ج٤: سيباتيلا

71 6 4
                                    

"تبا سنتأخر هكذا." أمسك نفسه محاولا عدم السب بسبب الاختناق المروري، لايعقل كيف أن أغلب الشوارع قد تم إغلاقها بسبب المهرجان.
-شيء ما يخبرني أن علينا أن نلقي نظرة يا آيس.
التفت لها وعدم التصديق على ملامحه، "هل تمزحين؟". نفت برأسها، و اردفت: على الاقل حتى نعرف ما نواجهه بالضبط.
-وأنت تجهلين هذا مثلا؟
-هل تود فعلا أن نتجادل بشأن هذا؟
-نعم لانه يبدو لي أنك تتجاهلين التحذيرات بشأنه.
-بشأنه! ماذا تعني؟
-تبا يا كريستا أقصد المهرجان..
حينها اصطدم شيء بقوة بباب السيارة جعل الاثنين في السيارة يتحجران من الصدمة فقد كان هناك شخص يقف ملصقا رأسه بنافذة كريستا و وجهه ينزف بشكل غريب حيث أنه كل بقعة في جسمه كانت تنزف وكأن جلده قد تم سلخه.
"ساعدوني أرجوكم". قالها وسقط على الارض، تجرعت كريستا ريقها وهي تسمع آيس يأمرها بالبقاء في داخل السيارة.
نزل بهدوء، الجميع من حوله كانوا إما مندهشين أو متجاهلين للموقف، وقف بجوار الرجل الذي كان ميتا بالفعل.
تناول هاتفه واتصل ببلاين ليخبره بما حدث.

***

جلس روبيرتو في منزل بن وهو ينظر في الثلاثة الذين يتناقشون في أمر مساعدته بينما تجلس فتاة أخرى بجوار رجلين فهم أنهما بن والاخر فين وهم يحتسون شاي الاعشاب الذي تناول قدح منه قبل قليل وقد كان لذيذا، لكن صوت هاتف أحدهم قد أعاد تركيزه للغرفة ليصبه على الشاب الذي كان يتحدث على الهاتف ويبدو على وجهه الغضب والخوف.
"تبا يا آدلت لقد قلت لك ألا تقترب من ذلك المكان، حسنا حسنا، واري جثته يلموك في طريقه نحوكما."
نظر بلاين ناقلا أفكاره ليلموك الذي ما لبثت أن ظهرت ملامح الفزع على وجهه، مما جعل كوزيت تقول بسرعة: أنا سأذهب معك. أمسك بكتفيها بلطف وهو يهدئها: لا ياعزيزتي، مكانك هنا أحسن. ضيقت حاجبيها غير قادرة على أن تجادله فهي تعرف أن كلامه صحيح.
"أنا سأذهب مع يلموك." جحظت عينا بلاين وتقدم منها بسرعة وهو يقول بغضب: أنت بالذات ستبقين هنا. زفرت كايتلن ثم حدقت نحوه بحدة: يجب علي الذهاب، ربما بإمكاني المساعدة.
- أنت مستشعرة للختم!
- نعم يابلاين أعرف هذا ولكن..
قاطعها بغضب: ومستشعر الختم لا غاية له سوى أن يتم التضحية به. سكنت الغرفة وما لبثت على سكونها حتى تتقدم كوزيت وتدفع بلاين غاضبة: تبا ياجاكسون ليس عليك أن تكون فظا لهذه الدرجة. ثم وجهت حديثها ليلموك الذي كان ينقل بصره القلق من كايتلن لبلاين، وقالت: يجدر بك الذهاب فكريستا وآيس في خطر. ابتسم له وغادر متلاشيا ككومة رماد في مهب الريح. جلست كايتلن في المكتبة تنظر للاضواء التي ينقلها المهرجان الساطع من نافذة منزل بن.
ربما بلاين على حق، وربما لو لك تدفعها طيبتها في المرة السابقة وتحاول إنقاذ الاطفال لما حدث ما حدث ولكن هل يجب أن تجري الامور كما يريد ذلك الكائن!
"كايتلن." ، التفتت لكوزيت التي تقدمت وجلست بجانبها على الاريكة وهي تمسد رقبتها.
-هل انتهيتم من استجوابه؟
-نحن لا نستجوبه ولكننا نحاول التأكد فعلا منه.
-حسنا بدى لي أنه لايكذب.
-صحيح ولكن مع هذا لايمكننا الوثوق به.
-انه جزء من الختم، ألا يجب أن يتم التعامل معه مثل أمي؟
-نعم ولكنه  سيباتيلا.
نظرت كايتلن لها بفضول، وأكملت كوزيت: تذكرين الفتيات التي تم قتلهن سابقا صح؟
أومأت كايتلن، فاكملت: حسنا والده يملك كيوز ولا يمكننا العبث مع أبنه كما نريد.

***

انتهى يلموك وآيس من دفن الرجل بينما وقفت كريستا وعلى وجهها الاجهاد،   وقالت: يدعى جيك مايرز، مجرد سائح قدم للمدينة منذ شهر.  امتقع وجه آيس: هذه ليست الرحلة السياحية التي قد تحلم بها. رمى يلموك بالمعول وهو يرد على سخرية آيس: وليست المدينة التي تود أن تدفن فيها كذلك.
حينها انطلقت صرخات متألمة من جهة المهرجان، كانت صرخات لا يمكن السكون عنها وتجاهلها.

يتبع...

الختم | The Seal ج٢حيث تعيش القصص. اكتشف الآن