وصل الثلاثة للمهرجان، كان المكان كأي مهرجان من الممكن أن تحضره، ولكن كريستا استشعرت أمرا خاطئا يشوب الجو العام. كان الجميع ممن قرروا الاستمتاع بهذا المهرجان الضخم؛ يبدون سعداء وكأن لا خطب يحدث، أو قد يحدث. قالت كريستا وهي تركز عينيها في طفلين مع والدتهما عند كشك التصويب على الدمى: ذلك البائع هناك، يكاد يأكلهما بنظراته الجائعة. التفت آيس ويلموك نحو البائع في الكشك الذي تقصده.
ـ لا أستطيع رؤية شيء!
ـ ثق بي يا يلموك.
ـ ولكنه مع هذا لا يستطيع فنحن لسنا في ذلك اليوم المعتوه.
حولت بصرهما لهما وقالت: بالضبط لذا أظنني فهمت ما يحدث هنا. رفعت هاتفهما متصلةً ببلاين، بينما علامات الترقب على آيس ويلموك ظاهرة.
ـ بلاين اسمع، المهرجان مجرد تغطيه، إنهم يجذبون السواح والفرائس للفتك بهم، ماذا ستأتي أنت أيضا! ولكن ماذا عن روبيرتو؟ كما تريد فالتسرع.
ـ علينا التحرك.
ـ لا يا آيس، بلاين طلب منا التريث حتى يصل وعندها سنبدأ.
ـ كريستا محقة، عموما لنضع تركيزنا عليه في الفترة الحالية، ما رأيكما بالجلوس عند هذا المقهى حتى لا نجلب لأنفسنا الشك.
مشى آيس خلفها على مضض وعقله يفكر في الانقضاض على البائع ولكمه إلى أن يلفظ أنفاسه.***
" إياك أن تحاول التلاعب بنا"، اومأ روبيرتو وعينيه المرهقتان على الأرض، أخذ معطفه الجلدي ولاحظ نظرات كوزيت تلحقه، وحين لاحظت أن أنتبه لها، قالت: كف عن قلقك ولتذهب قبل أن يتأذى الكثيرون.
ـ أنت متأكدة من أنك تستطيعين فعل هذا؟
ـ لست وحدي هنا يا بلاين، والان كن حذرا.
ـ سأفعل.
التفت لكايتلن التي كانت عينيها ترميانه بنظرة فاحصه، فقالت: كما قالت كوزيت، عليك بالحذر. داهمته ابتسامة خفيفة سرعان ما اختفت لأنه تبخر فجأة من الغرفة. رفع روبيرتو رأسه نحو كايتلن، وسألها: من الغريب أنك معهم! رفعت حاجبها استنكارا، وردت عليه وهي تجلس في الكرسي المقابل له بجوار كوزيت: في الحقيقة من الغريب أنك جئت لمنزلي تطلب المساعدة!
ـ أتظنين ذلك غريبا؟
ـ المعنى الحرفي للغرابة، نعم.
ـ كايتلن دعينا من هذا الأمر.
ـ لا يا كوزي، أريد أن أعرف وجهة نظر السيد سيباتيلا.
ظهر علامات الغضب عليه حين ضرب بقبضته على الطاولة وأحدث شقوقا جاعلا كايتلن تغير وضعية جلوسها خوفا، بينما أخرجت كوزيت مسدسها نحوه بسرعه، وقالت: لا تحاول استعراض قوتك أمامنا...
قاطعها بأن قال: أعلم يا آنسة كوزيت أليسون تارنر، فأنتما لستما وحدكما في هذا البيت البسيط، يوجد رفقة لكما في الطابق العلوي صحيح؟ ولكنني أود من الآنسة كايتلينيل جرايس بايتينيتو ألا تناديني بالسيد سيباتيلا مرة أخرى فهذا لقب أمقته. أبتسم حين لمح الخوف والتوتر على الفتاتين، وأكمل: هذا طلب واحد وبسيط.***
ـ كما ترى أنه يستدرجهما للعب بالداخل إلا أن أمهما لا تبدو مرتاحة للفكرة كما أن الخيمة السوداء على اليمين تبدو مريبة أيضا، لقد مضى على الأمر ربع ساعة بالضبط.
ـ تبا، حسنا فالنتفرق.
زفر آيس وعلق: أكره حين تقول هذه الكلمة. تجاهله بلاين واسترسل: أنا وكريستا سنبدأ استكشافنا بما تحويه تلك الخيمة، أما أنتما فعليكما بالتعامل مع ذلك الوغد، ثم استكشاف باقي الاكشاك، مفهوم؟وقف آيس مصوبا بصره بالكيفية التي اختفى فيها بلاين وكريستا بين الزحام البشري، وقال محدثا يلموك الذي كان يدلك ذراعه في حالة اضطر لتحويلها لمخلب أمام البائع: أنت مستعد ياطرزان؟ تقدمه يلموك نحو الكشك وهو يقول: مستعد لكل شيء إلا مزاحك المريض.
" هل أنت متأكدة ياسيدتي فلدي بالداخل لعبة سهلة جدا وجوائزها قد تجعل طفليك أسعد طفلين في المهرجان اليوم". تقدم آيس ويلموك المرأة التي كان ولديها يبكيان محاولين إقناعها لدخول للداخل واللعب. قال آيس ساخرا: يا عم هل يمكنني أن ألعب؟
تحولت ملامح البائع للحدة والغضب فقد بدى عليه أن تعرف على كون يلموك جلاد وآيس مستشعر.
ـ هذه الألعاب للأطفال فقط.
ـ لا بأس فآيس طفل بحجم كبير.
حدق في يلموك معترضا على كلامه بينما أكمل الأول: السيدة لا تريد لأطفالها اللعب لذا من المفترض أن تفهم ذلك من البداية وتكف عن الالحاح في رأسها.
بدت عيني المرأة ممتنتين لمساندته ثم تابعت ضبط طفليها ليكفا عن البكاء.
ـ إنني فقط فكرت في أنهما سيستمتعان بالأمر.
ـ آيس لتساعد السيدة في الوصول لسيارتهما أما أنا فسألعب مع البائع.
علق آيس بسخرية: إذا فأنت الطفل الكبير في النهاية. قفز يلموك لجهة البائع ودفعه للداخل مما جعل المرأة تغطي فمها خوفا، "ستكونين بخير".
ـ لما فعل ذلك؟
ـ لقد كان ينوي السوء لطفليك وعلى كل حال وجودك هنا خطر هيا سأحمل أحدهما ولتعودي لمنزلك.يتبع•••