تلقى البرنامج الاتصال الأخير حين أوشكت الساعة الثالثة فجراً على التمام وقد كانت من شخص بصوت مبحوح مشبع بالتعب والإرهاق لكن نبرته باردة استهل مشاركته بقول :
-يشرفني أن أكون ضمن المشاركين اليوم ...
(المذيع) : الشرف لنا .. تفضل
-كم من الوقت لدي ؟
(المذيع) : خذ الوقت الذي تحتاجه فأنت آخر اتصال سوف نتلقاه اليوم ...
- حسناً .. أنا لن أبرر الأفعال التي كنت أمارسها في مراهقتي ولن أطلب الصفح والعفو إلا من الله فأرجو من كل مستمع لما سأقوله أن يدرك أني نادم أشد الندم على ما فعلته وبشكل أو آخر حصلت على عقابي الدنيوي وكل ما أطمح له هو أن أنجو من عذاب الآخرة
(المذيع) : كنت وما زلت أقول دوماً بأننا هنا لسنا بصدد الحكم على أحد أو محاسبته فنحن مجرد مستمعين للتجارب لا أكثر
- أحببت فقط أن أذكر ذلك لأن ما كنت أقوم به به من ممارسات لا يستطيع الكثير تقبلها أو العفو عن مرتكبيها بالرغم من أن القانون لا يحاسب عليها كثيراً
(المذيع) : بما أن القانون لا يرى أنها جريمة كبيرة فقد يكون الأمر أهون مما تظن
- كنت أقتل الحيوانات للتسلية .. القطط والكلاب وكل كائن ضعيف عاجز عن الدفاع عن نفسه يكون هدفاً لي ولمتعتي الشخصية .. تفننت في طرق تعذيبها حتى آخر نفس تلفظه وقطرة دم تنزفها .. صوت تحطم صدفة السلاحف الصغيرة تحت حذائي السميك له وقع خاص على أذني .. مراقبة تقلب سمكة صغيرة رميت بها أمامي على الأرض وهي تحرك فمها بشكل متكرر بحثاً عن الهواء .. أو الماء .. تعقب وملاحقة الكلاب والقطط الضالة بسيارتي إلى أن أساويها بالإسفلت بإطاراتي .. نثر الحبوب للطيور بعد ما أدس السم فيها كي أراها ترتعش وتنتفض وجعاً قبل أن تموت مكونة كومة من الجثث الصغيرة .. حتى الحشرات لم تسلم مني .. تلك بالذات متعتي تكمن في حرقها وحرق منازلها وإن كانت كبيرة بما يكفي أقوم بنزع أرجلها وأجنحتها قبل حرقها ... الموت البطيء هو ما يمتعني أكثر .. بدأت من عمر صغير واستمررت ولم أتوقف إلا من وقت قريب ..
(المذيع) : ولم توقفت ؟
- أنا لم أتوقف .. بل أوقفت .. وضع حد نهائي لرحلتي السادية .. حدث ذلك عندما وقع قط في فخ اعتدت نصبه من وقت لآخر لاصطياد قطط الشوارع .. قفص صغير يطبق على كل من يقترب لأكل الطعم بداخله متعة تعذيب القطط الحية كانت من أكثر الممارسات التي استهوتني وتبدأ عادة بقطع الذيل والأطراف وفقء الأعين وتنتهي إما بالحرق أو الإغراق في حوض مائي .. وقع اختياري على مصير الغرق لذلك القط بعد ما انتهيت من العبث به واكتفيت من الإنصات الصرخاته .. قمت بملء حوض الاستحمام بدورة المياه في غرفتي وحملت ما تبقى منه في كيس بلاستيكي وهو بين الحياة والموت وقبل أن أرميه في قبره المائي أفرغت محتوى الحوض
أنت تقرأ
هذا ما حدث معي
Horreurالأسئلة في هذا العالم أكثر من الأجوبة فلا تحرص على المساهمة في فائض وتهمل التعويض في نقص .. يحكي لنا الكاتب عن بدايات المذيع وكيف كان في الماضي وما الذي أوصله الان الى برنامجه الاذاعي الذي ذاع صيته بشكل كبير .. وكيف كانت التحديات والقصص له ومحاربته...