"أنه يوم جديد، وطقس جميل، يمكنك أخذ عائلتك للتجديف في بحرية لاجون بما أن مهرجان المدينة السنوي سيقام هناك، تقام فعاليات متنوعة مناسبة للجميع وتشمل كل الاذواق، ماذا تنتظر اصنع لحظاتك الجميلة في مهرجان المدينة الخمسين". اشتغلت موسيقى هادئة بعد نهاية الاعلان بينما عيني روبرتو معلقة في المذياع الموضوع في المنضدة أمامه. لايعلم كم مضى على بقاءه في شقته منذ حدوث تلك الحادثة ولكنه أيضا لايريد أن يعرف، سيبقى هنا، فلعل الجميع نسي وجوده على هذا الكوكب، وكأن أحدا سيهتم لو مات خوفا وجوعا في شقته وبقيت جثته مدة لتتعفن، ربما حينها سيتذكرون شخصا يدعى روبيرتو سيباتلا كان يعيش في بناية سيتونيا.
قام من مكانه متوجها للثلاجة وهو يتمنى أنه مايزال هناك شيء ينفع ليسد جوعه ولكن سرعان ما تلاشى أمله.
أغلقها بقوة ويديه ترتجفان، تبا تبا تبا. هل سيخرج لشراء الطعام، ولكن ماذا لو لاحظه أحد أو شعر بمن هو؟! سيسرع دون أن يترك انطباعا لدى أحد.
أخذ قميصه القطني الاسود والفضفاض وارتداه ويديه ترتجفان، ثم أمسك بمعطفه البني ولبسه ثم غطى رأسه بقبعته. هذه المرة الأولى التي يخرج فيها منذ ذلك اليوم المشؤوم، ولكن لابأس.
مشى ببطء وعينيه على خطواته، الجو مشمس إلا أنه بارد نوعا ما. كان أقرب محل بقالة يبعد عن شقته ربع ساعة، محل قديم يملكه رجل عجوز في حاله، وهذا ما سيفيده في وضعه.
كان المحل هادئا ، تجاهل نظرات الرجل العجوز وأخذ سلة التسوق ليملأها بالطعام.
- روبيرتو، لم أرك منذ مدة!
رفع عينيه لمحدثه وابتسم ليشعر نفسه أن كل شيء على مايرام، "كنت مريضا". هز رأسه وتابع ترتيب الاغراض، ولكن لسبب ما شعر روبيرتو أن الرجل يراقبه، وكأنه يحاول التأكد من شيء. تجاهل هذا الهاجس المخيف وذهب بسرعة ليحاسب مشترياته.
- ينبغى عليك أن تطلب المساعدة يابني.
رفع روبيرتو عينيه المصدومتين نحو العجوز الذي كان يبتسم بفتور، فأكمل: أعني لو كنت تشعر بالمرض فلا تتردد بطلب المساعدة مني. أدخل مشترياته في الكيس بسرعة، "أنا بخير."
هل سيكون الوضع هكذا إلى الأبد! لايستطيع العيش بخوف فهذا يرهقه ويقتله. يجب عليه أن يعثر على من يقف في صفه.***
"تفضل." تناول يلموك كوبه بينما كان يشاهد إعلان مهرجان المدينة والتجهيزات التي أعدت لأجله. "بلاين هل أنت بخير؟" ارتشف بلاين من كوبه وهو يرتب شعره الذي طال، ينبغي عليه زيارة الحلاق لتقصيره.
- هل تظن أنني بخير؟
- لا ولكنك فقدت الكثير من الوزن.
- لا أنام جيدا بسبب التفكير يا يلموك.
- بسبب وضع كايتلن أو ماحدث ؟
- الاثنين، أفتقد كريس الأحمق، أفتقد الجميع ويؤلمني وضع كايتلن.
- اسمع ماينوبيل تبحث في الأمر، ربما سنتمكن من استعادتهم.
- ربما كلمة لا تكفي يايلموك.
انضم آيس لهما ووجه متبلد، "لدي شعور سيء يارفاق." عقد بلاين حاجبيه وهو يبحث عن تفسير، "ماذا تعني."
- المهرجان هذا مجرد تمويه لشيء سيء، سيء وحشي.***
يتبع