ج٣: المهرجان ج٣

62 6 6
                                    

انتهت نوبتها في المطعم، لقد كان يوما طويلا ومتعبا. جلست على إحدى المقاعد الفارغة وهي تتفقد صفحة الجامعة فقد نزلت درجة تقرير المشروع الذي تقوم به مع كايلتن وبلاين.
- كريستا هل ستغادرين الان؟
لمحت زميلتها في العمل جينا كوندور، فتاة تعتقد أنها بطلة إحدى المسلسلات، بشعرها القصير المسرح بعنايه وطفولية ومكياجها الكوري، فقد كانت تعشق أن نصف جيناتها من والدتها كورية. "سأغادر بعد لحظات يا جينا، لما؟".
جلست جينا مقابلة لها في الطاولة، وقالت: هل ستحضرين المهرجان؟
ضيقت كريستا محجريها، لماذا أصبح الجميع يتحدث عن هذا الامر التافه!
- لا لن أضيع وقتي بتلك التفاهات.
قالتها وهي ترد على رسالة آيس الذي كان يخبرها أنه في الطريق ليقلها. مدت جينا أصابعها وتناولت حبة من البطاطا المقلية التي كانت تتناولها كريستا وهي مشغولة على هاتفها. لمحتها كريستا وقالت بملامح مندهشة: تستطيعين الحصول على صحن من البطاطا من المطبخ لو كنت جائعة لهذه الدرجة. قهقهت جينا بنعومة استفزت كريستا ثم عاودت الابتسام وقد كان هناك شيء ما في عينيها جعل كريستا غير مرتاحة لجو المكان.
- ألا تحبين المشاركة؟
-لا خصوصا مشاركة طعامي مع شخص لا أعرفه.
-لاتعرفينه! ولكننا نعمل معا منذ بضعة شهور.
-لقد قلتيها، بضعة شهور.
-اسمعي أريد دعوة زميل آيس في فريق كرة السلة، ربما تعرفينه يدعى توبي، لذا أريد حضورك مع آيس لتلطيف الجو.
ارتسمت ضحكة على وجه كريستا ولكنها كتمتها، وقالت بكل هدوء: وممن سمعتِ أننا نقدم أنا وآيس خدمات تلطيف الجو ياترى؟!
في ذلك الحين دخل آيس صالة المطعم الخالية وتقدم وهو ينادي كريستا التي قامت بسرعة وهي تأخذ حقيبتها وتسرع نحوه متجاهلة حديث جينا، ولكن جينا نادت آيس بصوت عالي لتجذب إنتباهه.
همست كريستا وهي تقترب لآيس وتشتم بداخلها جينا، "تجاهلها ولنذهب".
زم آيس شفتيه ورد بهدوء وهو يمسح على شعرها الذهبي: لن يكون ذلك لائقا ياشاكيرا.
-آيس كيف حالك؟
-نحن بخير يا جينا ولانستطيع حضور المهرجان معك وتوبي للاسف.
-ماذا توبي والمهرجان! ولكن لماذا تريدين حضور المهرجان؟
-أنتما غريبين، ولما لا يحضر أحدٌ المهرجان؟
تبادل آيس وكريستا النظرات ثم رد آيس: لاننا في الجامعة ولدينا الكثير من العمل. جعدت جينا جبينها غضبا، وقد بدى أنها الان توقفت عم تمثيل الفتاة اللطيفة والرائعة.
-تبا تبا تبا... حسنا لا تذهبا ولكنكما تفوتان الكثير من المتعة.
وضع آيس ذراعه على أكتفاف كريستا وهو يقودها لتمشي معه ليخرجا وسمعها تقول بصوت منخفض: نعم في مدينتنا الكثير من المتعة لنفوتها، وكأنها لاتعرف.
-أنت تعرفين أن البعض لايمانع كليا بما يحدث هنا ،صح؟
-لايهم، منزل بن؟
-منزل بن.

****

البعض لايتذكر، هم بالتأكيد لا يتذكرون لانه ليس منطقيا كيف يتصرفون وكأن لاشيء يحدث.
كانت الساعة تقترب من السادسة مساءا، وقف روبيرتو عند بوابة منزل آل بايتنيتو، كان ينتظر بفارغ الصبر أن تخرج تلك الفتاة التي ستقوده لتلك الجماعة التي قد تحميه. حاول إخفاء ملامح وجهه بمعطفه جيدا، ولكن الرياح كانت تحرك معطفه بقوة.
-من أنت؟
شاهد شابين وفتاة يترجلان من سيارة كانت قد توقفت ولكن محركها مازال يعمل، هذا يعني أنهم ينتظرون الفتاة للتي تقطن هنا.
-أدعى روبيرتو سيباتيلا، وأنا... أنا أحتاج مساعدتكم.

يتبع...

الختم | The Seal ج٢حيث تعيش القصص. اكتشف الآن