صالح...!
شاب يبلغُ من العمر سبعه وثلاثون عامًا متجوز لكنه لم يرزق بأولاد بعد، ليس متعلمًا من قريه ريفيه يحب الفلاحه وشغل الزراعه الذي وراثها عن والده وأجداده؛ منذ الصغر وهو يعمل مع والده الحاج عبد الجواد في الأرض خاصتهم تعود صالح كل يومٍ في الصباح الباكر ياخذ حِماره والمواشي خاصته ويذهب إلى أرضه يحصد البرسيم ويضع لهم الطعام ويجلس تحت شجرة التوت المزروعه علي حافة الارض منذ حوالي ثلاثون عامًا، ومن ثم ينتهون من تناول الطعام وقت الظهيره يطمئن عليهم ومن ثم يعود إلى منزله،
وبعدما تغيب الشمس وقت المغربُ يقوم بركب حماره ويذهب إلى حظيرة أرضه يأخذ المواشي خاصته، ومن ثم يعود إلى منزله ليتناول العشاء وسط عائلته التي تتكون من زوجته وفتياته، يفعل كل هذا يوميًا.
وفي يومٍ ركب حماره ذهب يأخذ المواشي خاصته من حظيرة أرضه وبعدما وصل الأرض تذكر أن لا يوجد لديهم برسيمٌ في البيت فقام بربط حماره وجلس علي ركبتيه ليحصد البرسيم وفجأةً تغير الجو وبدأت عاصفه من التراب والهواءُ يزداد لكن صالح يكمل حصاد حتى يلحق أن يعود إلى منزله، وبعد مرور بعضٍ من الوقت شعر بأحدًا يضع يده ويخبط عل كتفه فأنتفض صالح والتفت وراءه بسرعةً لكن الغريب أنه لم يجد شيئًا؛ فأكمل حصاد البرسيم وحاول أنه يتماسك ولا يخاف بعد مرور وقت سمع صوت حماره يُنعر بصوتٍ عالي وكأن أحدًا يقف أمامه بدأ الخوف يظهر علي صالح وقام بلم حاجته بسرعةً وركب حماره وعاد لمنزله، وجد زوجته قامت بتجهيز الطعام وتنتظره وبعدما جلسو علي مائدة الطعام؛ لاحظت زوجته أنه ليس بخير وأنه ليس طبيعي فسألته
فاطمه: ماذا بك ياصالح في شيءٍ حدث معك اليوم!.
لكنه لم يسمعها فقررت الجمله ثانيةً
فاطمه: صالح في شيءٍ حدث معك اليوم!.
صالح:ااااااا.. لا لا لم يحدث شيء.
فاطمه: لا أنت تُخبيء شيئًا يا صالح فأنت ليس بعادتك.
صالح: لا تخافي ي فاطمة أنا بخير.
لم يحكي لها على ما حدث معه وهو جالس بالليل كله يُفكر يا تره الذي حدث هذا حقيقه أم أنه كان يتخيل!.
وأستيقظ في الصباح كاعادته أخذ حماره، وذهب إلى الأرض مثل كل يوم وصل وربط حماره في شجرة التوت ونزل المواشي خاصته في الأرض ليأكلو وهو ذاهب رأى شيئًا غريبًا.
رأى علامات أقدام في الأرض والأغرب أنها جديده!
لم يُعير الأمر أي أهتمام من كثرة ماهو يُفكر في الذي حدث ليلة أمس؛ وبعدها سند ظهره علي الشجرة كما هو مُتعود يفعل دائمًا وغطى في النوم.
حلم أن أحدًا يضع يدهُ علي كتفه، ولما فتح عيناه رأي فتاة جميلةً جداً، بدرجة لا توصف، ترتدي فُستانً أبيض، وعيناها خضراء اللون، تنظُر لهُ بأبتسامة تُسحر العيون، وهو يُطيل له النظر وكأنه مُقيد الحركة مِن جمالها؛ وفجأةً تغيرت ملامحها وتحولت لفتاة بشعة، ومن ثمَ ضحكة لهُ ضحكة شيطانية، ثُمَ أستيقظ علي صوت حِماره وهو ينعر بصوتٍ عالٍ جداً، نهض وهو يرتعش من الخضة، أستعاذ بالله من الشيطان، ومن ثمَ ركب علي حِماره، وأخذ المواشي خاصته، ثُمَ رجع للمنزل، وعندما سألتهُ زوجته "فاطمة" قائلة:
_لماذا عُدت بالمواشي مُبكراً هكذا؟!
أجابها بصوتٍ مُتعب قائلاً:
_ سوف أخلُد للنوم قليلاً ثُمَ سأستيقظُ بعد أذان العصر حتي أروي الأرض بالماء.
ومن ثمَ دلف لغُرفته لكي ينام قليلاً ومن ثمَ راوده حُلمّ، يُشابه ذاك الحلم الذي حلمه وهو نائم في الأرض خاصته، لَكن هذه المرة، كانت تحاول أنها تأخذوا معاها، ثُمَ أستيقظ على صوت زوجته وهي تقول لهُ بأن العصر قد أذن،
قام توضئ ثُمَ صلى العصر، ومن ثمَ ركب حِماره وبعدما وصل الأرض ربطَ حِماره في شجرة التوت كاعادته، ثُمَ خلع ثيابه، ورفع بنطاله، ونزل حتي يفتح الأرض، حتي يُمر فيها المياه، وخطى ناحية الماطور ليقوم بتشغيله، لَكن الغريب، كلما يقوم بتشغيله يعطل مرة أُخرى ويحجز الماء بداخله، ومن ثمَ يفصل مرةً أُخرى وفجأةً دار الماطور دونَ تدخله، وبسرعةً كبيرة جدًا، ومن ثمَ ذهب صالح ليسند ظهره علي شجرة التوت كاعادته، وهوَ يُفكر في جمالها الذي سحر عيناه، وبعد لحظات النوم غلبه.
وبعد مرور رُبع ساعة، أستيقظ علي صوت فتاة تُنادي عليه بصوتٍ جميلٌ جدًا، وكأنهُ يصدُر نغمات موسيقية.
ومن ثمَ كانت المياه أغرقة الأرض بأكملها، وهو يُحاول أغلاق الماطور، فاجأةً وضع أحدًا يده علي كَتفه، ومن ثمَ ألتفت حوله لَكن لم يجد أحد، ثُمَ سمع نفس الصوت مرةً أُخرى، وهو يُنادي عليه:
صالح!... صالح!... صالح!.
الصوت سحره، ومن ثمَ نظر رأى نفس الفتاة الذي رأها في الحُلم، تقف بعيد بجانب حافة الترعة وتُنادي عليه، وتُشير لهُ بأصابعها الرقيقة، لم يدري بنفسه إلا وهو يخطوا في أتجاها، وكأنه لم يرى أحد غيرها، ظلَ يقترب منها يقترب.. يقترب... يقترب حتي وصل لها،
رأها فتاة جميلة، تبلُغ من العُمرِ حوالي خمسةً وعشرون عاماً، ترتدي فُستانً أبيض، وعيناها خضروتان، ترسم علي وجهها إبتسامة تُسحر عيون الناظرين عليها، مثل ما رئاها في الحُلم. ومن ثمَ أمسكت بيده وبدأ وجهها يتغير ويظهر عليها ملامح شيطانية وأخرجت ما بداخلها من رُعب،
وجهها أصبح أسود اللون، وعيناها بدأت في الأحمرار، وظوافرها الطويلة والحادة.
وضعت ظوافرها داخل بطني، حتي لقي مصيره.
الوقت تأخر، وصالح لم يعود للمنزل حتي الأن، وهذه ليست عادته، وزوجته بدأت تقلق عليه خرجت تبحث عليه، وهي مرعوبة من الخوف عليه، أخذت تسأل هذا وهذا، هُنا وهُناك، لَكن لم يراهُ أحد، بدأ النهار في البزوغ، ولم يعود صالح حتي الأن.
فكرت زوجته أنها تذهب تبحث عليه في الأرض، وأخذت تُحدث نفسها قائلة:
أكيد ذهب في النوم من كثرة التعب؟!
ولما وصلت إلي الأرض،وجدت الحِمار مقتول ومربوط في شجرة التوت، وصالح مقتول ومُلقي بداخل الترعة، ومن هذا اليوم وحتي الأن، لم يعرف أد من الذي قتل صالح وحِماره، وسبب الوفاة مجهول حتي الأن.*تمت*
بقلمي/أحمد جمعة السرحاني "العَزِيف"
هُنا حيثُ أعزفُ علي ألحان الرُعب، حتيَّ يدُق ناقوس "الموت"
أنت تقرأ
كتاب مملكة الرعب المميت
Horrorلطالما حدَّثني ابني الصغير الذي يَبلُغ مِن العُمرِ ثلاثة أعوام عِدة مرات عن امرأة كانت تزور غُرفته كُل ليلة وتأخُذ في الغناء لهُ حتَّى ينام، وعندما طلبتُ مِنهُ أن يَصِفُها لي، قال: فتاة جميلة ترتدي فُستانًا أحمر ولا تمشي مثلنا على الارض بل تطفو فوق...