الساعة الأخيرة

3.9K 179 138
                                    

"عدنا لكم مع ما تبقى من الساعة الأخيرة من الحلقة الأولى من برنامج هذا ما حدث معي .. وأحب أن أقول قبل أن نستأنف إني سعدت بجميع الاتصالات اليوم وممتن لكل من شاركنا تجربته وأحب كذلك أن أمد الشكر لمعدة البرنامج الأستاذة (نور) لقيامها بعمل استثنائي ومجهود رائع .."
تبسمت (نور) وأشارت بيدها بأن المتصل التالي ينتظر على الخط .

(المذيع) : تفضل عرفنا بنفسك ..

- صباح الخير

(المذيع) : صباح النور

- أنا (بيان) .. مشاركتي قد لا تكون مناسبة للبرنامج لكنها شيء حدد حدث معي وسبب لي الضيق والرعب ولا يزال الى اليوم

(المذيع) : لم تعتقدين أن مشاركتك غير مناسبة؟

(بيان) : لأنها لم تحدث في الواقع.. أقصد .. كان مجرد حلم .. بل كابوس

(المذيع) : الرؤى جزء من كياننا وتركيبتنا النفسية وكثير منها نوافل تفتح من عالمنا لعالم آخر وهناك العديد من الرسائل تعبر من خلال تلك الفتحات المؤقتة

(بيان) : هل معنى ذلك أنه يمكنني المشاركة؟

(المذيع) : بالطبع .. كونها حلماً أو كابوساً فهذا لا يعني أنها لا تمس الواقع بشكل أو آخر لكن اعلمي سلفاً أن حالتك قبل رواية الرؤية لن تكون كما هي بعدها

(بيان) : ماذا تقصد لم أفهم ؟

(المذيع) : الأحلام الجميلة والتي نشعر بعد الاستيقاظ منها بالراحة يمكن روايتها بأريحية للجميع ولو أن بعضها قد يحمل رموزاً ورسائل سلبية لكن ذكرها لا يؤثر على سير تلك التحذيرات بعكس الرؤى التي تضيق بها أنفسنا أو تبث الرعب والجزع فيها لدرجة استيقاظنا إذا لم تحصلي على تفسير صحيح لها وتفكيك دقيق لرموزها منها مفزوعين حيث يكون في سردها على نفس أخرى خطر محتمل

(بيان) : وهل تملك أنت تلك القدرة على فك رموزها ؟
وجه المذيع نظره لـ (نور) والتي أعطته نظرة «لا تفعل» ...
(المذيع) للمتصلة وعيناه لم تحيدا عن أعين المعدة المحدقة به : احكي رؤياك أولا وسنقرر بعدها .

(بيان) وصوتها قد انخفض بعض الشيء : أنا في العادة أخلد للنوم مبكراً ولا أتجاوز العاشرة ليلاً وأستيقظ بعد الفجر بقليل لكن في تلك الليلة التي حلمت فيها بذلك الحلم نهضت مفزوعة عند الثانية صباحاً ولم أستطع العودة للنوم بالرغم من شعوري بالتعب والإرهاق .. رأيت في منامي أبي أسير على مرج أخضر ألبس لباسًا أبيض لكن أطرافه مبللة بسائل بلا لون لكني لم أشعر بأنه ماء .. شعرت أنه أكثر لزوجة مع أني لم أمسه وقتها .. سرت بلا وجهة لفترة وجيزة وكنت أشعر بالخوف بالرغم من عدم وجود سبب لذلك وفجأة ودون سابق إنذار شعرت بحاجة للالتفات خلفى ففعلت وشاهدت ثلاثا من معارفي يقفن صامتات وينظرن إلي بنظرات مختلفة

(المذيع) : حددي نوع المعرفة التي تربطك بهن لو أمكن

(بيان) : رأيت أختي الكبرى تقف بجانب أعز صديقاتي والثالث كانت زميلة لي في العمل لا تربطني بها علاقة وطيدة لكننا على وفاق تام ولا خلافات بيننا من أي نوع

هذا ما حدث معي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن