كيف إكتشفت أنّها في رواية؟

128 19 22
                                    

آسِفةٌ يَا قومُ...أعلمُ، لَقَد تَأَخَّرتُ..

لكِنّها الحَيَاة، وَهِي تَجرِي بِمَا لَا تَشتَهِي الأَنفُسُ.

لقَد شارفَ شَهرُ رَمضانِ الكَريمِ على الإنتهاءِ، أَرجُو أنّكُم قَضَيتُمُوهُ فِي مَا يُرضِي اللهَ سُبحَانَهُ وأَن يَتَقَبَّل اللهُ مِنكُم صَالح الأعمَال.

اعذُرُونِي لِـأنَّني أَتَأخَّرُ فِي نَشرِ فُصولِ هَذا الكِتَاب..أَرجُو أن تَستَمتِعوا بِهذَا الفَصلِ.

.

.

غالِبًا ما تبدأ الروايات و المانهوات بِـجملة :

_«نهشتني شاحنة تشان و تجسدت في رواية! ولكنّني تجسدت في جسد الشريرة!»

لحظة تمعن و تأمل.

~تتنفس بِـهدوء~

نعم يا أعزائي، لا توجد رواية لم تبدأ بِـهذه الجملة!

حسنًا حسنًا، في البداية، يا أيتها العبقرية، كيف عرفتِ الرواية التي تجسدتِ فيها؟

كيف أساسًا عرفتِ انّك شريرة الرواية؟

أعني، بِـصفتي قارئة مهووسة، هناك آلاف الكتب و الروايات و المانهوات التي قرأتها، و كثيرًا ما ألخبط بين أحداث رواية و أخرى.

لكنّك تعرفين أنّك دخلتِ في جسد الشريرة بِـمجرد سماع اسمها الكامل و نظركِ في المرآة؟

أنا لا أحفظ حتى اسم البطلة الأول بِـالكامل، أحفظ فقط أول ثلاث حروف، لكنّك عرفتِ من هي بِـالضبط من اسمها؟

كيف حتى تذكرتِ اسم الشريرة الكامل؟ عوضًا عن تذكرك لِـهذا، كيف لكِ أنّ تكوني متأكدة أنّكِ في هذه الرواية بِـالتحديد؟ ربما كان اسم شخصية أخرى في رواية أخرى؟

نعم هنا!

لقد تأكدت من ذلك لِـأنّ شكل الشخصية يطابق وصف الشريرة.

وقفة صمت هنا، كيف لكِ تذكر شكل الشريرة؟

هل تعرفين؟ أنّني حال ما أسمع أنّها شخصية شريرة، أتخيلها إما بـشعرٍ أشقر أو وردي، لِـأنّها الصورة النمطية التي اعتدنا عليها.

حتى أنّ البطلة لم أتخيلها يومًا بِـشكلٍ صحيح، لو قال الكاتب أنّ لها عينان زرقاوتان، أتخيلها بِـكل الألوان إلا اللون الأزرق.

(دون ذكر أنّني أتخيل كل الشخصيات بِـألوان شعر مختلفة.)

أعني، تشعر أنّك تعيش في عالم قوس المطر، كل شخصية لها لون عينان و شعر مميز و مختلف عن البقية، مستحيل أنّ تجد شخصية بِـلون شعر بني طبيعي ما لم يكن شخصية ثانوية أو من عامة الناس.

ما هذا يا هذا؟

كيف لك معرفة الشريرة من بين كل الشخصيات؟

حسنًا، لِـنضع هذا على جانب لِـيستريح و نأتي للِـموضوع الاهم.

كيف لكِ بِـحقٍ تذكر كل الأحداث بِـالتاريخ و المكان المحددين؟ بِـحق الله؟

أنا أحيانًا أنسى تاريخ ولادتي و الطريق المؤدي لِـمنزلي، لكنّكِ تتذكرين بِـالضبط أين سـتحدث الأحداث و متى و كيف؟

ما شاء الله، أعطني ذاكرتكِ، ممكن؟

أقنعيني انّك تخيلتي كل تفاصيل الرواية بِـشكلٍ صحيحٍ تمامًا!
ماذا لو كانت الكاتبة قد تخيلت الأمر بِـشكلٍ مختلفٍ عنكِ؟

أساسًا كيف لكِ تذكر اسماء الشوارع التي ذكرت في الرواية؟ كيف لا تخلطين بينها و بين بقية الروايات؟

الأمر المرعب حقًا هو إعتيادها على الأمر فورًا.

ألا يوجد حقًا شخصٌ واحد تفتقدينه في حياتك؟ لا أحد؟
كيف استطعت العيش و أنتِ وحيدة هكذا؟

ألستِ تفتقدين أحدًا؟ بِـجدية؟ أقنعيني أنّك عشتِ وحيدةً دون شخصٍ تتكلمين معه طوال حياتك، كيف لم تصابي بِـالتوحد حتى الآن؟

ثم كيف لك أنّ تعيشي بِـشكل طبيعي في جسدٍ آخر؟
الا تشعرين بِـالغرابة حين تنظرين لِـنفسكِ بِـالمرآة؟

ألا تشعرين بِـالإرهاق و تتحطمين نفسيًا لِـأنّك فجأةً أصبحتِ في عالمٍ آخر؟

أسئلة محيرة ما زلنا في صدد البحث عن إجاباتها.

على كلِ حال، إذ كانت لديكم أيُ أسألة عن هذا الفصل، اذكروه هنا :

إسأل.

و أنا سأجيبُ عليه!

نراكم في فصلٍ جديدٍ قادمٍ و مع أسألة و حلول و تفسيرات جديدة لـهذا المرض،
إلى اللقاء!

الأسرار و التفسيرات خلف غباء بطلات [المانهوا و الروايات]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن