"تفضل.. أهلاً بك..
عرفنا بنفسك..
نحن منصتون..."
قالها المذيع مرحباً بأول متصل على برنامجه والذي رد بقول :
- أنا (جمال) وأريد المشاركة.
(المذيع) وقد تغيرت ملامح وجهه لخليط من العجب والتبسم بعد ما تعرف على صوت صاحبه وقال : "نعم يا سيد (جمال) ما هي مشاركتك؟"
(جمال) : في الحقيقة لدي صديق أحمق .. لا يعرف مصلحته ولا يعرف متى يسكت ...
(المذيع) مشعلاً سيجارة وبنبرة متهكمة : ماذا تقصد؟
(جمال) : يتحدث كثيراً عن أمور خيالية حدثت في رأسه في الماضي وفي كل مرة يتحدث عنها يجلب لنفسه المشكلات والمصائب ويدمر حياته
(المذيع) : وكيف تعرف أنها خيالية؟
(جمال) : لأنه لا وجود لشيء اسمه شياطين وجن يتدخلون بحياتنا وفوق ذلك لا يوجد شيء اسمه قدرات على إيقافهم والتصدي لهم ...
(المذيع) : حدد ما لا تؤمن به ... وجودهم أو عدم القدرة على التعامل معهم والتصدي لهم
(جمال) : كلها خزعبلات .. وصديقي الساذج تأثر بها بسبب دجال لعب وتلاعب بعقله في الماضي وأوهمه بأنه يملك طاقة تجعله مختلفاً عن غيره وأقنعه بأمور وهمية حولت حياته الفوضى لم يتمكن من ترتيبها حتى هذا اليوم
(المذيع) ببرود : اسمها هالة وليس طاقة.
(جمال) وقد بدأت نبرة صوته تحتد : أياً كانت فجميعها هرطقات!... ملأ ذلك المشعوذ رأسه بها بحجة أنه أحد تلاميذه وهو لم يكن سوى دمية تحكم بها و استخدمه كخادم بالسخرة ليقوم بمهامه الدنيئة
(المذيع) وهو يشير لـ (نور) يقطع الاتصال : شكراً لمشاركتك سيد (جمال)
(المذيع) : يبدو أن المشارك تعرض لمشكلة في الاتصال .. نحثه على محاولة التواصل بنا مرة أخرى
(نور) تشير إلى أنها ستفصل البث ..
(المذيع) مقرباً فمه من الميكرفون أمامه : استوقف قليلاً لوجود خلل فني بسيط ثم سنعود لكم ..... بعد ما أنهت المعدة البث المباشر نهضت من مكانها وسارت نحوالمذيع الذي هم بإشعال سيجارة وهو متجهم وقالت له : "لم طلبت مني قطع الاتصال؟"
(المذيع) نافخاً سحابة من الدخان بوجه محتقن : "وما دخلك؟ هذا قراري وليس قرارك.."
(
نور): من واجبي تقديم النصح لك عندما أراك تقترف خطا ...
أنت تقرأ
هذا ما حدث معي
Horrorالأسئلة في هذا العالم أكثر من الأجوبة فلا تحرص على المساهمة في فائض وتهمل التعويض في نقص .. يحكي لنا الكاتب عن بدايات المذيع وكيف كان في الماضي وما الذي أوصله الان الى برنامجه الاذاعي الذي ذاع صيته بشكل كبير .. وكيف كانت التحديات والقصص له ومحاربته...