5 - إسمي.

1.2K 48 30
                                    

..

استمتعوا 🤍.

..

من كنت صغير ، صغير مره على اني اتذكر التفاصيل لي اذكرها ، كنت أنا و ميثم و ناصف اصدقاء ؛ اصدقاء بالمعنى الحرفي للكلمة ، اصدقاء لدرجة أننا ننحشر بنفس السرير على أن كل حد ينام منفصل ..

العم احمد وقتها اشترى لميثم و ناصف ملاعق خشبية صغيرة ؛ كانت صغيرة و حلوة و فيها عقد عشان يعلقونها في عنقهم .. و انا لا ، مدري اذا كان يكرهني أو بس نسى يشتري لي بس كوني كنت صغير وقتها بكيت لين صدعت و لين قلت امين و زعلت مره ، حتى اني رفضت العب معاهم أو اكلمهم

جدي الله يرحمه  شاف زعلي  و شاف انها حازت بخاطري .. ، و كوني احمل ملامحه كنت القريب لقلبه بعد ، حتى أنه قد كتب لي المزرعة الأحب لقلبه ع اسمي ..

جا وريدي للبيت و نادني مثل كل مرة يجي يصرخ بإسمي قبل اسم ابوي ، جلسني في حضنه و لف عبائته حولي و ابتسم لي يطلع لي ملعقة خشبية من بين جيوبه ، كانت صغيرة و بنية غامقه و محفور فيها اسمي 'وديع ..'

بخط عربي قح .. بس ما اذكر وين ضاعت مني أو وين كنز جدي عني ، بس اذكر سعادتي وقتها .. اذكرها بحذافيرها

صحيح اني ما اذكر من طفولتي الكثير ، بس جدي و ذيك الملعقة مره عالقين في ذكراي ، و معتقد جدي رح يغادر ذكراي من اساسه .

..

كنت امشي و أحرك المفاتيح بين يدي العب بيه، أطالع الطريق قبل يوقع من يدي للأرض .. نزلت عشان احمله بس لي كان معلق في المفتاح خلاني فعلاً اتجمد في مكاني ..

يدي صارت ترتعش دون اني اتحكم بيها و قلبي يدق بعنف ، عنف غريب مره كنه رح يطلع من بين ضلوعي .. حركت ذيك الملعقة الصغيرة الخشبية بين يدي ابحث عن الاسم و ادعو في قلبي ، ادعو و اترجى انها ما تكون لي ببالي .. ارتعش و يرتعش قلبي و أناجي لي خلقني انها ما تكون هي نفسها

بس اسمي و حروفه الصغيرة الشبه ظاهرة محفور في الملعقة
'وديع ..'

كانت هي ملعقة ، لي اشتراها لي جدي و انا صغير .. نفسها لي جدي محى بيها زعلي يومها

بس سؤال المطروح هو كيف وصلت لعبد العزيز؟
من وين حصلها !

و يدري انها حقي أو لا !

نزعتها من علاقة المفاتيح ، رميتها في جيبي ، و عقلي مليان اسألة ، و افكاري حوله كل مرة تزيد تصير أعقد و اعقد

اسمعني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن