ج٦: سيباتيلا ج٣

44 4 2
                                    

حدقت في ملامحه جيدا، بدى وكأن عائلته اقترفت شيئا ما لذا فهو يمقت أن ينسب لها، حينها قررت المجازفة فهذا الشاب يعرف شيئا ما.
- ربما نحن متشابهان في النهاية.
- كايتلن دعينا من هذا النقاش ولننتظر عودة البقية أرجوكِ.
تجاهلت طلب كوزيت و ركزت بحدة نحوه، وأكملت: عائلتي شيء لا أتفاخر به خصوصا بعد قدومي لهذه المدينة ولكنها عائلتك، شيء ملتصق باسمك و دمك رغما عنك.
تنفس روبيرتو الصعداء: إذا أنت تفهمين معنى الرغبة في استئصال شيء لا يستأصل!
أومأت وقالت بنبرة منخفضة: ولكن لما، أعني عائلتي مثلا تقتاد الابرياء لمخلوق غريب في الغابة ولكن ماذا عنك؟
من الواضح أن يحاول المقاومة، شيء ما يختلج في صدره ويؤلمه، لربما هو جرح لم تعده بعد، شبك أصابعه ومال للأمام، وقال: عائلتي مجرد حفنة من الاغبياء أتعرفين لما يا كايتلن؟ تخيلي معي، أن يقتل أفراد عائلتك أمك فقط لانها ليست من أصول إيطالية، أي غباء هذا.
تبادلت الفتاتان النظرات المصدومة، وقالت كوزيت: مهلا، أتقول أن عائلتك قتلت والدتك لانها ليست إيطالية! أيعقل أن يكون هناك ممن يحتفظون بهذه العقليات إلى الآن.
- أسمها بيلا بيروسي، وقد ترعرت في هذه المدينة.
- مستحيل فمن يدخل المدينة لايخرج منها.
- هذا صحيح سمعت أحدكم يقول هذا سابقا.
- في الحقيقة أمي عقدت إتفاقا مع المخلوق وهذا كان أحد الاسباب التي جعلتهم يبغضونها.
زمت كوزيت شفتيها وكأنها تحاول تخمين العقد الذي أبرمته بيلا بيروسي، وقالت: هل كان اتفاقها جلب المزيد من الأضاحي للمدينة؟ وأعني عائلتك.
أسند رأسه للوراء، وقال: لكان ذلك رائعا، ولكنها وعدت المخلوق بأخذ أسرار عائلة سيباتيلا فقد عرفوا سابقا بقدرات خارقة للطبيعة، قدرات جسدية عامةً.
- ولكن لما قد تبرم عقدا كهذا!!
- آنسة كايتلن، كيف ترين الحياة هنا؟
سكن الصمت عليها فقد بدى أنها استوعبت أنه منذ اللحظة التي وطأت قدمها المدينة؛ بدأت أمور غريبة و مؤلمة تحدث لها وللجميع.
قامت وقالت وهي متجهة لغرفة الجلوس: رأسي يؤلمني. " فالتأخذي قسطا من الراحة في أريكة غرفة الجلوس؛ إنها مريحة".
ثم أردفت لروبيرتو: أنت تعرف أنك مشتبه في مقتل فتيات الكلية صح؟ بالاضافة إلى أن كريستا قالت أنك ظهرت ذات مرة أمامها في الشارع، قبل حدوث مائدة الدماء.
- أعلم ولكن لا أذكر.
- كيف يعقل أنك لاتذكر!
- هذه قصة أخرى ياكوزيت.
- لابأس عندي بسماعها.
- أظن أنه أبي، لقد فعل شيئا ما ولكن عليك أن تصدقي أنني لم أقتل الفتيات ولم أرى كريستا ذلك اليوم، لكن الذكريات تظهر لي في عقلي.
- ربما أنت فقط لاتتذكر.
- عدم التذكر شيء مختلف و الجزم الاكيد أنك لست الفاعل شيء مختلف تماما.
- إذا كان كذلك فيجب أن لا ينفد والدك بجلده.
- لا بأس عندي بأي شيء ضده.

****

بمفردها في الغابة تقف، يبدو المكان هادئا وأمامها يمتد كهف مخيف وعالي، أدارت ظهرها فهي بالتأكيد لاتريد استكشاف الكهف ولكنها وجدت قدمها قدت عادت للمكان الذي وقفت فيه. تبا مالذي يحدث؟!
حاولت العودة والنزول مجددا ولكنها عادت لتقف مجددا أمام الكهف. ثم مالبثت أن سمعت خطوات تقترب خارجة من الكهف وصوت عميق مخيف يقول: ألا تريدين مقابلتي.

يتبع..

الختم | The Seal ج٢حيث تعيش القصص. اكتشف الآن