ج١: الحاضر

88 12 11
                                    

رمى بالقلم بعد نفاد صبره،"اووه!  تبا تبا تبا، لما حياتي كارثة كبيرة كرأس يلموك؟!". نظر يلموك له بتلك النظرة التي تشير بأن موعد موته قد حان، "آيس أنه يوم جميل لأقتلك فيه، ألا تظن ذلك؟". حول آيس نظره لكوزيت التي كانت تعمل على الحاسوب بتركيز، كان يحاول تغيير الموضوع حتى لا يذهب وراء الشمس بسبب غضب يلموك. " هل أنهيت تقريرك!!".
أعادت ظهرها على مسند الكرسي وقالت وهي تمسد رقبتها: أنت تعرف أنه من المستحيل أن انهيه اليوم لذا أعمل أنت و يلموك بصمت أريد الحصول على درجات عالية في". قاطعها بأن أكمل: نعم نعم تحصلين على درجات عالية لانها آخر سنة و و و و، سمعت هذا الكلام مئة.
ابتسمت بسخرية وهي ترتشف من قهوتها وقالت: إذا اعمل اذا كنت لا تريد سماعه ثانية.
حدقته بطرف عينها وهو ينضم ليلموك في تصميم الجهاز الذي من المفترض أن يكون مشروعهم، لم تكن تحب الفيزياء ولكن هذا لايهم، التفتت نحو النافذة الكبيرة على جانب المختبر والتي كانت تطل على الممر وعلى نافذة المختبر الذي يحاذيهم كذلك، كانت كريستا واضحة لها وهي تعمل على الحاسوب ولكنها لم تستطع رؤية كايتلن وبلاين، ربما كانا في الطرف الاخر من المختبر.
مضى على ذلك اليوم بضع سنوات والجميع يتصرف وكأنه لم يحدث شيء، كايتلن تبدو كجثة على قيد الحياة و هم يحاولون قدر الامكان على البقاء معها فقد فقدت كل عائلتها ذلك اليوم ومعهم كريس.
احسنت كوزيت انه لو تابعت استرجاع ما حدث ذلك اليوم فإنها ستبدأ بالبكاء ولاتريد جعل يلموك يقلق عليها لذا قامت تتمشى في المختبر محاولة طرد اصوات الماضي بينما يلموك ينظر لها تارة بإبتسامة مخفية و تارة للتصميم.
- هذا يكفي ركز معي يا روميو فحبيبة قلبك لن تهرب.
- آيس أنت تعرف أنك تثرثر كثيرا صح؟ لا شأن لك بتركيزي فأنا اعمل جيدا.
- هذا يكفي انتما الاثنين.
نظرا لها ، واكملت: فالنذهب لشراء الطعام لنا ولمجموعة بلاين، احتاج جرعة من الطاقة والطعام.
"رااااائع فقد كنت سأفقد الوعي من الجوع"، تقدمه يلموك وهو يحمل سترته و قال بصوت خافت لايسمعه سوى آيس: وأنا سأفقد الوعي من سخافتك.
- كوزيت ابعدي حبيبك والا اوسعته ضربا.
- هل ستوسعني ضربا يا آدلت.
- توقفا وإلا سأنسحب من مجموعتكما و اعمل وحدي.
ابتعد الاثنان و مشى آيس مسرعا في المقدمة بينما يلموك بجانب كوزيت التي كانت ترمقه بانزعاج، وقالت: لما تتصرفان كالصغار.
- اعتذر عن ذلك يا عزيزتي.
- روميو.. جولييت ما رأيكما بمطعم دوزي دانز أنه قريب من حرم الجامعة.
سألت كوزيت: وهل طعامه جيد؟
كتف آيس ذراعيه وهو يدفن نصف وجهه في وشاحه، "لا يمكنني قول أن طعامه جيد لانني لم أجربه، ذهبت أنا وكريستا الاسبوع الماضي له لشرب القهوة فقط وقد كانت غاية في الروعة.
نقلت بصرها من آيستوود تارة ليلموك تارة أخرى محاولة قراءة اوجههم، لطالما كانت بارعة في قراءة وجوه الناس، وخصوصا حبيبها وربما كان هذا السبب الذي حافظ على علاقتهما معا لأكثر من خمس سنوات.
"حسنا فالنجربه كما أنك قلت أن قهوتهم رائعة وهذا كافي".
ابتسم آيس وفتح الباب المؤدي للحرم لتدخل موجة باردة من الثلج والبرد، وقال: إذا فالنسرع بحجز دور.

***

"أنهيت الجزء المختص بوصف المشروع، ما رأيكما به؟" قام بلاين من مكانه بعد أن كان ينهي آخر الاضافات في التصميم متوجها لرؤية ما أنجزته كريستا، تقدم من الحاسوب وبدأ بالقراءة ، "همم احذفي السطرين في النهاية لاننا سنقوم بإضافتهما في عمل الجهاز". اومأت برأسها لتبدأ بالتعديل كما قال لها.
جذبه منظر كايتلن، كانت واضعة رأسها على الطاولة و تحرك الاقلام بطريقة عبثية، اقترب منها ونقر على الطاولة ليلحظ توجه بصرها على اصابعه دون أن تحرك أي ساكن.
- ماذا تفعلين؟
- في الحقيقة..
رفعت رأسها و نظرت له مباشرة، واكملت: لمًا لا تتركانني أعمل كذلك؟ هذا لا يصح. أشار بلاين للتصميم، وقال وهو يبتسم لها: بالتأكيد، أريد منك كتابة الارشادات على التصميم في الاسطر التي وضعتها. تأملت التصميم، ردت: هذا فقط!!
أمسك ذقنها ورفعها إليه ولكن ملامح وجهها النائمة لم تتغير، لقد اعتادت قربه : افعلي هذا والباقي في الطريق.
"سنفعل هذا لاحقا فقد ارسلت لي كوزيت رسالة أنهم اشتروا الطعام و ينتظروننا في قاعة الطعام الثالثة". أخذ بلاين نفسا عميقا، عليه الان أن يبدأ في عملية اقناع كايتلن بأن تتناول الطعام، شاهدها ترتب الاقلام و تنظر إليه: لنذهب.

الختم | The Seal ج٢حيث تعيش القصص. اكتشف الآن