كان القائد فارس ينظر من المنطقة الرئيسية ذهل وصدم...
في لمح البصر تحولت تلك الفرحة التي كانت تعلوا وجهه إلى رعب وصدمه وشعور الانتصار الى ذل ومهانه.... كان يرى النار وصعود دخانها كان يرى إعصار من الدماء والايدي والأرجل والرؤوسالمتناثرة... هل حقا هزمنا! هل حقا انتهى القائد وليد هل حقا هزمنا!!كان ينظر لساحة الحرب وأصابه الهذيان من هول ما وقع لم يعد يدرك ما يحدث ولكنه نظر لجنوده محاولا السيطرة على نفسه وعلى عقله لوهله وقال: عودو...عودو...لقد هزمنا.... ارحلو
ارتعبوا الجنود وهربوا وبقي القائد فارس يهذي ويمشي نحو ساحة المعركة ولايدرك ما يحدث أمامه فقط يمشي وتوقف فجأة وسقط على ركبتيه واكتفى بالنظر للكارثة التي حدثت 901 من المحاربين ابيدوا وابيد معهم حلم الانتصار أي كمين ذلك الذي يقتل كل هذا العدد من القادة والجنود!!
اتى القائد هاجس الى القائد وليد ولكنه لم يتبقى من القائد وليد سوى رأسه ويد واحده فقط وكان يلفظ أنفاسه الأخيرة وينظر للقائد هاجس وأشهر القائد هاجس مسدسه نحو رأس القائد وليد وقال أهلا بك في جحيم شرنقة الموت وأطلق النار على رأس القائد وليدولم يتبقى في ساحة المعركة سوى القائد هاجس وجيشه والقائد فارس وتفصلهم بقايا جثث 901 من المحاربين
استمر القائد هاجس بالمشي نحو الأمام وإذ بالجنود يأتون بالقائد فارس من بعيد..
الجنود: سيدي جميع الجنود في المنطقة قد هربوا ولم نجد سوى هذا القائد ، كان القائد فارس يهذي بالنظر في كل شيء لم يجد جثث أصدقائه بل بقاياها
تحدث القائد هاجس قائلا: لماذا لم تهرب مع قومك؟
لم يجيب القائد فارس فقط يهذي بالنظر الى كل شيءبحسره وذهل
القائد هاجس: إنني أكلمك أجب
لم يجيب القائد فارس بل في الحقيقة هو لا يسمع صوت القائد هاجس ولا يراه كل ما يسمعه هو صوت القائد وليد وهو يقول أي كمين ذلك الذي سيقتل 900 محارب وما يراه هو الانفجار الذي تسبب بنهاية الحرب بأبشع طريقه
أطلق القائد هاجس النار على كتف القائد فارس ليعود لوعيه وانتفض القائد فارس ومسكوه الجنود ونظر الى القائد هاجس والقائد هارون والجيش بصدمه ونظر الى ساحة المعركة وبكى....
تأثروا الجنود وامرهم القائد هاجس بأن يدعوه هو والقائد هارون معه..
وقال القائد هاجس: لماذا لم تهرب مع قومك؟
القائد فارس: لماذا أهرب؟ لأعود الى الحرب ومعي جنود شبان اتي بهم الى مصرعهم ما لغاية من الحرب إنني أقاتل بشر مثلي يريدون العودة لعوائلهم منتصرين ولكن هل قتل البشر من أجل مصالح لعينه يعد انتصار!! كل ماكنت أفعله من عودة لدياري كان مجرد تأجيل لموتي من أجل أن يبقى كبريائهم على قيد الحياه ونحن هنا نشهد موت أحبه وأصدقاء ونقتل أحبه وأصدقاء لقد أرغمت على المجيء هذه المرة من أجل الحفاظ على حياة من تبقى لي في هذه الحياه ولكن لقد انتهى كل شيءأيها القائد أقتلني أرجوك لم أعد أحتمل أرجوك إنه لمن الشرف لي الموت على يديك لقد سئمت الهرب.
نزلت دموع القائد هاجس والقائد هارون ثم أمر القائد هاجس القائد هارون بأن يأمر الجنود أن يأخذوه الى السجن المتواجد بالمنطقة الرئيسية وأخذوه الى السجن وبقي في ساحة الحرب القائد هاجس والقائد هارون
وقال القائد هاجس: هيا يا صديقي علينا الذهاب الى صديقنا إنه بانتظارنا.
ورد القائد هارون: نعم هنالك الكثير علينا إخباره به.
وكانت الفرحة بالنصر والحزن على فقده تتجولان مشاعرهم وذهبوا إلى قبر صديقهم ومازالت النار المشتعلة بالخشبتين لم تطفأ.
عاد الطاقم الطبي إلى المعسكر الخاص بهم المتواجد في المنطقة الرئيسية وجميعهم تملأهم مشاعر الخزي والخوف والخذلان مما فعلوا لا أحد منهم يستطيع التحدث فقط ينظرون للأرض بكل بؤس وكأنهم يشهدون نهاية العالم وماهم بقادرين أن يغيروا شيء الصمت البائس سائد في أرجاء المكان أعينهم محمره ووجوههم تبدو وكأنها في اخر العمر في لحظة سابقه كانوا شبان حالمين وفي اللحظة هذه كهله نادمين على كل طموحاتهم البائسة التي أوصلت بهم الى هذا المكان وهذا الحال
دخل عليهم الطبيب ساري وهو يحمل مسدس بيده ويرجف ويبكي نظروا الأطباء اليه بحسرة ولا أحد يقوى على الحديث بالكاد يتنفسون وأشار بالمسدس على رأسه وقال وهو يتنفس بسرعه شديده أنا ويبكي ويعيد أنا ثم يبكي وقال أنا السبب أنا من كنت مسؤول عنكم أنا من لم يحرك ساكنا ووافق على هذه الخطة اللعينة أنا من تسببت لهم بالقتل أنا من قتلتكم أحياء أنا السبب في هذا كان يجب أن أرفض نعم كان يجب أن أتحمل عاقبة رفضي ولكن لم أرفض لأنني إن رفضت سيأخذون أخي وهذا مستحيل لن أدع أخي يرى مكروه أنا أناني كفاية لأضحي بحياة الجميع من أجل من أحب حقا أنا لا استحق العيش
يتكلم وهو يرتجف والأطباء ينظرون له بصدمه وخوف شديد ويصرخون لالالا لا تفعل يا ساري وقال أحد الأطباء لطالما كنا بجانب بعض يا ساري نحن أخوه وسنجتاز هذا الأمر ، مسألة وقت فقط وينتهي كل شيء ونعود مع بعضنا البعض كالأخوة أرجوك لا تفعل تذكر السبب الذي دفعك لفعل ذلك ودفعنا معك، عوائلنا توقف الطبيب ساري فجأة ولم يعد يرتجف ولم يعد يبكي
توقف وقال: عندما أعود لعائلتي ويسألونني كم من شخص عالجت كم من حياة انقذت ماذا تريد مني أن أقول كيف تريدني أن انظر لأبنائي بالمستقبل وأنا قد ساعدت على قتل العديد من اباء أطفال كأطفالي، أنا طبيب وعملي يقتضي أن أعالج البشر لا أن أقتلهم أي حياة أستحقها بعد أن فعلت ذلك، عليكم المضي قدما تاركين الماضي خلفكم فأنتم لا تستحقون الموت،إن كان هنالك من يستحق الموت فهو أنا...ثم أطلق النار على نفسه تاركا خلفه الأطباء في ذهل وخوف وحسره وبكاء من كل ما حدث.
في اليوم التالي من الانتصار بالمعركة خرج خليفة الامبراطور "سيد الرابع" في التلفاز على قناة الصحافة "حالا" وكان يحاول أن يتماسك
وقال: {في اليوم تحديدا سنه 381 طرمس في شهر 3 جاهات في يوم 7} أيها السيدات والسادة لا أعلم حقا بأي طريقه سأخبركم بما هو اتي... أحمل أخبار بها من التناقض ما يثير الريبة وتمحي مشاعر كل منهن الأخرى الخبر الجميل هو أننا انتصرنا بالمعركة وفروا الأعداء هاربين والخبر الذي لا اريد أن أبوح به ولا أريد أن تعلموا ولم أريد أن يحدث هو أن الامبراطور "سيد الرابع" قد مات لقد استحوذ المرض على جسده منذ فتره وانتشر بكامل جسمه ولم تعد هنالك
أنت تقرأ
كفارة ذنب
Mystery / Thrillerلظروف غامضة يرفض الأب (أبرز محارب في الإمبراطورية) لابنته المولودة أن تعيش والأم تريدها أن تعيش....