عليا ..

وختم كلامه وهو يحاول تقبيل الصغير مِن فمه ولكنه يصرخ ويتمنع ويستنجد بأبيه

- بـابــا

فاق وهو يصرخ مُستغيثًا بأبيه وكان صوت لهاثه عالي فأيقظ "ليلة" النائمة بجوارهِ .. حاول ضبط أنفاسه كالعادة وهو يغمض عينيه ويغطي وجهه بكفيهِ ، أقتربت منه وهى تربب عليه وتقول بصوتٍ ناعس :

سـجن يُـوسُـف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن