لـ نتحدث بـمنطقية.

406 75 61
                                    

السلام عليكُم و رحمة الله و بركاته.

أنا هُنا لـ أُحاوركم بـمنطقية، بعيدًا عن مُحتوى الكِتاب، في البداية، لاحظتُ أنّ مُعظم الرِوايات التي تَدور في العصور الفيكتورية تتحدث عن تجسد البطلة و هي فتاةٌ من عالمنا الحالي في عالم الكتاب، ثم تحصلُ في النهاية على النهاية السعيدة مع حب عائلة مالكة الجسد الأصلية و اصدقائها و من تحبه، بـالمختصر، هي تسرق حياتها.

و كثيرًا ما يتم إظهار أنّ سبب شر المالك الأصلي للـجسد بسبب المُعاملة التي تلقاها، لـتأتي بعدها البطلة بشكل مُفاجئ و تُغير كل شيء، و لكنّ أليس هذا الأمر غير عادلٍ تمامًا؟

مهما تكون قصةً خيالية، فـأنتُم كَـكتاب تقومون بـتهميش شخصية مالك الجسد الأصلي الذي يتعذب في حياته دومًا دون أنّ يحصل على لحظة سعيدة فقط لـ أجل البطلة التي ستدخل جسدها و تسرق حياتها كلها في ما بعد!

بَل و حتى في نهاية القصة، لا يتعبون نفسهم بـالكتابة، فقط سـيقولون بـسهولة أنّ روحها إما قد تلاشت، اختفت، ماتت، اختلطت مع روح البطلة في ذات الجسد و إلى آخره من الإدعاءات المزعجة.

على سبيل المِثال، العديد من المانهوات و الروايات التي لا أود ذكر إسمها، تجعل من الشريرة تُعاني حتى آخر قطرة من دمها ثم فجأة و بـبساطة تأتي فتاةٌ ما تافهة و غبية من ناحية الحب، و لا تساوي حتى ولو نقطةً من دهاء الشريرة من أجل اخذ حياة مالكة الجسد الأصلي!

لو كنتَ حقًا كاتبًا حقيقيًا يعيش الأشياء التي كتبها قبل انّ تعيشها شخصياته، سـتفهم مدى سوء الشعور أنّكَ تظلم الشخصيات، التي تعتبرهم كـبشرٍ حقيقيين.

قد يبدو الأمر سخيفًا لأنّها مجرد روايات خيالية، لكنّ ضع نفسك في مكان الشريرة، أنّ تعيش حياةً مليئةً بـالألم ثم يأتي شخصٌ ما يأخذ جسدك و يحصل على المحبة و المودة و المجد اللذين لم تحظى بـهما عن طريق إستخدام جسدك و مواهبه!

التفكير في أنّه يجب علي جعل الشخصية تعاني فقط لـ إعطاء دورٍ للبطلة الخاصة بي، إنّه شيء مزعج!

فـروايات التجسيد، التناسخ، هي تظلم الشريرة فقط و بشدة تمامًا كما الرواية الأصلية التي تتجسد فيها البطلة.

فـفي الأولى، البطلة الأصلية و البطل الذكر يظلمان الشريرة، و في الثانية، البطلة المتجسدة تظلم الشريرة بـسرقة حياتها و كل ما تملك دون إمتلاك اي حق بذلك، حتى دون إتعاب أنفسهن بـما حدث لـصاحبة الجسد الأصلية!

و هنالك بعضُ الكتاب، يفتقرون للمنطقية و العاطفية، النصوص التي يكتبونها تكون كلها تقريبًا فقط لتضخيم ادوار الابطال في القصة.

كما أنّ قراءة هذا النوع من الروايات محرمٌ من الأساس لِـأنّها من المعتقدات البوذية، لذا من الأفضل أنّ تقلعوا عنها.

عن نفسي، بدأتُ بِـمحاولة الإقلاع عنها رويدًا رويدًا وها قد نجحت، لم أعد حتى مهتمةً بِـقراءتهم كما كنتُ سابقًا. 

شُكرًا لكم لقراءة وجهة نظري،
نراكم في فصلٍ جديدٍ قادمٍ و مع أسألة و حلول و تفسيرات جديدة لـهذا المرض،
إلى اللقاء!

الأسرار و التفسيرات خلف غباء بطلات [المانهوا و الروايات]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن