لم أكُن طفلًا حتىٰ في طفولـتي .
' عبد الوهاب الرفاعي '_______________________________
مكتُوبٌ لكُل مُتعب وقتٍ لمُلاقاةٌ راحته .. أنهكه التعب ولا يدري متىٰ سيعيش حياته .. الوقت يَمُر ويُمَرر معه وقته .. يسلب مِن الكُلِ الأمان لعلهُ بذلك ينتقل له
- هى البت دي كانت جاية ليه ؟!
فنظر له "يُوسف" وعيناه تبعث شرار جعل الماثل أمامه يتوتر فنطق بنبرةٍ جامدة :
- بصلح إللي أنتَ بوظته .. ولا أنتَ فاكر إن الموضوع سهل وعدى بتهديد وإمضا ؟.
فبلع "حبيب" ريقه وهو يسأله بتوجسٍ :
- هو حصل حاجة ولا إيه ؟!
فقام "يُوسف" وجلس خلف مكتبه وعاد لتفحص الأوراق التي كانت بيدهِ وهو يرد عليه دون النظر له :
- هيتبلغ عننا بالتقرير بتاع العملية الأخيرة وشهادة أهله ..
فثار "حبيب" وهو يسأله بتبجح كأنه صاحب الحق وليس سالبه :
- نـعـم !! مين ده إللي يقدر يعملها ؟ وبعدين التقرير كان معاك وحتى لو وصلوا لأهل الواد دول ناس تحت طبقة الفقر بقرشين نكتمهم ...!
فإبتسم بإستهزاء وهو يُجيبه :
- جراءتك مقوية قلبك ..! التقرير في إيدهم ومتصور وأهل الواد مش لازم يكونوا فقرا عشان نقدر عليهم .. الفقير إللي بيفقد ضناه لو عرف إنك إتعديت على حقه هيشقك بالطول ؟!
وأكمل وهو يقول له بتحذير :
- إهدى على نفسك بقى وركز في شغلك وهدي اللف ورا النسوان عشان أنا لو قلبت عليك يا "حبيب" ما هخليك تفرق عنهم حاجة .. أظن فاهم ومتأكد إني أعملها ؟. وكفاية الحوار إللي إتفتح جديد ده وقت التسليمات ..
وقبل أن يُجيبه طُرق الباب ودخل ممرض ممن تتلطخ إيديهم بالدماءِ وهو يقول بلهفةٍ :
- يا دكتور في حالة جاية وخلصانة وأنا منعت أي دكتور يكشف غير لما حضرتك تحضر .. لا وكمان عيل صغير
فرد "يُوسف" عليه بإستحسان :
- شاطر يا "حسام" أبقى عدي على الخزنة خدلك مُكافأة على أمانتك دي ..
فرد عليه المدعو "حسام" بفرحة ولا يدري أن المال الداخل عليه سيدخل بالخراب والمرض .. الحلال يجلب الحلال والحرام يجلب الهلاك :
- تُشكر يا كبيرنا ربنا يخليك للغلابة ..
فضحك "حبيب" عليه ووجه حديثه ل"يُوسف" :
- بيدعيلك كإنك مطلعه عُمرة .. هقوم أنا أشوف الحوار ده إيه ؟!
فرد عليه "يُوسف" وهو يحذره :

أنت تقرأ
سـجن يُـوسُـف
Aventuraمسجون داخل حيز أفكاره .. في سـجن وهو نفسُه مَسجـونه وسجـانه .. تَمرد وتَجبر بعد ما كان تحت ظل اللّٰه تعالىٰ وسُبحـانه .. فهل بعد سنوات مِن الجفافِ سيعود جريان الماء في أنهاره "مُحاصرون خلف قُـضـبـان وذكـريـات .. نحن مصاريع الـهـوىٰ"