DARK PARADISE

chapter 7

꧁ قراءة ممتعة ꧂

_______________
 
كانت السماء تمطر بغزارة في ليلة باردة كتلك التي يبقى فيها الجميع في منازلهم ليحتفلوا ببداية السنة الجديدة أو كي يستمتعوا بالعطلة مع من يحبون لكن...ليس الجميع يمتلك منزلا أو عائلة وربما البعض يمتلكون منازل رمادية باردة كئيبة تماما مثل الرماد بعد أن تنطفئ نار المنازل الدافئة

كانت أدالاين التي إمتلكت حياة رمادية تماما تسير في شوارع المدينة وهي ترتدي سترة سوداء واسعة تغطي كامل جسدها والقبعة والقناع جعلوا وجهها ممسوحا تماما عن أنظار المتطفلين

لقد كانت تضع يدها في جيوبها وتسير وسط الأمطار تنظر حولها للمتاجر المنارة والاشخاص الذين يحملون مظلاتهم يعودون لمنازلهم أو يتجولون بين الشوارع المنيرة

لقد إضطرت إلى السير على قدميها لإبعاد الأنظار عنها رغم أنها مازالت تشعر بأن أحدا ما يخترق روحها بنظراته من مكان ما ورغم أنها نظرت حولها عدة مرات لكنها لم تجد شيئا

لذا سارعت في خطواتها حتى وصلت إلى المجمع السكني الذي تعيش به لتتوقف أمام باب منزلها

الرعد يصدر صوتا مرتفعا أقوى من صوت المطر الذي يرتطم بإطارالنوافذ وسقف المنزل بينما البرق وحده ما ينير باحة منزلها الأمامية ولن تكذب يبدو وكأنها في فلم رعب رخيص

استطاعت أن ترى أن كل الأنوار مغلقة وهي واقفة في الخارج وبسبب أن منزلها بعيد عن بقية المنازل، الأمر جعله كئيبا اكثر وكلما ركزت أكثر كلما إسترجعت ذكريات أكثر

مع زوجها وإبنها... وشقيقتها لكنها لم تعد تملك أيا من هذه الأشياء لذا فقد أمسكت بطرف سترتها ترفعه اكثر نحو عنقها وتقترب من الباب لتلاحظ شيئا مغروسا في الوحل أمام مدخل المنزل

إنحنت لتحصل عليه...وقد كانت لعبة بلاستيكة صغيرة لجندي يرتدي زيا أخصرا مثل أي زي جندي معتاد...يبدو أنه أحد ألعاب فيليب

قلبته في يدها لتلاحظ شيئا مكتوبا على القاعدة الخشبية التي يقف عليها الجندي بلون أحمر

"ماما.."

همست لتضغط على المجسم بقوة بين أناملها وتحشره داخل جيبها وتفتح الباب

دخلت منزلها المظلم للغاية والبارد لتغلق الباب خلفها، ولن تكذب هي هنا فقط لتستعيد بعض الذكريات عن أختها التي توفيت منذ ساعات قليلة فقط

تجولت داخل المنزل مستمتعةً بالصمت داخله الذي قد يبدو غريبا للبعض ونظرت حولها في العتمة تسترجع ذكريات هذا المنزل ولكن الآن شعرت أنه فارغ. شعرت وكأنه شيء مفقود. لم تعد مادي في المنزل بعد الآن وأصبح المنزل أكثر برودة وأكثر قتامة بسبب غياب الجميع ما عداها...هي فقط تريد إستعادتهم لا شيء آخر