تسعة أعشار الحقيقة

3.3K 152 115
                                    

خرج المذيع من مبنى المحطة وسار متوجهاً نحو سيارته المركونة وخلال سيره انتبه لشخص يجلس مسنداً ظهره لباب السائق بأذرع معقودة يراقبه وهو يقترب منه شيئاً فشيئاً وكأنه ينتظر وصوله. عندما وقف أمامه قال له وهو يخرج مفاتيحه من جيبه :«هل يمكن أن أخدمك بشيء؟»

- كانت حلقة مثيرة كالعادة ..

(المذيع) : شكراً من أنت؟

-لم يمض على لقائنا الأول إلا عدة أسابيع .. هل نسيتني بهذه السرعة ؟

(المذيع) ممعناً في ملامح الرجل أكثر : أنت .. أنت من زارني في السجن

- نعم أنا .. كيف حالك وكيف وجدت العودة للعمل؟

(المذيع) : جيد .. ماذا تريد ..؟

- أنا هنا للحديث معك

(المذيع) : لأي غرض ؟

- هل نسيت اتفاقنا ؟

(المذيع) : ظننت أنكم غيرتم رأيكم بخصوص الانضمام لمنظمتكم بعد كل هذا الانقطاع الطويل

- على العكس تماماً .. كنا نراقبك فقط

(المذيع) : تراقبونني ؟ .. إن كنتم لا تثقون بي فلم جندتموني من الأساس؟

أشار الرجل لسيارة سوداء معتمة النوافذ تقف على بعد منهما وقال : اتبعني ..

(المذيع) بتردد : أتبعك إلى أين؟

- لا تقلق فلو كنت أريد تعريض حياتك للخطر لفعلت ذلك منذ زمن بعيد .. الحفاظ عليك من أولوياتنا الآن

(المذيع) : هل حان وقت استرداد جمائلكم؟

سار الرجل نحو السيارة قائلاً : «شيء من هذا القبيل ... » بعد ما ركب الاثنان أدار الرجل المحرك وابتعد عن مبنى المحطة ...

(المذيع) : هل ستخبرني الآن بما يدور ويجري ..؟

- أنا المحقق (نادر) .. المسؤول عن هيئة مكافحة الجرائم الخارقة ... وقد جندناك لتكون ضمن فريقنا

(المذيع) : كنت أظن أن منظمتكم اسمها «المستشارون»

(نادر) : هذا لقب خاص بالقيادات فقط وأنا أحدها .. نحن ثلاثة مؤسسين وأنا المشرف المنفذ للفريق

(المذيع) : والآخران؟

(نادر) : أحدهما هو الداعم المادي لنا والآخر يمكنك اعتباره مرجعنا الروحاني .. جميعنا أصدقاء جمعتنا ظروف معينة واكتشفنا أننا نتشارك الهدف نفسه

(المذيع) : وأي هدف هذا؟

(نادر) : مقاومة ومحاربة الشرور التي تسكن في الخفاء وتحاول من وقت لآخر الاستيلاء على إنسانيتنا

(المذيع) : اعذرني لكني أجد أن كلامك مثير للسخرية ولا يدخل العقل

(نادر) : هذه ردة فعل طبيعية لأي عضو جديد .. ستتجاوز الأمر قريباً

هذا ما حدث معي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن